تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال في وصف نوح صلى الله عليه وسلم: ((" ومكروا مكراً كباراً "؛ لأن الدعوة إلى الله مكر بالمدعو، فأجابوه مكراً كما دعاهم فقالوا في مكرهم: " لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ", فإنهم لو تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء. فإن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " أي: حكم, فالعالم يعلم من عَبَد وفي أي صورة ظهر حتى عُبِد، وإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة والقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود)). الفصوص 72.

قال: ((اعلم أن التنزيه عن أهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه إما جاهل وإما صاحب سوء أدب)) الفصوص86.

وقال ابن تيمية أيضاً: ((وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بأنه هو الذي يجوع ويعطش، ويمرض ويبول ويَنكح ويُنكح، وأنه موصوف بكل عيب ونقص لأن ذلك هو الكمال عندهم، كما قال في الفصوص؛ فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الأمور الوجودية، والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفاً وعقلاً وشرعاً، أم مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً، وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة)) الفتاوى 2/ 265.

- ويعتذر شيخ الإسلام عن الإفاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم والتحذير منهم قائلاً: ((ولولا أن أصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الأنام، ومشايخ الإسلام، وأهل التوحيد والتحقيق, وأفضل أهل الطريق، حتى فضلوهم على الأنبياء والمرسلين، وأكابر مشايخ الدين؛ لم يكن بنا حاجة إلى بيان فساد هذه الأقوال، وإيضاح هذا الضلال.

ولكن ليعلم أن الضلال لا حد له، وأن العقول إذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول، فسبحان من فرق بين نوع الإنسان؛ فجعل منه من هو أفضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، ولكن تشبيه هؤلاء بالأنبياء والأولياء، كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد أولي الألباب، وهو الذي يوجب جهاد هؤلاء الملحدين، الذين يفسدون الدنيا والدين)) الفتاوى 2/ 357 - 358.

- وقال في وجوب إنكار هذه المقالات الكفرية، وفضح أهلها: ((فهذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وأنه باطل، والواجب إنكارها؛ فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون، لا سيما وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى وفرعون، ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين، الذين أمر الله بجهادهم بقوله تعالى: ((جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)) والنفاق إذا عظم كان صاحبه شراً من كفار أهل الكتاب، وكان في الدرك الأسفل من النار)).

ومن أراد الاستزادة فليراجع رسالة الشيخ عبدالرحمن المسماة: " ابن عربي صاحب كتاب -فصوص الحكم- إمام من أئمة الكفر والضلال ".

الحكم العطائية

ويقول الشيخ محمود مهدي استانبولي في كتابه " كتب ليست من الإسلام " عن حكم ابن عطاءالله السكندري بعد أن نقل كثيراً من الضلالات الموجودة في كتاب الحكم العطائية:

هذه النقم التي سميت بالحكم! وهي لا تزال تدرس في كثير من المعاهد حتى الأزهر، ويوصي بها جهلة الشيوخ طلابهم، وقد وصفها بعض أدعياء العلم الحمقى بقوله: " لو جازت الصلاة بغير كتاب الله، لجازت بحكم ابن عطاء الله!! " ومعنى ذلك أنه فضلها على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد أثنى على هذه الحكم الدكتور محمد عبدالرحمن البيصار شيخ الجامع الأزهر الأسبق في مقدمته لكتاب "التنوير ... " فقال: وحكم ابن عطاء الله تمضي بين الناس في رحلة خالدة! وكأنها شمس تنير للحيارى ظلام الطريق!!

وقد شرح هذه الحكم الصوفي المحروق ابن عجيبة بكتاب سماه: " إيقاظ الهمم " وهو جدير بأن يسمى: " إماتة الهمم "، وقد زعم في مقدمته أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختص بعض الصحابة بعلم الباطن، ومعنى ذلك أنه كتم شيئاً من الدين عن المسلمين.

ومما جاء في كتاب حكم ابن عطاء الله التي يؤيد فيها نظرية وحدة الوجود القائلة بأن الخالق والمخلوق واحد ومثلها نظرية الاتحاد والحلول، وكل ذلك كفر!

1 - كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير