تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ملحوظات عقدية على لسان العرب!!]

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 02 - 05, 11:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله كاشف الحق المبين، ومنير درب السالكين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين. أما بعد:

فإن للعقيدة شأناً عظيماً، فهي قوام الدين، وأساسه المتين.

وإن من شأنها أنه لا يُقبل من أحدٍ عملٌ إلا ما كان مبنياً على عقيدة سليمة، و نهج مستقيم، وهذا ما بينه الله - سبحانه وتعالى - في قوله: ? وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا * يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا * وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ? [الفرقان: 21 - 23]، فهؤلاء المجرمون الذين بَنَوا أعمالَهم كلَّها على عقيدة غير سليمة، وأساسٍ غير متَّبعٍ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كانت أعمالهم في النهاية كسراب بقيعة. قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير لهذه الآيات: (فأخبر أنه لا يَتَحصَّل لهؤلاء المشركين من الأعمال - التي ظنوا أنها منجاةٌ لهم - شيءٌ، وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي؛ إِمَّا الإخلاصَ فيها، وإِمَّا المتابعةَ لشرع الله، فكُلُّ عملٍ لا يكون خالصاً وعلى الشريعة المرضية، فهو باطل. فأعمال الكفار لا تخلو من واحد من هذين، وقد تجمعهما معاً، فتكون أبعد من القبول حينئذ) [تفسير ابن كثير، بتحقيق سامي السلامة: 6/ 103] ا. ه.

ومن شأن العقيدة أيضاً أنها أول ما يدعى إليه المرء، قبل الصلاة - مع عظيم شأنها -، وقبل الزكاة، وقبل سائر الأركان، وهذا ما ورد في الحديث المشهور، حين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - حين بعثه إلى اليمن: (إنكَ ستأتي قوماً أهلَ كتابٍ، فإِذا جئتهم فادعُهم إلى أن يَشهدوا أنْ لا إلهَ إلاّ اللّهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللّهِ، فإِن هم أطاعوا لك بذلك فأخبِرْهم أنَّ اللّهَ قد فَرَضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في كل يومٍ وليلةٍ، فإِن هم أطاعوا لك بذلكَ فأخبرْهم أنَّ اللّهَ قد فَرَضَ عليهم صدقةً تُؤْخَذُ من أغنِيائهم فتُرَدُّ على فقرائهم، فإِن هم أطاعوا لكَ بذلكَ فإِيَّاكَ وكَرائمَ أموالهم ... ) الحديث. [أخرجه البخاري (7372) بهذا اللفظ، وبألفاظ أخرى في مواضع أخرى، وأخرجه مسلم (19) بلفظ مختلف، وبألفاظ أخرى في مواضع أخرى].

قال الشوكاني - رحمه الله -: (إنما وَقَعَتِ البَدَاءَةُ بالشهادتين لأنهما أصلُ الدين الذي لا يَصِحُّ شيءٌ غيرُهما إلا بهما، فمن كان منهم غيرُ مُوَحِّدٍ؛ فالمطالبة متوجِّهَةٌ إليه بِكُلِّ واحدةٍ من الشهادتين على التعيين ... ) ا. ه. [نيل الأوطار: 3/ 6]

وشأن العقيدة عظيم، أجلُّ أن يُحصر في هذا المقام.

وإنه وُجِدَ مِنَ بعض الناس مَنْ أخطأ في العقيدة، وخاصة في مسائل الأسماء والصفات، التي هي من أشَدِّ المسائل خطراً على من أخطأ بها، فهي المتعلِّقة بالله رب العالمين - سبحانه وتعالى -، الذي ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ? [الشورى: 11]، فأخذوا يُؤوِّلُون صفاته سبحانه، ويصرفونها عن ظاهرها، ويُعَطِّلون ويُكَيِّفون ويمثِّلون ويُحَرِّفون. مع أن الأصل في منهج أهل السنة والجماعة أنهم «يؤمنون بأن الله سبحانه ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ?، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يُحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يُلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يُكيفون ولا يُمثلون صفاته بصفاتِ خَلْقِهِ، لأنه سبحانه لا سَمِيَّ له ولا كُفُوَ له ولا نِدَّ له، ولا يُقاسُ بخلقه سبحانه وتعالى» [العقيدة الواسطية، لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير