تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 07 - 10, 10:47 ص]ـ

بابُ: ما جاء في كثرة الحلف

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله تعالى: {واحفظوا أيمانكم}. هذه الآية ذكرها الله في سياق كفارة اليمين، وكل يمين لها ابتداء وانتهاء ووسط:

- فالابتداء الحلف.

- والانتهاء الكفارة.

- والوسط الحنث؛ وهو أن يفعل ما حلف على تركه، أو يترك ما حلف على فعله.

(ج2/ 454)

---

والكفارة:

- إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم.

- أو كسوتهم.

- أو تحرير رقبة.

وهذا على سبيل التخيير، فمن لم يجد:

- فصيام ثلاثة أيام، وفي قراءة ابن مسعود متتابعة.

فحفظ اليمين له ثلاثة معان:

1. حفظها ابتداء، وذلك بعدم كثرة الحلف، وليعلم أن كثرة الحلف تضعف الثقة بالشخص وتوجب الشك في أخباره.

2. حفظها وسطًا، وذلك بعدم الحنث فيها، إلا ما استثني كما سبق.

3. حفظها انتهاء في إخراج الكفارة بعد الحنث.

ويمكن أن يضاف إلى ذلك معنى رابع، وهو أن لا يحلف بغير الله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى القسم بغير الله حلفًا.

(ج2/ 457)

---

المتن: وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب). أخرجاه.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " منفقة للسلعة " أي: ترويج للسلعة، مأخوذ من النّفاق وهو مضي الشيء ونفاذه، والحلف على السلعة قد يكون حلفًا على ذاتها أو نوعها أو وصفها أو قيمتها.

- الذات: كأن يحلف أنها من المصنع الفلاني المشهور بالجودة وليست منه.

- النوع: كأن يحلف أنها من الحديد، وهي من الخشب.

- الصفة: كأن يحلف أنها طيبة، وهي رديئة.

- القيمة: كأن يحلف أن قيمتها بعشرة، وهي بثمانية.

(ج2/ 457)

---

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " ممحقة للكسب " أي: متلفة له، والإتلاف يشمل:

- الإتلاف الحسي: بأن يسلط الله على ماله شيئًا يتلفه من حريق أو نهب أو مرض يلحق صاحب المال فيتلفه في العلاج.

- والإتلاف المعنوي: بأن ينزع الله البركة من ماله فلا ينتفع به لا دينًا ولا دينا، وكم من إنسان عنده مال قليل، لكن نفعه الله به ونفع غيره ومن وراءه، وكم من إنسان عنده أموال لكن لم ينتفع بها صار - والعياذ بالله - بخيلًا يعيش عيشة الفقراء وهو غني، لأن البركة قد محقت.

(ج2/ 458)

---

المتن: وعن سلمان؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه). رواه الطبراني بسند صحيح.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

قوله: " عائل مستكبر ". أي فقير، قال تعالى: {ووجدك عائلًا فأغنى}، فالمقابلة هنا في قوله: {فأغنى} بينت أن معني عائلًا: فقيرًا.

والاستكبار: الترفع والتعاظم، وهو نوعان:

- استكبار عن الحق بأن يرده أو يترفع عن القيام به.

- واستكبار على الخلق باحتقارهم واستذلالهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكبر بطر الحق وغمط الناس).

(ج2/ 461)

---

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 07 - 10, 02:05 ص]ـ

باب: مَا جَاءَ فِي ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم

المتن: وعن بريدة؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية؛ أوصاه بتقوى الله، وبمن معه من المسلمين خيرًا، فقال: " اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله. اغزوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا. وإذا لقيت عدوك من المشركين؛ فادعهم إلى ثلاث خصال (أو: خلال)، فأيتهن ما أجابوك؛ فاقبل منهم، وكف عنهم: ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك؛ فاقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك، فلهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها؛ فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله تعالى، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا؛ فاسألهم الجزية،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير