تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واعلم أن هؤلاء الجهلة من علماء الضلالة جعلوا أمثال أصنام (بوذا) من التراث الإنساني الذي يجب المحافظة عليه؛وكذبوا -أخزاهم الله -؛فإن أصنام (بوذا) بالنسبة للأفغان؛وأصنام ومعبودات الفراعنة بالنسبة للمصريين؛هي تماما ً (كالعزى) و (اللات) و (مناة) بالنسبة للعرب؛ فهذه معبودات العرب في الجاهلية قد هدمها المسلمون،وتلك معبودات أولئك في جاهليتهم فيجب هدمها،أفتراهم يتباكون على هدم (العزى) و (اللات) أيضاً؟؟!! وأما ما تركه المسلمون من الأصنام والتماثيل والمعبودات في البلدان التي فتحوها فإنها على ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

ما كان في هذه التماثيل داخلاً في كنائسهم ومعابدهم التي صولحوا عليها،فتترك بشرط عدم إظهارها،ففي الشروط العمرية المعروفة على أهل الذمة (وألا نضرب بنواقيسنا إلا ضربا خفيا في جوف كنائسنا، ولا نظهر عليها صليبا ..... وألا نخرج صليبا ولا كتابا في أسواق المسلمين)، قال ابن القيم في شرح قوله (ولا نظهر عليها صليبا) (أحكام أهل الذمة) 2\ 719: (لما كان الصليب من شعائر الكفر الظاهرة كانوا ممنوعين من إظهاره، قال أحمد في رواية حنبل:ولا يرفعوا صليبا،ولا يظهروا خنزيرا،ولا يرفعوا نارا،ولا يظهروا خمرا،وعلى الإمام منعهم عن ذلك)،وقال عبد الرزاق حدثنا معمر عن عمرو بن ميمون بن مهران قال كتب عمر بن عبد العزيز (أن يمنع النصارى في الشام أن يضربوا ناقوسا،ولا يرفعوا صليبهم فوق كنائسهم،فإن قدرعلى من فعل من ذلك شيئا بعد التقدم إليه فإن سلبه لمن وجده)، وإظهار الصليب بمنزله إظهار الأصنام؛فإنه معبود النصارى كما أن الأصنام معبود أربابها ومن أجل هذا يسمون عباد الصليب،ولا يمكنون من التصليب على أبواب كنائسهم وظواهر حيطانها ولا يتعرض لهم إذا نقشوا ذلك داخلها).

القسم الثاني:

أن تكون التماثيل من القوة والإحكام بحيث يعجزون عن هدمها وإزالتها؛مثل تلك التماثيل الهائلة المنحوتة في الجبال والصخور بحيث لا يستطيعون إزالتها أو تغييرها؛ وقد ذكر ابن خلدون في (المقدمة) (ص383) أن الهياكل العظيمة جداً لا تستقل ببنائها الدولة الواحدة؛بل تتم في أزمنة متعاقبة؛حتى تكتمل وتكون ماثلة للعيان؛قال (لذلك نجد آثاراً كثيرة من المباني العظيمة تعجز الدول عن هدمها وتخريبها؛ مع أن الهدم أيسر من البناء) ثم مثل على ذلك بمثالين:

الأول:أن الرشيد عزم على هدم (إيوان كسرى) فشرع في ذلك وجمع الأيدي واتخذ الفؤوس وحماه بالنار وصب عليه الخل حتى أدركه العجز.

الثاني: أن المأمون أراد أن يهدم (الأهرام) في مصر فجمع الفعلة ولم يقدر.

القسم الثالث:أن تكون التماثيل مطمورة تحت الأرض أو مغمورة بالرمال ولم تظهر إلا بعد انتهاء زمن الفتوحات؛ وهذا مثل كثير من آثار الفراعنة في مصر؛ فمعبد (أبو سمبل) مثلاً في مصر -وهو من أكبر معابد الفراعنة - كان مغموراً بالرمال مع تماثيله وأصنامه إلى ما قبل قرن ونصف القرن تقريباً؛وأكثر الأصنام الموجودة في المتاحف االمصرية في هذا الوقت لم تكتشف إلا قريباً؛ وقد ذكر المقريزي (ت845) في (الخطط) 1/ 122 أن أبا الهول مغمور تحت الرمال –في وقته- لم يظهر منه إلا الرأس والعنق فقط دون الباقي – بخلافه اليوم – وسئل الزركلي (شبه جزيرة العرب) 4/ 1188 – عن الأهرام وأبي الهول ونحوهما:هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟! فقال:كان أكثرها مغموراً بالرمال ولا سيما أبا الهول.

لهذا فلا يصح مطلقاً نسبة ترك هذه التماثيل إلى خير القرون رضي الله عنهم وأرضاهم؛فإنهم من أحرص الناس على إقامة التوحيد وشعائره؛ وإزالة الشرك ومظاهره.

وهذا خبر فيه درس للصادقين:

قام فيه بعض الولاة "العادلين" من ولاة المسلمين ذكره الإمام ابن كثير (المتوفى سنة 744) في [حوادث سنة ثمان عشرة وأربع مئة] من كتابه " البداية والنهاية" [12/ 31 - 32] قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير