تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الناصري]ــــــــ[13 - 07 - 05, 11:30 م]ـ

جزى الله الأخ الكريمعلى مجهوده، ومن الرسائل الموضحة لحقيقة الايمان دراسة وافية مركزة للشيخ علي الشبل بتقديم الشيخ الغنيمان والشيخ ابن منيع والشيخ الفوزان واسمها

(مسألة الايمان دراسة تأصيلية).

وهي موجودبموقع الدرر.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 11:44 م]ـ

الإيمان (تتمة)

- إطلاق الإيمان واقترانه بالإسلام وبالأعمال الصالحة -

قال شيخ الإسلام: فلفظ الإيمان إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ "البر"، وبلفظ " التقوى" وبلفظ "الدين"، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن " الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" (1) فكان كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان وكذلك لفظ "البر" يدخل فيه جميع ذلك إذا أطلق، وكذلك لفظ "التقوى" وكذلك "الدين، أو دين الإسلام"، وكذلك روي أنهم سألوا عن الإيمان فأنزل الله هذه الآية "ليس البر أن تولوا وجوهكم" الآية، وقد فسر البر بالإيمان، وفسر بالتقوى، وفسر بالعمل الذي يقرب إلى الله والجميع حق، وقد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (2).

وقال: (وإذا استعمل مطلقا فجميع ما يحبه الله ورسوله من أقوال العبد وأعماله الباطنة والظاهرة يدخل في مسمى الإيمان عند عامة السلف والأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم، الذين يجعلون الإيمان قولا وعملا، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويدخلون جميع الطاعات فرضها ونفلها في مسمّاه، وهذا مذهب الجماهير من أهل الحديث والتصوف والكلام والفقه، من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم. ويدخل في ذلك ما قد يسمى مقالا وحالا، مثل الصبر والشكر والخوف والرجاء والتوكل والرضا والخشية والإنابة والإخلاص والتوحيد وغير ذلك) (3).

وقال ابن دقيق العيد: (ثم إن الإيمان يتناول ما فسر به الإسلام في هذا الحديث وسائر الطاعات لكونها ثمرات التصديق الباطن الذي هو أصل الإيمان ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة أو ترك فضيلة لأن اسم الشيء مطلقا يقع على الكامل منه ولا يستعمل في الناقص ظاهرا إلا بنية وكذلك جاز إطلاق نفيه عنه في قوله صلى الله عليه وسلم:" لا يزني الزاني حين

يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" (4) انتهى كلامه رحمه الله (5).

وأما الإسلام فالناس على ثلاثة أقوال في مسماه: 1. هو الإيمان نفسه، 2. هو الكلمة، 3. ما أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عنه.

يقول شيخ الإسلام: (وقد صار الناس في مسمى الإيمان على "ثلاثة أقوال": قيل: هو الإيمان، وهما اسمان لمسمى واحد. وقيل هو الكلمة، وهذان القولان لهما وجه سنذكره، لكن التحقيق ابتداء هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الإسلام والإيمان، ففسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بالإيمان بالأصول الخمسة، فليس لنا إذا جمعنا بين الإسلام والإيمان أن نجيب بغير ما أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأما إذا أفرد اسم الإيمان فإنه يتضمن الإسلام، وإذا أفرد اسم الإسلام فقد سيكون مع الإسلام مؤمنا بلا نزاع؛ وهذا هو الواجب) (6)

ولم يعلق القرآن دخول الجنة بالإسلام المطلق المجرد كما علقها بالإيمان المطلق المجرد كقوله سبحانه: " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم" (7)، وقال سبحانه: "سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله" (8). قال ابن أبي العز: (لكنه فرضه، وأخبر أنه دينه الذي لا يُقبل من أحد سواه، وبه بعث النبيين:" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" (9) (10).

وإذا اقترن الإيمان بالإسلام دل لفظ "الإيمان" على أصل الإيمان أي الإيمان القلبي أي التصديق والاعتقاد لأنه هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، وكان الإسلام الانقياد الظاهري، لرواية أنس عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " الإسلام علانية والإيمان في القلب " (11)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير