تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 08 - 05, 07:02 م]ـ

حفظكم الله وبارك فيكم، وثبتنا الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

والمقصود حفظكم الله أنه إذا جاء عن السلف أقوال في مسألة معينة فهل يجوز إحداث قول آخر غير ما ذكروه

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (15/ 95)

وأما تفسيره بمجرد ما يحتمله اللفظ المجرد عن سائر ما يبين معناه، فهذا منشأ الغلط من الغالطين؛ لا سيما كثير ممن يتكلم فيه بالاحتمالات اللغوية. فإن هؤلاء أكثر غلطًا من المفسرين المشهورين، فإنهم لا يقصدون معرفة معناه، كما يقصد ذلك المفسرون.

وأعظم غلطًا من هؤلاء وهؤلاء من لا يكون قصده معرفة مراد الله، بل قصده تأويل الآية بما يدفع خصمه عن الاحتجاج بها، وهؤلاء يقعون في أنواع من التحريف، ولهذا جوز من جوَّز منهم أن تتأول الآية بخلاف تأويل السلف، وقالوا: إذا اختلف الناس في تأويل الآية على قولين، جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث، بخلاف ما إذا اختلفوا في الأحكام على قولين، وهذا خطأ، فإنهم إذا أجمعوا على أن المراد بالآية إما هذا، وإما هذا، كان القول بأن المراد غير هذين القولين خلافًا لإجماعهم، ولكن هذه طريق من يقصد الدفع لا يقصد معرفة المراد، وإلا فكيف يجوز أن تضل الأمة عن فهم القرآن، ويفهمون منه كلهم غير المراد، [ويأتي] متأخرون يفهمون المراد، فهذا هذا. والله أعلم.

وقال كما في المجموع (13/ 59)

والمقصود هنا أن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان. فلما حدث في الأمة ما حدث من التفرق والاختلاف صار أهل التفرق والاختلاف شيعًا. صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر والإيمان بالرسول وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه؛ فلهذا تجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما، ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى؛ إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على غير ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من قصد ردها كيف أمكن؛ ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول، بل أن يدفع منازعه عن الاحتجاج بها.

ولهذا قال كثير منهم ـ كأبي الحسين البصري ومن تبعه كالرازي والآمدي وابن الحاجب ـ: إن الأمة إذا اختلفت في تأويل الآية على قولين، جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث، بخلاف ما إذا اختلفوا في الأحكام على قولين. فجوزوا أن تكون الأمة مجتمعة على الضلال في تفسير القرآن والحديث، وأن يكون اللّه أنزل الآية وأراد بها معنىً لم يفهمه الصحابة والتابعون، ولكن قالوا: إن اللّه أراد معنى آخر، وهم لو تصوروا هذه المقالة لم يقولوا هذا؛ فإن أصلهم أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، ولا يقولون قولين كلاهما خطأ والصواب قول ثالث لم يقولوه، لكن قد اعتادوا أن يتأولوا ما خالفهم، والتأويل عندهم مقصوده بيان احتمال في لفظ الآية بجواز أن يراد ذلك المعنى بذلك اللفظ، ولم يستشعروا أن المتأول هو مبين لمراد الآية، مخبر عن اللّه تعالى أنه أراد هذا المعنى إذا حملها على معنى.

وفي الفتاوى الكبرى ج: 5 ص: 179

وذلك أن الأمة إذا اختلفت في مسألة على قولين لم يكن لمن بعدهم إحداث قول ثالث.

وفي الفتاوى الكبرى ج: 5 ص: 206

الوجه الثامن والعشرون وهو أن الأمة إذا اختلف في مسألة على قولين لم يكن لمن بعدهم إحداث قول ثالث.

ـ[ثابت عبد الإله]ــــــــ[16 - 08 - 05, 11:31 م]ـ

وفق الله الجميع لما يرضيه ويرضي رسوله

أما عن معرفة مراد الله من الآية فهذا دونه خرط القتاد ولو جاز هذا لجاءنا تفسيره عن من لا ينطق عن الهوى. ولكنه ترك للأمة أن تحاول ولا ينسب أحد للخطأ ما لم يكن متبعا لهواه. كما لا ينسب أحد للصواب إذ أولا وآخرا الله أعلم بمراده من كلامه. وإنما النسبة للإصابة. كما قال صلى الله عليه وسلم للمجتهد المصيب أجران وللمجتهد الغير المصيب أجر اجتهاده فأصاب هنا إصابة لا صوابا والله أعلم فالكل في الصواب ما لم يتبع الهوى.

والمجال هنا في إعانة الأمة على أن تعيش حياتها بدينها وبدون حرج ولقد استحدثت أمور لم تكن عند من سبق فوجب استفراغ الجهد في استخراج أحكام هذه المستحدثات وما أكثرها وما أكثر اختلاف الناس عليها وحولها. وإذا قال المتقدمون برأيين أجازوا عدم الإجماع وإلا لماذا رأيين، وما ثني أمكن أن يثلث ما اجتنب الهوى طبعا. ومجالنا دائما اجتناب الهوى حتى لا نحتاج إلى تكرارها كل مرة. وفي زماننا لم تبق إلا محدثات الأمور فهل نحن بها في النار؟ اللهم لا وبينها أمور متشابهات لا يعلمها كثير من الناس فكيف بمن يعلمها؟ وهذا مقتضى الحديث والله أعلم وهو الموفق.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 08 - 05, 11:43 م]ـ

وفقكم الله

أما قولك (أما عن معرفة مراد الله من الآية فهذا دونه خرط القتاد ولو جاز هذا لجاءنا تفسيره عن من لا ينطق عن الهوى).

فالله سبحانه وتعالى يقول (ولقد يسرنا القرآن للذكر)) ويقول تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)

فالقرآن بحمد الله تعالى يعرف تفسيره ومقصود الله تعالى من ذلك، ولم يقل بقولك هذا أحد من المسلمين، فالحذر الحذر

واما قولك (ولقد استحدثت أمور لم تكن عند من سبق فوجب استفراغ الجهد في استخراج أحكام هذه المستحدثات وما أكثرها وما أكثر اختلاف الناس عليها وحولها.)

فالمحدثات على قسمين:

إما أن يكون إحداثا في الدين بزيادة عبادة ما أنزل الله بها من سلطان كالمولد النبوي مثلا أو صلاة الرغائب أو بدع رجب ونحو ذلك، فهي بدع مردوده على صاحبها لإنها من الإحداث في الدين

ومن المحدثات ما يكون متعلقا بالوسائل التي تحفظ الدين وتيسر ما يتعلق بالمعاملات الدينينة والدنيوية فهذه جائزة إذا كانت مباحة، مثل نقط المصحف وتدوين الدواوين وبناء المدارس والشوارع ونحوها.

وأما ما جاء عن السلف في تفسير القرآن فهم أجمعوا على هذين القولين وعلى عدم غيرها ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير