" روحُ الشريعة "، مَن أولُ مَن قالها؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[05 - 04 - 04, 02:41 م]ـ
التعبير بقولهم: " هذا الأمر يتفق مع روح الشريعة ".
هل عبَّر به أحد المتقدمين؟
وهل في استعماله مانعٌ شرعي؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[05 - 04 - 04, 08:54 م]ـ
شيخنا المفضال الفقيه الأديب أبا عبد الله النجدي _ حفظه الله ورفع قدره _
بخصوص سؤالكم الثاني: (وهل في استعماله مانعٌ شرعي؟)
فالذي لاحظته أن هذا المصطلح المطاط (روح الشريعة) قد أولع باستعماله العلمانيون والزنادقة، يزعمون أن الشريعة لها روح وجسد، فالجسد هو نصوص القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة في شرح تلك النصوص، وأما الروح فيريدون بها بعض المعاني العامة المطاطة كالحرية والمساواة وما أشبه ذلك، وعليه فإن كل ما يحقق الحرية والمساواة فهو موافق لروح الشريعة بزعمهم، ويخلصون من ذلك إلى أن القوانين الأمريكية والإسرائيلية موافقة لروح الشريعة بل ربما صرح بعضهم أنها أقرب إلى روح الشريعة من الفقه الإسلامي!
ومن المضحكات المبكيات خبر قرأته قبل أشهر قليلة عن أحد الملوك العرب أنه عرض على برلمانه مشروع قانون للأسرة ينص على منع تعدد الزوجات ومنع الرجل من تطليق المرأة إلا في حالات نادرة لا تكاد توجد وإعطاء المرأة الحق في تطليق الرجل في نفس تلك الحالات! ويقول هذا الملك لبرلمانه: (لولا أن هذا القانون يوافق روح الشريعة الإسلامية لما عرضته عليكم)!
وفي مقابل هؤلاء هناك بعض الأخيار سرى إلى تعبيرهم هذا المصطلح ويقصدون به مقاصد الشريعة بالمعنى المعروف عند فقهاء الإسلام
والذي أراه أن هجر مصطلح (روح الشريعة) وإخمال ذكره حري بالمسلم لأنه كما ذكرنا مصطلح مطاط ويستعمله العلمانيون والزنادقة للمروق من أحكام الدين والله تعالى أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 04 - 04, 02:00 ص]ـ
جزاك الله شيخنا السلمي خيرا ونفع به
قال الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد شفاه الله
في كتابه النافع: معجم المناهي اللفظية
ط3 ... صفحة 285
((روح الدين الإسلامي))
أهل العلم في هذا الزمان يعيشون في زحمة زحف مهول من " عامية الثقافة المعاصرة "، ومن " توليد المصطلحات "، ومن الوقوع في دائرة " اصطلاحات المتصوفة " من حيث لا يشعرون
ومن هذه: هذا اللفظ ونحوه مثل:
روح الشريعة
روح الإسلام
ومعلوم أن " الروحانية " وهذه البلاد فيها روحانية، وهذه المجالسة فيها روحانية، وهكذا، كلَّها مصطلحات صوفية لا عهد للشريعة بها
فعلى المسلمين تجنبها وإن كان لها بريق
فعند تأمل البصير لها، يجدها خواء، أو تشتمل على منابذة للشريعة بوجه ما.
والله المستعان.
ا. هـ
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 04 - 04, 01:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وممن استعملها من المعاصرين بقصد مقاصد الشريعة كما ذكر الشيخ أبو خالد حفظه الله محمد بخيت المطيعي في تكملة المجموع
حيث قال في نهاية المجلد الرابع عشر
ومن خلال هذا الحوار المفتوح بين المؤيدين والمعارضين تبرز حقيقة ماثلة وهى أن الاصل هو التغلب على أسباب الغبن والغرر،
ثم إن ما منيت به البشريه من بلشفيه ملحدة قتلت الحوافز، وكفت الارادة، وجعلت من الانسان آلة صماء لا تعقل ليجعلنا أحوج ما نكون إلى فهم ((روح الشريعة)) السمحة.
ـ[الأجهوري]ــــــــ[07 - 04 - 04, 03:42 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
محمد بخيت المطيعي في تكملة المجموع حيث قال في نهاية المجلد الرابع عشر.
تكملة المجموع هي للشيخ محمد نجيب المطيعي الشافعي رحمه الله وهو غير الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار سابقا وهو متقدم عن الشيخ نجيب بحوالي 60 سنة.
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[07 - 04 - 04, 09:11 ص]ـ
لبعض المعاصرين كتاب سماه روح الدين الإسلامي!!
وهذه تسمية شوهاء سرت إلى بعض المصنفين فأغراهم بريق الألفاظ دون التأمل في أصل وضعها ..
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[07 - 04 - 04, 03:17 م]ـ
أخي الشيخ أبا خالد: شكر الله لك هذه الإفادة، وزادك علماً وفقهاً وبراً.
أخي الشيخ خالد: أحسن الله إليك على النقل المفيد.
أخي الشيخ أبا عمر: بارك الله فيك، وأثابك على النقل.
أخي الدكتور الأجهوري: شكر الله لك وزادك سداداً.
أخي الشيخ الدرعاني: بارك الله فيك، ونفع بك.
"""""""""""
ومما لحظته أن بعض الفقهاء والأصوليين ـ ممن تقدمنا ـ يعبرون أحياناً بقولهم: "روح هذه المسألة كذا "، أو: يتفق مع روح هذا الدليل " .. الخ
وهذا نوعُ توسعٍ في الألفاظ، لا ينبغي أن نتمهد به إلى تصيير هذه اللفظة ـ روح الشريعة ـ مناطاً للأحكام، كما تفضل المشايخ أعلاه، لما لها من سيولةٍ وارتخاء، مما يؤدي بأحكام الشرع إلى أن تصير في مهبِّ ريحٍ كريح عاد!