تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

باتفاق أئمة السلف والخلف، الصفدية 245/ 1 ـ 247.

وحدة الوجود ومساواة المسلم باليهود والنصارى:

ظاهر كلام ابن عربي وهو كلام الصوفية انه لا فرق بين المسلم الموحد لله تعالى واليهودي والنصراني الكافر والمشرك بالله، وهذا مناقض وتكذيب لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن تيمية: ولهذا كان هؤلاء كابن سبعين ونحوه يعكسون دين الاسلام، فيجعلون افضل الخلق المحقق عندهم وهو القائل بالوحدة واذا وصل الى هذا فلا يضره عندهم ان يكون يهوديا او نصرانيا، بل كان ابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم يسوغون للرجل ان يتمسك باليهودية والنصرانية كما يتمسك بالاسلام ويجعلون هذه طرقا الى الله بمنزلة مذاهب المسلمين.

ويقولون لمن يختص بهم من النصارى واليهود اذا عرفتم التحقيق لم يضركم بقاؤكم على ملتكم، بل يقولون مثل هذا للمشركين عباد الاوثان، حتى ان رجلا كبيرا من القضاة كان من غلمان ابن عربي فلما قدم ملك المشركين الترك هولاكو خان المشرك الى الشام، وولاه القضاء وأتى دمشق اخذ يعظم ذلك الملك الذي فعل في الاسلام واهله ببغداد وحلب وغيرهما من البلاد ما قد شهر بين العباد، فقال له بعض من شهده من طلبة الفقهاء ذلك الوقت يا سيدي ليته كان مسلما فبالغ في خصومته مبالغة اخافته، وقال اي حاجة بهذا الى الاسلام واي شيء يفعل هذا بالاسلام سواء كان مسلما او غير مسلم ونحو هذا الكلام.

وهذا كان من آثار مذهب الذين يدعون التحقيق ويجعلون المتحقق الذي يسوغ التدين بدين المسلمين واليهود والنصارى والمشركين هو افضل الخلق وبعده عندهم، الصفدية 268/ 1 ـ 270.

ابن عربي يفضل نفسه ولياً على الانبياء

بلغ من ابن عربي العجب الغرور ان جعل لنفسه منزلة عظيمة وكبيرة الى حد تفضيل نفسه بالولاية على مقام الانبياء والرسل.

قال ابن تيمية:

وهؤلاء المتفلسفة يجعلون النبوة من جنس ما يحصل لعلماء الفلاسفة الكاملين عندهم ومن هذا صار كثير من متصوفة الفلاسفة يطمعون في النبوة او فيما هو أعلى منها عندهم كما حدثونا عن السهروردي المقتول انه كان يقول لا أموت حتى يقال لي قم فأنذر.

وكذلك ابن سبعين كان يقول لقد زرب ابن آمنة، حيث قال لا نبي بعدي، وابن عربي صاحب الفتوحات المكية كان يتكلم في خاتم الاولياء ويقول انه اعلم بالله من خاتم الانبياء، وان الانبياء جميعهم يستفيدون العلم بالله من جهة هذا المسمى بخاتم الاولياء والعلم بالله عندهم هو القول بوحدة الوجود كما قد عرف من قول هؤلاء ويقول:

مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي

ويقول ان خاتم الاولياء يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به الى الرسول وهذا على اصل هؤلاء الفلاسفة الملاحدة الذين يجعلون الملائكة ما يتمثل في نفس النبي من الصور الخيالية النورانية، وكلام الله ما يحصل في نفسه من ذلك، فالنبي عندهم يأخذ عن هذه الامثلة الخيالية في نفسه الدالة على العلم العقلي، والولي يأخذ العلم العقلي المجرد.

ولهذا يجعلون تكليم الله لأحدهم افضل من تكليمه لموسى بن عمران، لان موسى كلم عندهم بحجاب الحرف والصوت اي بخطاب كان في نفسه ليس خارجا عن نفسه ويقول بعضهم كلم من سماء عقله وأحدهم يكلم بدون هذا الحجاب، وهو إلهامه المعاني المجردة في نفسه وصاحب خلع النعلين وأمثاله يسلكون هذا المسلك وهؤلاء اخذوا من مشكاة الانوار، التي بناها واضعها على قانون الفلاسفة وجعل تكليم الله لموسى من جنس ما يلهمه النفوس من العلوم، درء تعارض العقل والنقل 4/ 10 ـ 205.

قال الشيخ احسان الهي ظهير في (التصوف المنشأ والمصادر) ص 199.

وهذه العقيدة هي التي شجعت الكثيرين من المتنبئين والكذابين على الله ان يدعو النبوة بعد محمد صلوات الله وسلامه عليه، مثل الغلام القادياني الذي استشهد على تنبئه بكلام ابن عربي هذا، وغيره من الدجاجلة الآخرين، مع تصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون .. دجالون، كلهم يزعم انه رسول الله، وانا خاتم النبيين لا نبي بعدي).

ولكن ابن عربي يقول معاكسا لذلك في فتوحاته:

(ويتضمن هذا الباب المسائل التي لا يعلمها الا الاكابر من عباد الله، الذين هم في زمانهم بمنزلة الانبياء في زمان النبوة، وهي النبوة العامة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير