تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - 01 - 08, 02:53 ص]ـ

وخلاصة القاعدة في النفي والإثبات قوله تعالى:

واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً

وقول معاشر المسلمين: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير).

واللبيب تكفيه الإشارة. والحمد لله في الأولى والآخرة.

ـ[الجهشياري]ــــــــ[18 - 01 - 08, 04:06 ص]ـ

الحمد لله وحده.

أرجو من الأخ "نضال مشهود" أن يتأمل بتأنٍّ اعتراضًا عنَّ لي على بعض كلامه، وأملي أن يُعمِل فيه النظر، ويتقبله بصدر رحب.

قلت في إحدى مشاركاتك الأخيرة ما يلي:

[فلذلك أيضا، كان الله تعالى منزها عن أن يصف (يوصف) بالأكل والشرب؛ لأنهما احتياج إلىغيره، والله هو الغني الذي لا يحتاج إلى غيره؛ ولأنه هو الصمد الذي لا جوف فيهفلا يأكل ولا يشرب.

فبطريق الأولى والأحرى أن يتنزه الرب عن الكبد والطحال ونحوذلك، لأنها أعضاء الأكل والشرب - والغني المنزه عنهما: منزه عن آلات ذلك.]

ويبدو لي، بنظري القاصر، أن محاولة التعليل في إثبات الصفات الخبرية من شأنها أن تجر إلى مزالق عدة، تتراوح ما بين التأويل (بطريقة ملتوية) والتشبيه (وإن لم يلفَظ اسمه). وهل الصفات الخبرية (أو ما يسميه المتكلمون "الصفات الزائدة على الذات" (مثل: الوجه، والاستواء، والنزول .. الخ) وهي في مذهب السلف صفات لله نثبتها مثلما نثبت غيرها)، أقول: هل هذه الصفات قابلة للتعليل أو تقتضيه؟

ولكي أكون أكثر وضوحا:

عندما تتكلم عن تنزيه الله تعالى عن أن يوصف بالأكل أو الشرب، تنطلق من صفتين ثابتتين له عز وجل هما كونه "الغني" والصمد"، ثم تشرح الصفة الثانية بأنها تعني "الذي لا جوف له" (وهذا اختيار منك لأحد معاني هذه الصفة، نسلِّم لك به في هذا الموضع، لأنه ليس مدار النقاش). وبعد ذلك تقول: [فبطريق الأولى والأحرى أن يتنزه الرب عن الكبد والطحال ونحوذلك، لأنها أعضاء الأكل والشرب - والغني المنزه عنهما: منزه عن آلات ذلك]!! وهذا الكلام، لست أدري من أين استقيته؟ فإضافة إلى كونه مناف تماما للقاعدة التي أصَّل لها شيخ الإسلام ابن تيمية في باب الصفات بقوله: " والله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصَّل، ونفي مُجْمَل"، فيه أيضا حجة للمخالف. فهذا الأخير سيورد عليك الاعتراض التالي: نفيت الكبد والطحال ونحو ذلك لأنها من آلات الأكل والشرب، وهذا من باب قياس الغائب على الشاهد. وهذا يستلزم أن تنفي اليد، لأنها أيضا من آلات الأكل!

هذه واحدة، ولنا إليها عودة في الأخير.

المسألة الثانية تتعلق بقولك:

[هذا بخلاف اليد، فإنها للعمل والفعل - وهو سبحانه موصوف بالعمل والفعل،إذ ذاك من صفات الكمال] وفي الجملة اضطراب، ولعلك تقصد: فهي (أي: اليد) إذ ذاك من صفات الكمال. وهذا أيضا من باب تعليل إثبات الصفات الخبرية، وهو في هذا الموضع لا يستقيم. لماذا؟ إن خلفية هذا التعليل مبنية على قياس الغائب على الشاهد. فالشاهد (الإنسان) إذا كانت له يد، كان له فعل. وكلما كانت مواصفات يده أكمل، كان فعله أكمل. ولكن، تصور لو لم يرِد ذكر اليد في النصوص، هل كنا سننفي عن الله تعالى كمال الفعل والقدرة، لأن الفعل مرتبط باليد كما ذكرت؟ وحتى قياس الغائب على الشاهد في هذه المسألة لا يستقيم، لأن ارتباط الفعل باليد ليس دليل كمال في كل الحالات، بل الأكمل منه هو الفعل دون واسطة اليد. نصور إنسانا يحرك الأشياء بمجرد النظر إليها. هل هو أعجز أم أكمل من الذي يحركها بيديه؟ ثم تصور إنسانا آخر يحرك الأشياء بمجرد التفكير فيها .. ثم قل لي: من الأكمل؟ الأول؟ أم الثاني؟ أم الثالث؟ ثم إن استدلالك يؤدي أيضا إلى مأزق آخر، وهو كالتالي: ذكرت اليد وارتباطها بالفعل والعمل، وقست الغائب على الشاهد في هذا، من حيث تدري أو لا تدري. ومن المعلوم لدى الشاهد أن له يدين (إحداهما اليمنى وأخرى اليسرى)، وأن التوازي والتناسق بين هذين العضوين هو الذي يسمح له بالفغل على الوجه الأفضل. فكيف سيكون شرحك إذن لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: "وكلتا يديه يمين"؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير