[هل هذا إرجاء من ابن حزم رحمه الله؟]
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 08:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام قال أحد مشايخنا الكرام فك الله أسره ما نصه:
{{وأما مذهب ابن حزم في الإيمان فهو مرجئ، وله مذهب خاص في الإرجاء، فجميع فرق المرجئة تخرج العمل من الإيمان، أما ابن حزم فإنه يُخرج العمل من أصل الإيمان ويُدخله في الإيمان الواجب.
أما الدليل على أنه يخرج العمل من أصل الإيمان: فقوله ((فأما الإيمان الذي يكون الكفر ضداً له فهو العقد بالقلب والإقرار باللسان فإن الكفر ضد لهذا الإيمان)) (الفصل) 3/ 255، وقوله ((الإيمان الذي يكون الكفر ضداً له)) فهذه صفة أصل الإيمان، فأخرج العمل من أصل الإيمان وقَصَره على اعتقاد القلب وإقرار اللسان كقول مرجئة الفقهاء خلافا لأهل السنة، ويترتب على هذا أنه لايكفُر أحدٌُ بشئ من العمل، وهذا مايصرّح به ابن حزم فقال ((ومن ضيّع الأعمال كلها فهو مؤمن عاص ناقص الإيمان لايكفر)) (المحلى) 1/ 40، ويدل على إرجائه أيضا تجويزه قول ((أنا مؤمن مسلم قطعاً عند الله تعالى)) هكذا بدون استثناء بل على وجه القطع والجزم. (الفصل) 3/ 271. وهذه كلها أقوال المرجئة بلا ريب.
وأما الدليل على أنه يُدخل العمل في الإيمان الواجب والإيمان المستحب، فقوله ((وأما الإيمان الذي يكون الفسق ضداً له لا الكفر، فهو ماكان من الأعمال فرضاً فإن تركه ضد للعمل وهو فسق لاكفر. وأما الإيمان الذي يكون الترك له ضداً فهو كل ماكان من الأعمال تطوعاً فإن تركه ضد العمل به وليس فسقاً ولاكفراً)) (الفصل) 3/ 255. والإيمان الذي يضاده الفسق هو الإيمان الواجب، والإيمان الذي يضاده الترك غير المكفر ولا المفسق هو الإيمان المستحب.
وبهذا تعلم أن ابن حزم وافق المرجئة في مسائل ووافق أهل السنة في مسائل، ولهذا فإن قوله ((الإيمان والإسلام شئ واحد ــ إلى قوله ــ كل ذلك عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)) (المحلى) 1/ 38، كلامه هذا وإن كان موافقاً لأهل السنة في ظاهره إلا أنه مخالف لهم في الحقيقة إذ لايُدخِل العمل في أصل الإيمان كما ظهر من كلامه السابق، فأمره مضطرب. ولهذا فقد اعتبر ابن الجوزي الظاهرية فرقة ً من فرق المرجئة في كتابه (تلبيس ابليس) ط مكتبة المدني، صـ 28.
وهذا شأن ابن حزم رحمه الله في معظم العلوم سواء منها الاعتقاد أو أصول الفقه أو الفقه، أمره مضطرب، وكلامه يجمع بين الحق والباطل، ولهذا يجب التوقف في قبول ماانفرد به من آراء وأحكام حتى ينظر فيها، وينبغي ألا يبدأ طالب العلم دراسته بقراءة كتب ابن حزم كالإحكام والمحلى على مافيهما من فوائد، وأنا أنصح بقراءتهما، ولكن في مرحلة متقدمة بعد قراءة غيرهما من الكتب ليستفيدالطالب بما فيهما من فوائد مع توقِّيه ما فيهما من أخطاء.
وفي وصف حال ابن حزم وبيان سبب اضطرابه، قال ابن تيمية ((وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه في الملل والنحل إنما يستحمد بموافقة السنة والحديث مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك، بخلاف ماانفرد به من قوله في التفضيل بين الصحابة ــ إلى قوله ــ وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره، لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ماصرفه عن موافقة أهل السنة في معاني مذهبهم في ذلك، فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى. وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لاباطن له، كما نفي المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق، وكما نفي خرق العادات ونحوه من عبادات القلب، مضموما إلى مافي كلامه من الوقيعة والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر)) (مجموع الفتاوي) 4/ 18 ــ 19، فهذا حال ابن حزم مالَه وماعليه. ومع هذا فكلامه في الإيمان جدير بالقراءة مع معرفة ما أخطأ فيه.}}.
فله يؤيد الشيخ على هذا الكلام؟!. للمناقشة وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[10 - 02 - 05, 08:40 م]ـ
الأخ الحبيب أبو الزهراء الشافعي وفقه الله وجزاه الله خيرا.
فيما يخص ابن حزم في باب الإيمان فهو على غير مذهب أهل السنة، وقد وهم البعض فظنه على مذهب أهل السنة، وأوهم آخرون فقالوا: حمده ابن تيمية في الكفر والإيمان، وليس كذلك إنما الموجود من كلام ابن تيمية ما ذكرته جزاك الله خيرا.
وازيدك في الباب أن ابن حزم يرى الإيمان الذي هو ذد الكفر شيئا واحدا لا يتجزء ولهذا يقول: إن اليقين لا يقبل الزيادة والنقصان فانظر ذلك في المحلى بعد الفقرة التي نقلتها.
أخوك/ أبو عبد الباري الشافعي سابقا (ابتسامة)
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[11 - 02 - 05, 10:01 ص]ـ
###الأخ أبا حذيفة، الموضوع إنما هو عن مناقشة كلام ابن حزم وبيان موقف العقيدة الصحيحة منه، فالرجاء التزام موضوع المشاركة، وجزاك الله خيراً###