الأول: التوكل على الله تعالى وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به وسبق دليله.
الثاني: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فر ق بين أن يكون نبياً، أو ولياً، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى.
الثالث: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والإعتماد عليه.
أما لو أعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به، إذا كان للمتوكل عليه أثر صحيح في حصوله.
الرابع: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه المتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب، والسنة، والإجماع فقد قال يعقوب لبنيه: (يا بني أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) {سورة يوسف، الآية: 87} ووكل النبي صلى الله عليه وسلم، على الصدفة عمالاً وحفاظاً، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها، ووكل علي بن ابي طالب رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها، وأن ينحر ما بقى من المئة بعد أن نحر صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين. وأما الإجماع على جواز ذلك فمعلوم من حيث الجملة.
(ص58 - 59)
----
المتن:" ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهباً وكانوا لنا خاشعين) {سورة الأنبياء، الآية: 90} ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
في هذه الآية الكريمة وصف الله تعالى الخلص من عباده بأنهم يدعون الله تعالى رغباً ورهباً مع الخشوع له.
والدعاء هنا شامل:
- لدعاء العبادة.
- ودعاء المسألة.
فهم يدعون الله:
- رغبة فيما عنده.
- وطمعاً في ثوابه مع خوفهم من عقابه وآثار ذنوبهم.
والمؤمن ينبغي أن يسعى إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء:- ويغلب الرجاء في جانب الطاعة لينشط عليها ويؤمل قبولها.
- ويغلب الخوف إذا هم بالمعصية ليهرب منها وينجو من عقابها.
وقال بعض العلماء:
- يغلب جانب الرجاء في حال المرض.
- وجانب الخوف في حال الصحة؛ لأن المريض منكسر ضعيف النفس وعسى أن يكون قد اقترب أجله فيموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل.
وفي حال الصحة يكون نشيطاً مؤملاً طول البقاء فيحمله ذلك على الأشر والبطر فيغلب جانب الخوف ليسلم من ذلك.
وقيل يكون:
رجاؤه وخوفه واحداً سواء لئلا يحمله الرجاء على الأمن من مكر الله، والخوف على اليأس من رحمة الله تعالى وكلاهما قبيح مهلك لصاحبه.
(ص60)
----
المتن:" ودليل الخشية قوله تعالى: (فلا تخشوهم واخشوني) {سورة البقرة، الآية: 150} "
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
ويقال في أقسام أحكام الخشية ما يقال في أقسام الخوف.
(ص61)
----
المتن: "ودليل الإنابة قوله تعالى: (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له) {سورة الزمر، الآية: 54} ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
والمراد بقوله تعالى: (وأسلموا له) الإسلام الشرعي وهو الاستسلام لأحكام الله الشريعة وذلك أن الإسلام لله تعالى نوعان:
الأول: إسلام كوني وهو: الاستسلام لحكمه الكوني وهذا عام لكل من في السماوات والأرض من مؤمن وكافر، وبر وفاجر لا يمكن لأحد أن يستكبر عنه ودليله قوله تعالى: (وله اسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرهاً وإليه يرجعون) {سورة آل عمران، الآية: 83}.
الثاني: إسلام شرعي وهو: الاستسلام لحكمه الشرعي وهذا خاص بمن قام بطاعته من الرسل وأتباعهم بإحسان، ودليله في القرآن كثير ومنه هذه الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:41 م]ـ
المتن:" ودليل الاستعانة قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) {سورة الفاتحة الآية: 5} وفي الحديث (إذا استعنت فاستعن بالله) ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الإستعانة: طلب العون، وهي أنواع:
¥