تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

*** فإثبات صفة (اليد) لا يستلزم شيئا من النقص، فلا محذور في إثباتها - لكن بشرط دلالة النصوص الصحيحة أو العقول الصريحة عليها. فإن مثل هذا التعليل لا ينعكس، فلا يقال مثلا: " إن كل ما لا يستلزم النقص والعيب من الصفات نثبتها لله تعالى ". بل يقال: " كل ما ورد به السمع الصحيح أو جزم به العقل الصريح بإثباته للع تعالى، فنثبتها على وجه يليق بجلاله ولا يناقض كماله ". وهذا معنى كلام الشيخ البراك حفظه الله، فإن ثبوت (اليد) لأحد من الموصوفين ليس من ضروريات كماله، وإنما هو مما يجوز له - بخلاف (العلم) و (القدرة) و (القوة) و (الفعل بالمشيئة) و (الكلام بالمشيئة)، فإن ذلك كلها من ضروريات الموصوف بالكمال، بحيث إذا فقدت هذه الأوصاف منه، أصبح ناقصا غير كامل.

3_ هل قياس الغائب على الشاهد في مسائل العقيدة مشروع على إطلاقه؟ أم مرفوض على إطلاقه؟ وأذكر أن ابن القيم رحمه الله قرر أنه يكون تارة حقا وتارة باطلا. فما هي معايير الحق منه ومعايير البطلان؟

... لا نقيس الله سبحانه وتعالى أبدًا بشيء من مخلوقاته لا قليل ولا كثير، لا بالقياس التمثيلى ولا بالقياس الشمولي الذي تتساوى أفراده، فإن الله لا سمي له ولا مثل ولا كفء. بل إنما نقيسه تعالى بقياس الأولى (وقد لا يسمى " قياسا " في عرف بعض الناس، ولا مشاحاة في الاصطلاح). فنقول مثلا: هذا الإنسان له علم وقدرة، والعلم والقدرة في حد ذاته من أوصاف الكمال، فإذن: الرب تعالى له العلم والقدرة بطريق الأولى. ونقول: هذا الإنسان يستطيع أن يفعل الأفعال ويتكلم بأنواع الكلام، والفعل والكلام في حد ذاته من أوصاف الكمال، فالرب تعالى الذي له المثل الأعلى إذن: أحق بوصف القدرة على الفعل والكلام من كل شيء - لأنه له الحمد كله وله الملك كله، لا إله إلا هو رب العرش العظيم. ونقول: هذا الإنسان يتنزه عن الظلم والكذب، وهما في حد ذاته من أوصاف النقص والعيب، فالملك القدوس إذن أحق بهذا التنزيه من كل أحد سواه.

... مما يشاع عند بعض الناس قولهم: (ما خطر ببالك، فالله خلاف ذلك!). وهذه القاعدة بهذه الصيغة العامة المطلقة: فيها عيب وتقصير. بل الصواب والسداد أن يقال: (ما خطر ببالك، فالله فوق ذلك!).

هذا، والله أعلى وأعلم.

ـ[الجهشياري]ــــــــ[18 - 01 - 08, 10:11 م]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

بارك الله فيك أخانا الفاضل، وجزاك عنا خير الجزاء. فأنت بذلك قد أزلت الإشكال وأقفلت باب الاعتراض. كل ذلك بأدب عهدناه منك .. ولأن المشاركة الأصلية هي "مدارسة التدمرية"، وحتى لا نخرج عن الموضع الأساس، أتوقف هاهنا. وأسأل الله أن يوفقنا إلى مباحثة المسائل التي طرحتها في مقام آخر لاحقا إن شاء الله (ولعل ذلك يكون بعد الانتهاء من التدمرية)، ويكون موضوعها: طرائق الاستدلال والسجال عند السلف، لا منهج السلف ذاته. ولا ريب أننا سنستفيد جميعا من تناول هذه المسألة.

وثق أنني على متابعة تامة وحريصة لما تكتبه حول التدمرية، وأدعو لك بالتوفيق في كل ما تخطه يداك. جزاك الله عنا كل خير. وإني لأشكر لك مسارعتك إلى الرد، وذلك كرم منك.

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 01 - 08, 11:29 م]ـ

بقي بعض الإشكالات في مشاركتكم الأولى،

وألتزم هنا الإيجاز والاختصار بقدر الإمكان إن شاء الله تعالى:

أرجو من الأخ "نضال مشهود" أن يتأمل بتأنٍّ اعتراضًا عنَّ لي على بعض كلامه، وأملي أن يُعمِل فيه النظر، ويتقبله بصدر رحب.

قلت في إحدى مشاركاتك الأخيرة ما يلي:

[فلذلك أيضا، كان الله تعالى منزها عن أن يصف (يوصف) بالأكل والشرب؛ لأنهما احتياج إلىغيره، والله هو الغني الذي لا يحتاج إلى غيره؛ ولأنه هو الصمد الذي لا جوف فيهفلا يأكل ولا يشرب.

فبطريق الأولى والأحرى أن يتنزه الرب عن الكبد والطحال ونحوذلك، لأنها أعضاء الأكل والشرب - والغني المنزه عنهما: منزه عن آلات ذلك.]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير