تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيفية التوفيق بين ما كتبه الله من آجال العباد وما جاء في فضل صلة الرحم؟]

ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 07:07 ص]ـ

قال صلى الله عليه وسلم:

(من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه). رواه البخاري

السؤال: كيف نوفق بين ما جاء في الحديث من إطالة عمر واصل الرحم وبين ما كتبه الله تعالى أو أمر به ملائكته من كتابة أجل المرء حين نفخ روح كما في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه؟

ـ[بو الوليد]ــــــــ[02 - 10 - 04, 06:13 م]ـ

أخرج البخاري (5986) ومسلم (6471) من طريق ابن شهاب عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه".

قال النووي: ... وبسط الرزق توسيعه وكثرته، وقيل البركة فيه، وأما التأخير في الأجل؛ ففيه سؤال مشهور، وهو أن الآجال والأرزاق مقدرة، لا تزيد ولا تنقص: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).

وأجاب العلماء بأجوبة:

الصحيح منها:

أن هذه الزيادة بالبركة في عمره، والتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة، وصيانتها عن الضياع في غير ذلك.

والثاني:

أنه بالنسبة لما يظهر للملائكة، وفي اللوح المحفوظ، ونحو ذلك، فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه، فإن وصلها زيد له أربعون، وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك، وهو من معنى قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) الآية. فيه النسبة إلى علم الله تعالى وما سبق به قدره، ولا زيادة بل هي مستحيلة. وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة، وهو مراد الحديث.

والثالث: أن المراد بقاء ذكره الجميل بعده، فكأنه لم يمت، حكاه القاضي وهو ضعيف أو باطل. والله أعلم.

وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور آثاراً كثيرة في تفسير قوله تعالى: ( .. يمحو الله ما يشاء ويثبت .. ) الآية 39 من سورة الرعد، فلتراجع للفائدة.

والمسألة تحتاج لتحرير، ولعل الإخوة يفيدونا بما لديهم، وفق الله الجميع، والله أعلم.

ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[02 - 10 - 04, 11:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أشارككم في تأمل الحديثين وبعض لآيات التي تتعلق بهذا الموضوع مثل قوله تعالى (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) (النحل: 61)

فأنقل لكم ما ذكره بن حجر رحمه الله في فتح الباري وهوما يلي:

قال بن التين ظاهر الحديث يعارض قوله تعالى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون والجمع بينهما من وجهين

أحدهما أن هذه الزيادة كناية عن البركة في العمر بسبب التوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرة وصيانته عن تضييعه في غير ذلك ومثل هذا ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم تقاصر أعمار أمته بالنسبة لأعمار من مضى من الأمم فأعطاه الله ليلة القدر وحاصله أن صلة الرحم تكون سببا للتوفيق للطاعة والصيانة عن المعصية فيبقى بعده الذكر الجميل فكأنه لم يمت ومن جملة ما يحصل له من التوفيق العلم الذي ينتفع به من بعده والصدقة الجارية عليه والخلف الصالح

ثانيهما أن الزيادة على حقيقتها وذلك بالنسبة إلى علم الملك الموكل بالعمر وأما الأول الذي دلت عليه الآية فالبنسبة إلى علم الله تعالى كأن يقال للملك مثلا أن عمر فلان مائة مثلا أن وصل رحمه وستون إن قطعها وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر والذي في علم الملك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص واليه الإشارة بقوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب فالمحو الاثبات بالنسبة لما في علم الملك وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله تعالى فلا محو فيه البتة ويقال له القضاء المبرم ويقال للأول القضاء المعلق والوجه الأول أليق بلفظ حديث الباب فإن الأثر ما يتبع الشيء فإذا أخر حسن أن يحمل على الذكر الحسن بعد فقد المذكور

وقال الطيبي الوجه الأول أظهر واليه يشير كلام صاحب الفائق قال ويجوز أن يكون المعنى أن الله يبقي أثر واصل الرحم في الدنيا طويلا فلا يضمحل سريعا كما يضمحل أثر قاطع الرحم

ومن هذه المادة قول الخليل عليه السلام واجعل لي لسان صدق في الآخرين

وقد ورد في تفسيره وجه ثالث فأخرج الطبراني في الصغير بسند ضعيف عن أبي الدرداء قال ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من وصل رحمه أنسىء له في أجله فقال إنه ليس زيادة في عمره قال الله تعالى فإذا جاء أجلهم الآية ولكن الرجل تكون له الذرية الصالحة يدعون له من بعده وله في الكبير من حديث أبي مشجعة الجهني رفعه إن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها وإنما زيادة العمر ذرية صالحة الحديث وجزم بن فورك بأن المراد بزيادة العمر نفي الآفات عن صاحب البر في فهمه وعقله وقال غيره في أعم من ذلك وفي وجود البركة في رزقه وعلمه ونحو ذلك انتهى كلامه رحمه الله

وقال ابن عثيمين رحمه الله عند شرحه حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في مجموع فتاوى و رسائل – المجلد الخامس

قوله، صلىالله عليه وسلم: "فيؤمر بكتب أربع كلمات: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد". يرد فيه إشكال حيث جاء في حديث النبي، صلىالله عليه وسلم: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه". فيفهم منه أن الأجل يتمدد.

والجواب: أنه محدد، وأن من كتب له أن يموت في مدة معينة فإنه لا يتعداها ولا ينقص عنها، وأن من وصل رحمه فقد كتب له في الأصل أنه واصل وأن أجله محدود، والفائدة من قوله عليه الصلاة والسلام: "من أحب" هي حث الناس على صلة الرحم، ليكتب له هذا كغيره من الأسباب التي تترتب عليها مسبباتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير