[من قال من السلف بأن لله عينين؟]
ـ[المتبصر]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:25 م]ـ
صفة العين ثابتة لله عز و جل، و لا شك بنصو الكتاب و السنة و الإجماع السلفي، لكن تثنية العين أخذها بعض أهل السنة من قول النبي صلى الله عليه و سلم في حديثه عن الدجال (إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه) كما فعل عثمان الدارمي في رده على بشر المريسي.
فهل هناك نقول عمن قبل الدارمي في إثبات العينين لله تعالى.
أرجو المشاركة
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:53 م]ـ
هذه فقره من كتاب يعد للنشر جامع في معاني أسماء الله وصفاته وأثر الإيمان بها، للد / إبراهيم عبد المنعم الشربيني.
عين الله
نثبت لله سبحانه وتعالى صفة العين على النحو الذي يليق بجلاله من غير تأويل ولا تكييف ولا تشبيه على ما أثبته الخالق البارئ لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفي r.
وقد جاء ذكر العين في القرآن الكريم على حالتين:
1) ذكرت العين مضاعفة إلى الضمير المفرد. مثل قوله تعالى: «ولتصنع على عيني» ().
2) ذكرت العين بصيغة الجمع مضافة إلى ضمير الجمع مثله قوله تعالى: «تجرى
بأعيننا» ()، وقوله تعالى لنبيه نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام «واصنع الفلك بأعيننا ووحينا»، وقال تعالى: «واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا»
وذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة فقط لان المفرد المضاف يراد به اكثر من واحد، مثل قوله تعالى: «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها» (). فالمراد نعم الله المتنوعة التي لا تدخل تحت الحصر والعد. وقوله تعالى: «أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم» ().
فالمراد بها جميع ليالي رمضان. ولو قال قائل: نظرت بعيني أو وضعت المنظار على عيني لا يكاد يخطر ببال أحد ممن سمع هذا الكلام أن هذا القائل ليست له إلا عين واحدة. هذا ما لا يخطر ببال أحد أبدا ().
قال الإمام ابن القيم: إذا أضيفت العين إلى اسم الجمع ظاهرًا أو مضمرًا فالأحسن جمعها مشاكلة للفظ، كقوله تعالى: «تجرى بأعيننا» (). و «فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا» (). وهذا نظير المشاكلة في لفظ اليد المضافة إلى المفرد كقوله تعالى: «بيدك الخير» ().، و «بيده الملك» (). وإن أضيفت إلى جمع جمعت كقوله تعالى: «مما عملت أيدينا» ().
وتدل النصوص على أن لله تعالى عينين وأما قوله {بأعيننا} في الآيات المذكورة فإن لفظ عينين إذا أضيف إلى ضمير الجمع جمع كما يجمع مثنى قلب إذا أضيف إلى ضمير مثنى أو جمع كما في قوله تعالى: «إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما» ().
ويدل على ذلك أيضاً ما ورد في حديث النبي r عن الله وعن الدجال «من أن الدجال أعور» وأن الله ليس بأعور فقد استدل به أهل السنة على إثبات العينين لله سبحانه.
وقد ذكرت العين في السنة في قصة المسيح الدجال في حديث عبد الله ابن عمر الذي يقول فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام: «إن الله لا يخفي عليكم إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينيه وان المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأنها عنبة طافية» (). ().
وللحديث سبب وهو أن الدجال ذكر عند النبي عليه الصلاة والسلام، وأخبر أنه ما من نبي إلا وقد أمر أمته أو نصحهم بالاستعاذة منه ثم ذكر أن من صفاته أنه أعور العين اليمنى. وأنه على الرغم من دعوى الألوهية وما يجرى له من الأمور الخارقة للعادة امتحانا واستدراجا فيه عيوب ونقائص وهو عاجز عن دفع ذلك عن نفسه فلن يلتبس عليكم الأمر في شأنه لأنه ناقص إذ به عور، وربكم ليس بأعور، بل له سبحانه عينان يبصر بهما لأنه سميع بصير.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيراً» رأيت رسول الله r يضع إبهامه على أذنه وإصبعه التي تليها على عينه قال أبو هريرة رضي الله عنه: (رأيت رسول الله r يفعل ذلك).
¥