أولاً أشكركما على التفضل بالإجابة والرغبة في الإفادة، بروح علمية طيبة.
ثانياً: بين يدي طبعتان لكتاب الصفات المنسوب للدارقطني إحدها بتحقيق الدكتور الفقيهي من سلسة عقائد السلف (3) والأخرى بتحقيق آل حطامي نشر دار الصميعي.
وكلا الطبعتين تعتمد على نسخة واحدة وهي المروية عن طريق ابن كادش والعشاري إلى المصنف الدارقطني. وكلا الرجلين (العشاري وابن كادش) لا يعول عليهما البته وجرب منهما ما يرضي. بل حتى أنه لا يوجد في الفهارس كفهرس ابن خير وابن حجر وغيرهما هذا الكتاب إلا وفي سنده ابن كادش، وكل ما في الأمر أني أسأل عن نسخة لايرويها من جرب عليه ما تعرفون مما يسقط الرواية، هذا كل الأمر!.
بل خذ مثالاً: أول حديث في الكتاب: (الدارقطني حدثنا حرمي بن عمارة) والدارقطني لم يدرك حرمي بن عمارة المتوفى سنة 201هـ، بينما الدارقطني توفي سنة 385هـ وعليه ينبغي أن يكون عاش الدارقطني أكثر من 185سنة! فتأمل.
ثالثا: على فرض صحة الكتاب للدارقطني، في هذا الكتاب القول بأن أحاديث الصفات تروى ولا تُفَسَّر ونقل ذلك عن السلف، والذي في مجموع الفتاوى (13/ 307) قال ابن تيمية: (وأيضا فالسلف من الصحابة والتابعين وسائر الأمة قد تكلموا في جميع نصوص القرآن آيات الصفات وغيرها وفسروها بما يوافق دلالتها وبيانها)
وفي نفس الجزء صفحة 295 من مجموع الفتاوى في الكلام عن الصفات ما نصه: (أنه لا يسكت عن بيانه وتفسيره بل يبين ويفسر باتفاق الأئمة).
فهل كتاب الصفات بما نقل فيه عن بعض السلف دعوى أن أحاديث الصفات لا تفسر يمثل رأي أهل السنة؟
وهنا استشكال: فأحد مسلكي الأشاعرة أن الصفات الواردة في القرآن لاتفسر الله أعلم بها، وهم ينسبون هذا للسلف ويعدون أنفسهم على السنة الصحيحة.
رابعاً: اذكر الإخوة أني مثلّت بالدارقطني فقط، وأصل طلبي هو ذكر مستند كون كل هؤلاء مجانبين للأشاعرة، كيف وهم -الأشاعرة- يقولون: إن مذهبهم تفويضاً أو تأويلاً موجود عند السلف!، يعني إذا الإخوة وجدوا رجلاً مذكوراً بصلاح واستقامة وجريان على السنة قلتم مجانب للأشاعرة دون دليل، فهم يقولون -كما تجد في كتبهم- أن كل من كان على السنة فهو على منهج الأشاعرة ومجانب للحشوية!. وأذكر أن نحو هذا الكلام ذكره السبكي في طبقاته أثناء ترجمته للأشعري والتي أطال فيها جدا.
بل يدعون أن أحد مسلكي مذهبهم في كون أيات وأحاديث الصفات لاتفسر ولا تكون وصفا، مروي عن السلف والفقاء من متقدمي الأمة!، وينقولون عن محمد بن الحسن قوله: (اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فة الرب من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه).
وثمة أمر آخر وهو أن قضية أكثرية الأشاعرة في علماء الأمة ينبغي أن نواجها بغير هذا الأسلوب (وجهة نظر) فهو -أي أكثريتهم- أمر ظاهر، يقول الشيخ سليمان العلوان في كتابه القول الرشيد عن حقيقة التوحيد (ص57): (وأكثر المذاهب الضالة شيوعا مذهب الأشاعرة وكسير من كتب التفسير والحدث والأصول تمتلئ به وكثير من أتباع هذا المذهب يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة والجماعة فكثيرا ما يرد في عبارات بعض علماء الأشاعرة اتفق أهل السنة وهذا مذهب أهل السنة والجماعة ويعنون بذلك مذهب الأشاعرة)
يا إخوة القضية ليست الدارقطني -وإن كنت لم أجد جوابا عن مسألته مع الباقلاني- القضية أن هذا الكم الهائل من العلماء سياقه بهذه الطريقة مُشكِل جدا، وما أدراك يأتي رجل آخر ويضع قائمة أطول وينسبها لمذهبه ورأيه.
بل قد حدث هذا فمثلا كتاب (فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة) عمل نفس الطريقة مع كثير من العلماء بل وكثير من أهل الحديث جعلهم معتزلة، فلان اتهم بالقدر فهو معتزلي إذاً مجانب لمذهب أهل السنة فلان يقال قال بالعدل فهو معتزلي وهكذا نسب للاعتزال كما كبيرا من العلماء.
وما طريقة الأخ ببعيدة عن طريقة هذا المعتزلي وينبغي أن نكون أكثر إنصافا مع أنفسنا أولاً.
لاتنسب أحدًا إلى رأي معين إلا بدليل، ولاتنسب لأحد موقف مجانب لمذهب معين إلا بدليل.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:38 م]ـ
أخي الحبيب الاحسائي المالكي - وفقه الله
ماذا تريد أن نقول عن الدارقطني
محب للاشعرية معظم لهم
أم ماذا
أخي الحبيب
السبكي - غفر الله له - متعصب غاية التعصب للاشعرية
لعل أشد الأشعرية تعصبا يشهد بتعصب السبكي
والمتعصب يقول كلاما لايوافقه عليه الموافق قبل المخالف
فتأويله لكلام الشعري وكلامه الذي ذكره في ترجمة الأشعري وفي غيره من المواضع
إنما هو كلام متعنت
وغلا فالتفويض الأشعري يختلف عن مذهب أهل الحديث
وجدال حول هذا إنما هو جدال مكابر
وإلا فالرجوع هو إلى مذهب أهل الحديث في الجملة
لا إلى القول الثاني عند الأشعرية كما اراد أن يثبت السبكي - غفر الله لنا وله
ومن قرأ كتاب السبكي بإنصاف علم شدة تعصبه وجداله بغير الحق في مواطن كان ينبغي أن الانصاف يجعله يعترف بالخطأ
إلا انه نافح
وحاله - غفر الله لنا وله - كحال أبيه - غفر الله لنا وله
فهو أيضا متعصب شديد التعصب ولذا يجادل في أمور غير خافية عليه
ولكنه التعصب
ولو نبذ الرجل التعصب لرأى الحق أمامه واعترف بالحق
عموما الدارقطني ما كان من أصحاب الكلام
والأشعرية من أصحاب الكلام
أخي الحبيب
المعذرة إن لم استطع التواصل معك لاحقا لأن وقتي ضيق
ولكن البركة في الاخوة
وفق الله الجميع
تنبيه
أرشدني أحد الاخوة الى هذا الموضوع ولذا شاركت فيه
علما بأني لا أجد متسعا من الوقت لقراءة الموضوعات في الملتقى
ولا اقرأ إلا موضوع أو موضوعين بالكثير حين أدخل
¥