4 - أن لفظ التوسل والتوجه ومعناهما يراد به أن يتوسل إلى الله ويتوجه إليه بدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم عند خالقهم في حال دعائهم إياه، فهذا هو الذي جاء في بعض ألفاظ السلف من الصحابة رضوان الله عليهم .. وهذا هو الذي عناه الفقهاء في كتاب الاستسقاء في قولهم ويستحب أن يستسقى بالصالحين.
وقد رأينا أيها الإخوة أن الزميلة تجنت على اللغة والعرف بقولها أن قولي:
[فمثلا عندما أقول: يا محمد أغثنا وأغث الأمة بصلاح المبتدعين النواصب والروافض].
فالزميلة تحيل استغاثتها بأنها تطلب من الرسول أن يدعو لها. فبالله عليكم هل يسمى هذا استغاثة أم توسل. ألم تجعل الرسول واسطة لها يدعوا الله لها في قبره, فهذا يسمى توسل.
ولاكن أقول: طريق الهرب من سيوف فهَّاد قصيرة. وبهذا يتضح أنها تتحدث عن الاستغاثة وتلبسينها لباس التوسل.
أقول مثال ذلك قول: [يا محمد أصلح الوهابيين].
معلوم أن يا: حرف نداء , ومحمد: منادى منصوب. أصلح: فعل أمر والفاعل ضمير يعود إلى محمد.
أما قول الزميلة فكله تحريف ويحتاج إلى مترجم ليترجم لي ذلك.
تقول الزميلة: في تحرف معنى الاستغاثة: [يا محمد أصلح الوهابية].
يا: حرف نداء
محمد: منادى:
أصلح: فعل أمر يعود إلى الله بعد ما يدعوا محمد ربه في هدايتهم.
وبهذا نفهم أنه لا يقال أستغيث إليك يا فلان بفلان أن تفعل بي كذا، وإنما يقال أستغيث بفلان أن يفعل بي كذا، فأهل اللغة يجعلون فاعل المطلوب هو المستغاث به، ولا يجعلون المستغاث به واحداً والمطلوب آخر، فالاستغاثة طلب منه لا به. فهل فهمتي ذلك
وأضيف:
أن المستغاث به، مخاطب مسئول منه الغوث , لا أن يكون واسطة للمغيث. فهذا أسمه توسل. وبهذا يتضح تخبط الزميلة نسأل الله السلامة والعافية في الدين والعقل.
وأقول: حتى في اللغة والإعراب تحريف , فهنيئاً لكم تحريف اللغة بعد ماحرفتم كتاب الله.
ثانياً: لو فرضنا حلية الاستغاثة بالرسول , وهذا أمر مستبعد بالكلية.
فإنه لا يجوز الاستغاثة به في إصلاح أحد. لأنه لا يستطيع ولا يملكه , بأن يهدي الوهابية فهذا الأمر نفاه الله عن رسوله في حيال حياته فكيف به وقد مات أو ماهم من دونه من أشياخ الطرق والأولياء؟!
فقد قال الحق في حق نبيه: {إنك لا تهدي من أحببت ولاكن الله يهدي من يشاء}.
والرسول ليس مأمور بذلك لأنه لا يقدر عليه فقال له الحق: {ليس عليك هداهم}.
فكيف تقررين أمر هل هكذا من رأسك؟! نسأل الله السلامة في العقل والدين.
استطراد مهم:
أنتم تدعون أو تستغيثون بالرسول محمد أو بالولي بأمر لا يقدر عليه إلا الله , كالمغفرة وما شابهها من أمور.
فتذكري هداك الله قول إبراهيم الخليل: {وما أملك لك من الله من شيء}.
فهو لا يملك شيء فما بالك بالأولياء الأقل درجة منه.
ألم تسمعي قول الحق: {بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً}.
وأقول تفكري في قول الحق سبحانه: {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين}. والرسول عبد مثلنا فقد قال الحق: {قل إنما أنا بشر مثلكم}.
ولقد أمرنا الله أن نعتقد أن النبي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فقد قال الحق: {قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشدا}. {قل إني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله}. هذا وهو حي كيف به وهو ميت؟!
أنظري يا من تستغيثين بالرسول ماذا يقول لابنته فاطمة (يا فاطمة بنت محمد , أنقذي نفسك من النار: فإني لا أملك لك من الله ضراً ولا نفعاً) وفي رواية (لا أغني عنك من الله من شيئا) أنظري إلى قول نبي الله يعقوب لأولاده: {وما أغني عنكم من الله من شيء}
ومعلوم أن الاستغاثة مسبوقة بالاعتقاد.
أقول: لا يوجد على الأرض من يدعو من يعتقد فيه أنه لا يملك الإجابة والنفع والضر إلا أن يكون مجنوناً. فهل هناك عاقل يقول: أغثني يامن لا تملك نفعاً ولا ضراً؟! إلا أن يكون معتقداً فيهم التأثير وكشف الضر وتحصيل النفع اللهم إلا أن يكون مجنوناً فحينئذ لا يؤاخذه الله على شركه أكبر أو أصغر.
¥