الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله:} وربك يخلق ما يشاء ويختار {{سورة القصص، الآية: 86}، وقال:} ويفعل الله ما يشاء {{سورة إبراهيم، الآية: 27}.
الرابع: الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها، وصفاتها، وحركاتها، قال الله تعالى:} الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل {{سورة الزمر، الآية: 12} وقال:} وخلق كل شيء فقدره تقديراً {{سورة الفرقان، الآية: 2}. وقال عن نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم أنه قال لقومه:} والله خلقكم وما تعملون {{سورة الصافات، الآية: 96}.
(ص111)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الإختيارية وقدرة عليها، لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له.
أما الشرع:
- فقد قال الله تعالى في المشيئة:} فمن شاء أتخذ إلى ربه مئاباً {{سورة النبأ، الآية: 39} وقال:} فأتوا حرثكم أنى شئتم {{سورة البقرة، الآية: 223}
- وقال في القدرة:} فاتقوا الله ما أستطعتم واسمعوا وأطيعوا {{سورة التغابن، الآية: 16} وقال:} لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت {{سورة البقرة، الآية: 286}.
وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل وبهما يترك، ويفرق بين ما يقع بإرادته كالمشيء وما يقع بغير إرادته كالإرتعاش، لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة الله تعالى، وقدرته لقول الله تعالى:} لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين {{سورة التكوير، الآيتين: 28 - 29} ولأن الكون كله ملك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته.
(ص112)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وقد ضل في القدر طائفتان:
إحداهما: الجبرية الذين قالوا إن العبد مجبر على عمله وليس له فيه إرادة ولا قدرة.
الثانية: القدرية الذين قالوا إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه آثر.
والرد على الطائفة الأولى (الجبرية) بالشرع والواقع:
أما الشرع: فإن الله تعال أثبت للعبد إرادة ومشيئة، وأضاف العمل إليه قال الله تعالى:} منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة {{سورة آل عمران، الآية: 152} وقال:} وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها {{سورة الكهف، الآية: 29} الآية. وقال:} من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وماربك بظلام للعبيد)
وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم الفرق بين أفعاله الإختيارية التي يفعلها بإرادته كالأكل، والشرب، والبيع والشراء، وبين ما يقع عليه بغير إرادته كالإرتعاش من الحمى، والسقوط من السطح، فهو في الأول فاعل مختار بإرادته من غير جبر، وفي الثاني غير مختار ولا مريد لما وقع عليه.
والرد على الطائفة الثانية (القدرية) بالشرع والعقل:
أما الشرع: فإن الله تعالى خالق كل شيء، وكل شيء كائن بمشيئة، وقد بين الله تعالى في كتابه أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال تعالى:} ولو شاء الله ما أقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن أختلفوا فمنهم من ءامن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما أقتلتوا ولكن الله يفعل ما يريد {{سورة البقرة، الآية: 253} وقال تعالى:} ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين {{سورة السجدة، الآية: 13}.
وأما العقل: فإن الكون كله مملوك لله تعالى، والإنسان من هذا الكون فهو مملوك لله تعالى، ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك المالك إلا بإذنه ومشيئته.
(116)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 06:37 م]ـ
المتن: " المرتبة الثالثة: الإحسان، ركن واحد وهو " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" والدليل قوله تعالى:} إن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون {{سورة النحل، الآية: 128}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الإحسان ضد الإساءة وهو: أن يبذل الإنسان المعروف، ويكف الأذى.
فيبذل المعروف لعباد الله في:
¥