تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن اين من يتجرد عن الهوى، وينفك عن تقليد وتقديس الرجال الذي هو دين الصوفية. ولأن الطواف بالقبور محرم وكبير ووسيلة الى الشرك، يستلزم التغليظ فيه وعدم التساهل في أمر عظمت الشريعة النكير فيه، ألا وهو باب وسائل الشرك بالله، والطرق المفضية اليه.

فقد حرمت الشريعة البناء على القبر والكتابة عليه والزيادة عليه من تراب غيره، ورفعه عن القبور ولو من غير بناء، ونهت عن الصلاة في المقبرة، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم من يتخذون القبور مساجد، وقال بأنهم شرار الخلق عند الله، كل هذا حماية لجناب التوحيد، وسداً لطرق الشرك وذرائعه، فتأمل هذا، وقارن بينه وبين من يهون فيه، بل ويفتري بالقول بأن هناك من قال بكراهة الطواف بالقبور فقط!!

(كلامك عن المولد وتناقضك في كلامك)

لقد قلت كلمة جميلة افرحتني، وقلت الحمد لله أنْ وفقه الله اليها، ولكن للأسف سرعان ما نقضتها وخالفتها، فأصابني ذلك بالحزن، وتبين لي كما اعلمه عن كثير ممن ينتحل هذا المذهب، انهم يقولون ما لا يفقهون، وأنا أترك القارئ ليحكم بيني وبينك، فقد قلت في اول المقال في ذكر اسباب الغاء الرأي المخالف: (ثانيها: تقديس الرجال .... وهي طامة الطامات ومعضلة المعضلات، ويرجع تقديس الرجال الى الانبهار بالأشخاص والألقاب وعدم تصور طروء الغلط على غالب أقوال متبعيهم، وان كان هذا التصور لازماً في أقوال مخالفيهم .. والغريب ان اشد من ينهى عن تقديس الرجال هم اكثر الناس وقوعاً به .. فلو قلت له قال فلان: قال ما دليلك؟ وان قلت له ما دليلك؟ قال: قال فلان)

كلام جميل، ولكن يا ترى هل التزمه وجعل المَرَدَّ عند التنازع الدليل، ام انه وقع في عين ما عاب عليه وهو اذا قيل للشخص: ما دليلك؟ قال: قال فلان، الجواب في قوله: (واليك نموذجا على الغاء القول الآخر الظاهر الرجحان!! سئل احد كبار العلماء عن حكم الاحتفال بالمولد فأجاب: بأن الاحتفال بالمولد بدعة، وانه ليس من الاسلام في شيء!! لو سألنا فضيلة الشيخ واتباعه ماذا تقولون بامامة ابن حجر والنووي والسيوطي والسخاوي وابن كثير وغيرهم ممن يقولون بجواز المولد؟!! فان اقررتم فسنقول وكيف يقر من اقررتم بامامتهم ما ليس من الإسلام في شيء؟؟ واليك طائفة من اقوالهم .. )

فها هو حمد سنان يستدل على من يخالفه لما طالبه بالدليل على جواز التعبد بالمولد وهو أمر لم يتعبد به النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه ولا السلف، فكان جوابه: قال فلان!!! فكيف تعيب على الناس امراً أنت واقع به؟ ولا ادري هل يعتبر حمد سنان وشيخه السوري حسن هيتو واصحابه ان من اصول أدلة الأحكام في كتب اصول الفقه: قول فلان وفلان من العلماء. ما سمعنا بهذا ولا نعرف قائلاً به سواهم.

(حسن بن فرحان المالكي)

أما احالتك الشيخ جاسم مهلهل والقارئ الى كتاب (داعية وليس نبياً) لحسن بن فرحان المالكي، فهو أمر يكشف عن حقيقة المنهج الذي تسير عليه في تقييم الرجال والدعوات، وهو الاعتماد على المخالف في الحكم، وهذا خلل في المنهج والتقييم، فان اردت ان تعرف عقيدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، فدونك كتب الشيخ تأملها وابحث فيها، ولا تحتاج الى الحكم عليه بما كتبه مَن ولد بعد موت الشيخ بمائتي سنة، ممن لا يعرف بعلم. وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) فالحكم على الرجال والدعوات انما يكون بما قالوه وكتبوه، ونحن عندما تكلمنا عن الصوفية، انما حكمنا عليهم من واقع كتبهم، لا مما كتبه عنهم غيرهم. فانظر الى الفرق بين المنهجين، بين منهج اهل السنة والجماعة، وبين منهج الصوفية وأهل الكلام.

قبول الرأي الآخر

الرأي الآخر انما يقبل اذا كان في مسألة اجتهادية، للنظر فيها مجال، وليس كل خلاف معتبرا، بل ما فيه حظ من النظر، اما ما خالف الدليل من الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، فلا يعد رأياً آخر، بل هو داخل في المنكر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. » الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير