يقول سبحانه وتعالى "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون" (35)
قوله تعالى " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" (36)
وقوله سبحانه " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم" (37)
قوله سبحانه " هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان" (39).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خُلوفٌ يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يأمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" (40).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" (41). وفي رواية "وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ".
وجاء في الصحيح عن عمار بن ياسر قال: "ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من إقتار" (41).
جاء في ابن ماجة حدثنا أبو عثمان البخاري سعيد بن سعد قال: ثنا الهيثم بن خارجة قال: ثنا إسماعيل يعني بان عياش، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن مجاهد (42) عن أبي هريرة وابن عباس قالا: "الإيمان يزيد وينقص".
وجاء فيه ثنا أبو عثمان البخاري، قال: حدثنا الهيثم، قال ثنا إسماعيل، عن حريز بن عثمان، عن الحارث، أظنه، عن مجاهد، عن أبي الدرداء، قال: الإيمان يزداد وينقص.
وروى ابن أبي شيبة في الإيمان من طريق ابن سابط قال "كان عبد الله بن رواحة يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: تعالوا فلنؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ولتزدادوا إيمانا، تعالوا نذكر الله بطاعته، لعله يذكرنا بمغفرته" (43)
قال ابن القيّم في قصيدته:
ويزيد بالطاعات قطعا هكذا بالضد يمسي وهو ذو نقصان
والله ما إيمان عاصينا كإيمان الأمين منزل القرآن
كلا ولا إيمان مؤمننا كإيمان الرسول معلم الإيمان (44)
وقال ابن تيمية رحمه الله: (كان أهل السنة والحديث على أنه يتفاضل، وجمهورهم يقولون: يزيد وينقص، ومنهم من يقول يزيد ولا يقول: ينقص، كما روي عن مالك في إحدى الروايتين، ومنهم من يقول: يتفاضل، كعبد الله بن المبارك وقد ثبت لفظ الزيادة والنقصان منه عن الصحابة ولم يعرف فيه مخالف من الصحابة؛ فروى الناس من أوجه كثيرة مشهورة: عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر عن جده عمير بن حبيب الخطمي، وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الإيمان يزيد وينقص، قيل له وما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه
فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فتلك نقصانه، وروى إسماعيل بن عياش عن جرير بن عثمان، عن الحارث بن محمد بن أبي الدرداء قال: الإيمان يزيد وينقص.
وقال أحمد بن حنبل: حدثنا يزيد، حدثنا جرير بن عثمان قال: سمعت أشياخنا أو بعض أشياخنا أن أبا الدرداء قال: إن من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد الإيمان أم ينقص؟ وإن من فقه الرجل أن يعلم نزعات الشيطان أنى يأتيه. وروى إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الله بن ربيعة الحضرمي عن أبي هريرة قال: الإيمان يزيد وينقص) (45).
وقال ابن حجر في الفتح (وما نقل عن السلف صرح به عبد الرزاق في مصنفه عن سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وابن جريج ومعمر وغيرهم، وهؤلاء فقهاء الأمصار في عصرهم. وكذا نقله أبو القاسم اللالكائي في "كتاب السنة" عن الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم من الأئمة، وروى بسنده الصحيح عن البخاري قال: لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحدا يختلف في أن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص) (46)
************************************************
1. لسان العرب لابن منظور
2. شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ص459
3. الإيمان لأبي عبيد ص 66، من مجموع الرسائل الأربعة التي حققها الشيخ ناصر الدين الألباني
4. أي عائبين
5. نفس المصدر ص 83
¥