تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما حديث الهرولة فينطبق عليه كذلك نفس الكلام السابق في ثواب القرآن، وهو أن هناك قرينة في نفس الحديث تدل على هذا التفسير.

قال الإمام الترمذي رحمه الله:

حدثنا أبو كريب حدثنا ابن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن اقترب إلي شبرا اقتربت منه ذراعا وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.

قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا يعني بالمغفرة والرحمة، وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وما أمرت، أسرع إليه بمغفرتي ورحمتي.

وروي عن سعيد بن جبير أنه قال في هذه الآية {فاذكروني أذكركم} قال اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي،حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا الحسن بن موسى وعمرو بن هاشم الرملي عن ابن لهيعة عن عطاء بن يسار عن سعيد بن جبير بهذا.

وقد ذكر الإمام الترمذي رحمه الله المروي عن الأعمش بصيغة التمريض حيث قال (ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا يعني بالمغفرة والرحمة)، فهذا من ناحية الصحة.

وأما من فسر الحديث بأن المقصود به من تقرب إلي بعمل صالح تقربت إليه بالأجر والمثوبة ونحوها فهو تفسير مستقيم، ليس فيه تحريف ولا تعطيل لصفات الله تعالى، فالمقصود أن اقترابه من الله تعالى هو بفعله للطاعات فيقابله الله تعالى بالإثابة والمغفرة والرحمة،وفي نفس الحديث ما يدل على ذلك، فلو قلنا أن المقصودبالحديث أن الإنسان يمشي شبرا أوذراعا أو باعا فقط بدون نية عبادة ولاطاعة وإنما يقصد بفعله هذا الاقتراب من ذات الله سبحانه وتعالى لكان هذا تفسيرا باطلا للحديث.

وإنما المعنى من الحديث مذكور في أوله وهو قوله (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم) فهذا هو تفسير بقية الحديث، وأن المقصود بها أن الله تعالى يقابله بالثواب والمغفرة ونحو ذلك.

فالمقصود أن هناك قرينة في نفس الحديث تدل على هذا التفسير، وليس هذا من التحريف المذموم المعروف عن الأشاعرة وغيرهم.

فالكلام السابق إنما هو في بيان ما نقله الإمام الترمذي وتوجيهه على مذهب أهل السنة،على أن هناك من حمل الحديث على ظاهره وليس هذا موضع بسط المسألة.

ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[22 - 10 - 07, 09:07 ص]ـ

بارك الله فيك

ـ[صالح العقل]ــــــــ[27 - 10 - 07, 03:32 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو الربيعة]ــــــــ[27 - 10 - 07, 11:38 م]ـ

هل عندك هذا الموضوع على الوورد للتحميل

ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 12:13 ص]ـ

جزاكم الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن و نفع بعلمكم

و من العجيب ان جهلة المبتدعة إنما يطعنون في أئمة السلف رحمهم الله عندما يقولون ان التأويل ورد عنهم!!!

فبينما يصر أئمة السنة ان التأويل لم يرد عن السلف بل و يقول الإمام الترمذي: " قد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة "

و ينقل عن الجهمية انهم تأولوا ذلك فيقول رحمه الله:

" وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده

وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة "

فيأتي هؤلاء الأشاعرة و يصرّون و يفرحون بما ينقلونه من التأويلات المنسوبة الى السلف! و هم في الحقيقة إنما يكذّبون هؤلاء الأئمة الأجلاء الذين نصوا على ان السلف لم يتأولوا صفات الله تعالى!

فكأنهم يقولون: ان الإمام الترمذي كذاب – و حاشاه رضي الله عنه – عندما قال ان مذهب السلف الإمرار و لم يذكر التأويل! و كذا ان الإمام البغوي كذاب لما قال مثل هذا و هلم جرا! و هؤلاء جهلة لا يعرفون عواقب قولهم ان السلف أوّلوا مع ان المنقول عنهم عدم التأويل بشهادة أتباعهم و أصحابهم كما نُقل عن الإمام الترمذي و غيره: إن عاقبة ذلك الرد على الإمام الترمذي و غيره و تكذيبهم لما شهدوا ان السلف لم يتأولوا ايات الصفات لا الرد على من يسمونهم بالوهابية! و لكنهم لا يعقلون والله! صم بكم غتم عجم كما وصفهم الإمام الذهبي , ففي كلامهم هذا طعن في السلف و أئمة الدين و العياذ بالله!

فالإمام الترمذي يقول ان اهل السنة أمروها بلا كيف و هذا قول واحد في كل الصفات ام الجهمية فتأولت هذه الصفات

اما الاشاعرة فيقولون ان السلف تأولوا بعض هذه الصفات! فعكسوا الأمر على السلف! و نسبوا إليهم خلاف ما شُهر عنهم! و هذا تكذيب لمن روى عن السلف انهم أمروها و لم يتأولوها

و لا يخرج ما يأتي به هؤلاء مما يزعمونه تأويلا عن أمور ثلاثة:

الأول: ان يكون مكذوبا عليهم لا يصح

الثاني: أن لا يكون تأويلا بالمعنى الذي عند المخالف , لأن المخالف لا يلتزم بأصل معتمد في مسألة التأويل و فوق ذلك فهو يظن ان بعض التفسيرات المنقولة عن السلف من جنس تأويلاته و تحريفاته! فمثلا يقول الاشاعرة ان صفة اليد تؤول الى القدرة و لكن اذا ذُكر لهم ان الله تعالى معنا أي بعلمه و ان هذا منقول عن السلف: قالوا هذا تأويل! و السلف مؤولة! و هذا ليس تأويلا عند السلف او من جاء بعدهم من أتباعهم بل هو ظاهر النص و قس على ذلك من تلاعبهم بالنصوص

الثالث: ان يكون تفسيرا باللازم و هذا واضح و ليس فيه شيء من جنس تأويلات المخالف و تحريفاته

و الله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير