تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الطائفة الثالثة: أهل السنة والجماعة، الطائفة الوسط، الذين جمعوا بين الأدلة وسلكوا في طريقهم خير ملة، فآمنوا بقضاء الله وقدره، وبأن للعبد اختيارًا وقدرة، فكل ما كان في الكون من حركة أو سكون أو وجود أو عدم، فإنه كائن بعلم الله تعالى ومشيئته، وكل ما كان في الكون فمخلوق لله تعالى، لا خالق إلا الله ولا مدبر للخلق إلا الله عز وجل، وآمنوا بأن للعبد مشيئة وقدرة، لكن مشيئته مربوطة بمشيئة الله تعالى، كما قال تعالى: {لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين}، فإذا شاء العبد شيئًا وفعله، علمنا أن مشيئة الله تعالى قد سبقت تلك المشيئة.

(ج2/ 397 - 402)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

مراتب القدر:

المرتبة الأولى: العلم، وذلك بأن تؤمن بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلًا، فعلم ما كان وما يكون، فكل شيء معلوم لله، سواء كان دقيقًا أم جليلًا من أفعاله أو أفعال خلقه.

وأدلة ذلك في الكتاب كثيرة، منها: قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}، فالأوراق التي تتساقط ميتة؛ أي ورقة كانت صغيرة أو كبيرة في بر أو بحر، فإن الله تعالى يعلمها، والورقة التي تخلق يعلمها من باب أولى.

ثم قال رحمه الله:

ومنها قوله تعالى: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير}، ففي الآية أيضًا إثبات العلم وإثبات الكتابة.

المرتبة الثانية: الكتابة، وقد دلت عليها الآيتان السابقتان.

المرتبة الثالثة: المشيئة، وهي عامة، ما من شيء في السماوات والأرض إلا وهو كائن بإرادة الله ومشيئته، فلا يكون في ملكه ما لا يريد أبدًا، سواء كان ذلك فيما يفعله بنفسه أو يفعله المخلوق، قال تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون}، وقال تعالى: {ولو شاء ربك ما فعلوه}، وقال تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم. .} الآية.

المرتبة الرابعة: الخلق، فما من شيء في السماوات ولا في الأرض إلا الله خالقه ومالكه ومدبره وذو سلطانه، قال تعالى: {الله خالق كل شيء}، وهذا العموم لا مخصص له، حتى فعل المخلوق مخلوق لله، لأن فعل المخلوق من صفاته، وهو وصفاته مخلوقان، ولأن فعله ناتج عن أمرين:

1. إرادة جازمة.

2. قدرة تامة.

والله هو الذي خلق في الإنسان الإرادة الجازمة والقدرة التامة، ولهذا قيل لأعرابي: بم عرفت ربك؟.قال: بنقض العزائم، وصرف الهمم.

والعبد يتعلق بفعله شيئان:

1. خلق، وهذا يتعلق بالله.

2. مباشرة، وهذا يتعلق بالعبد وينسب إليه، قال تعالى: {جزاء بما كانوا يعملون}، وقال تعالى: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} ولولا نسبة الفعل إلى العبد ما كان للثناء على المؤمن المطيع وإثابته فائدة، وكذلك عقوبة العاصي وتوبيخه.

وأهل السنة والجماعة يؤمنون بجميع هذه المراتب الأربع، وقد جمعت في بيت:

علمٌ كتابةُ مولانا مشيئتهُ ** وخَلْقُه وهو إيجادٌ وتكوينُ

(ج2/ 403)

--

يتبع بإذن الله.

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 07 - 10, 04:23 م]ـ

حبيبنا الغالي: ما صدر أمس يشمل البابين الأخيرين كذلك.

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 07 - 10, 04:26 م]ـ

بابٌ: لا يُرَدُّ مَنْ سَأَلَ باللهِ

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

وقوله: " من سأل بالله ". أي: من سأل غيره بالله، والسؤال بالله ينقسم إلى قسمين:

أحدهما: السؤال بالله بالصيغة، مثل أن يقول: أسألك بالله كما تقدم في حديث الثلاثة حيث قال الملك: (أسالك بالذي أعطاك الجلد الحسن واللون الحسن بعيرًا).

الثاني: السؤال بشرع الله عز وجل، أي: يسأل سؤالًا يبيحه الشرع، كسؤال الفقير من الصدقة، والسؤال عن مسألة من العلم، وما شابه ذلك.

لم أُدْرِكْ وجهَ إدخال القسم الثاني في (السؤال بالله)؛ فمن يعلِّمني مما علَّمه الله؟

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - 07 - 10, 06:53 م]ـ

لم أُدْرِكْ وجهَ إدخال القسم الثاني في (السؤال بالله)؛ فمن يعلِّمني مما علَّمه الله؟

الأخ الكريم خليل الأول ليس فيه إشكال فإنه استخدام لفظ الجلالة في السؤال فكان سؤالا بالله أما الثاني فقد استخدم ما شرع الله في السؤال فسؤال الفقير من الصدقة سؤال بقوله جل وعلى (ومما رزقناهم ينفقون) والسؤال في العلم سؤال بقوله جل وعلا (وقل رب زدني علماً)، هذا الذي ظهر لي والله أعلم

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 07 - 10, 11:47 م]ـ

الأخ الكريم خليل الأول ليس فيه إشكال فإنه استخدام لفظ الجلالة في السؤال فكان سؤالا بالله أما الثاني فقد استخدم ما شرع الله في السؤال فسؤال الفقير من الصدقة سؤال بقوله جل وعلى (ومما رزقناهم ينفقون) والسؤال في العلم سؤال بقوله جل وعلا (وقل رب زدني علماً)، هذا الذي ظهر لي والله أعلم

بارك الله فيك أخي أبا الحسن.

وما ذكرتَه واضحٌ لائحٌ؛ لكن، هل له علاقةٌ بالحديثِ: (من سأل بالله ... )؟

هذا ما أسأل عنه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير