تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السؤال الثاني: من آمن بملك النار لا يلزم أن يظهر على جوارحه شيءٌ، فقد يؤمن بعض الكفار ببعض الكتاب ويكفرون بسائره فلا يظهر على جوارحهم شيء.

إنما الذي يلزم ويجب أن يظهر على جوارحه أثر إيمان قلبه؛ مَن كان إيمان قلبه مجزئًا، وليس الإيمان بملك واحدٍ، أو حتى بجميع الملائكة مجزئًا حتى يلزم أن يظهر له أثر على الجوارح.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 06:19 ص]ـ

بارك الله فيك شيخنا الفاضل أبو خالد السلمي

لقد فهم الشيخ استفساري.

لكن ما زال لدي إشكال

قلتَ يا شيخنا الفاضل

((إذا كان هذا هو الإشكال فجوابه يسير بإذن الله وهو أن هذا التعريف إنما هو للإيمان من حيث هو هو بغض النظر عن المؤمن به.))

ولكن أليس معنى التعريف في الإصطلاح تعريفه شرعا؟

يعني تعريف الإيمان شرعا

فكيف يكون ذلك التعريف هو تعريف الإيمان شرعا (في الإسلام) وليس مانعا؟

ألا يجب أن يكون التعريف المانع (المفصل) الذي ذكرته هو تعريف الإيمان اصطلاحا؟

أرجو أن تكونوا قد فهمتم قصدي.

الحمد لله وحده ...

بل لا يلزم أن يكون المؤمن بالباطل مؤمنا به قولا وعملا كما يؤمن المسلمون بربهم قولا وعملا، وأظهر ردّ على هذا أن بعض أهل الملل والنحل الكفار لا يعملون شيئًا البتة، وهم مع ذلك مؤمنون بما هم مؤمنون به.

فأهل هؤلاء الملل لا يشبهون المسلمين لا في أجناس ما يؤمنون به وأنواعه، ولا في قوته وضعفه.

وجواب إشكال أخي العقيدة، هو ما ذكره الشيخ أبو خالد السلمي حفظه الله من أن (أل) في (الإيمان) للعهد، والمعهود هو الإيمان الشرعي بحسب قول أهل السنة والجماعة خاصة.

ويحدد ذلك السياق، فإن هذه الأقوال من أهل السنّة إنما وردت في تعريفهم للإيمان الشرعي عند أهل السنة والجماعة خاصّة.

وأما قول القائل إن تعريف الإيمان الجامع المانع هو:

التصديق بالشهادتين (وطبعا يكون بالقلب) والإقرار بهما (طبعا الإقرار يكون باللسان) والعمل بمقتضاهما (والعمل يكون بالجوارح طبعا).فخطأ إن كان ما بين القوسين من كلامه، فليس فيه عمل القلب، والتصديق بالقلب غير عمل القلب، ولكي يكون التعريف جامعًا مانعًا، يجب إدخال عمل القلب لتخرج أقوال غير أهل السنة الذين أخرجوا أعمال القلوب من الإيمان.

وأما إن لم يكن ما بين القوسين من كلامه، فهو كقول أهل السنة ولا فرق، وكلاهما جامع مانع، وهذا اللفظ بعض ما ورد عنهم، وحينئذ يدخل في العمل عمل القلب وعمل الجوارح.

ـ[همام بن همام]ــــــــ[10 - 12 - 06, 06:26 ص]ـ

أخي المجدد بارك الله فيك

اعلم أن قول أهل السنة والجماعة في الإيمان أنه: " قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالأركان" لم يقصدوا بقول اللسان مجرد قوله وحركته، ولا بالجوارح مجرد تحركها بالأعمال، ولا بالقلب مجرد اعتقاده أو أعماله، لم يقصدوا هذا كله؛ ولكن لمَّا قال اللسان لا إله إلا الله صار قوله إيماناً؛ لأن لا إله إلا الله من الإيمان بل أعلى شعب الإيمان وغيرها من الشعب التي هي من الإيمان وموردها اللسان.

وكذلك الجوارح لمَّا قامت بالصلاة مثلاً قامت بالإيمان الذي هو الصلاة فصارت الجوارح قائمة بالإيمان، ويقال مثله في كل عمل هو من شعب الإيمان.

ومثل ذلك الاعتقاد لمَّا اعتقاد الإيمان وهو أركانه وكل ما وجب التصديق به صار القلب مؤمناً بالإيمان الذي هو أركان الإيمان وهذا قول القلب، وكذا أعمال القلوب وهي تحركاته من محبة و رغبة ورهبة وتعظيم وخوف ورجاء وغيرها.

وبتعبير آخر:

قول لا إله إلا الله إيمان فلما قالها اللسان قال إيماناً.

الصلاة إيمان فلما قامت بها الجوارح فعلت إيماناً.

أركان الإيمان هي الإيمان فلما قال بها القلب أي صدق بها فقد قال إيماناً.

مجبة الله والخوف منه وتعظيمه إيمان فلما تحرك به القلب وهي أعماله فقد فعل إيماناً.

فتبين من هذا أنه ليس هناك خطأ في الجواب، ولا أن هذا من لوازم الإيمان بل هو الإيمان نفسه.

.....

...

.

لما اعترضت على تعريفك للإيمان بقولي: " فأين عمل الجوارح في هذا التعريف بل أين أعمال القلوب؟ "، وأزيد هنا "بل" أخرى فأقول: "بل أين قول اللسان؟ ".

فأجبت سددك الله بقولك:

الجواب بطريقين هما:

الأول: أن نزيد قيدا في هذا التعريف "والانقياد له" ويصبح التعريف هو، الإيمان شرعا: هو قبول ما جاء به الوحيين " والانقياد له " بعد بلوغه.

أتلحظ أنك زدت قيداً آخر من أول اعتراض على تعريفك، وهذا يدل على أن هذه المسائل الكبار لا ينبغي أن يتكلم فيها المرء بكلام من عنده ليس له فيها إمام، فإن الشأن كما قال ابن القيم رحمه الله عن مسائل الكفر والإيمان "لا تأخذها إلا عن الصحابة".

ثم قلت سلمك الله:

الثاني: أن لفظ القبول في التعريف يستلزم العمل بما قبل به وإلا لم يكن قبوله صحيحا وهذا ظاهر بحمد الله.

فلو أن أنسانا أقيمت عليه قضية في المحكمة وقبل بهذه القضية، فبمجرد قبوله لهذه قضية يستوجب عليه العمل بمقتضاها، من رد الحقوق وغيرها، فإن لم يعمل بها كان غير قابل بها حقيقة، ويعاقب عليها، وهذا كالذي يقبل ما جاء في الوحيين ولا يعمل بهما فهو في الحقيقة غير قابل، ودعواه بالقبول ليست صحيحة، ويعاقب عليها بأن يعطى اسما هو الكفر ويستحق العقوبة عليها.

لا حظ أنك أدخلت العمل في تعريفك للإيمان -وإن كان لزوماً- فوقعت فيما أنكرت.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير