تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكال حول نص في شرح كتاب التوحيد]

ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[03 - 03 - 05, 12:58 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشايخنا الأفاضل، سدد الله خطاكم، وأنار بصائركم، وزاد علمكم0

لقد حصل عندي إشكال، ولبس حول فهم نص جاء في فتح المجيد (شرح كتاب التوحيد)

ألا وهو:

باب إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

قال الله تبارك وتعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: " ذكر عن السلف في معنى الآية أنواع مما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه. .

فمن ذلك: العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة وصلة وإحسان إلى الناس وترك ظلم ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصا لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته، أو حفظ أهله وعياله، أو إدامة النعمة عليهم، ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار؛ فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب. وهذا النوع ذكره ابن عباس.

ألا ترون رعاكم الله تعالى، أن من تصدق من أجل شفاء مريضه ورفع البلاء عنه، من أجل زيادة ماله وتنميته، أو وصل رحمه من أجل أن يزاد في أجله، ونحو ذلك (أنه قد حصل الأجر ين بإذن الله تعالى في الدنيا والآخرة وإن لم يستحضر ثواب الآخرة إبان فعله لهذه الطاعة، أو أراد ثواب الدنيا فحسب وذلك لأنه قد فعل ذلك امتثالا للنصوص الواردة عن الشارع الحكيم التي مفادها أن الصدقة تزيد في المال وتنميه، وترفع البلاء، ويستنزل بها الشفاء من عند الله) وقد أثر فعل ذلك عن كثير من السلف، ومن ذلكم ماروي عن ابن مسعود - رضي الله عنه- من كونه كان يصلي وابنه نائم إلى جواره، فيلتفت إليه مخاطبا إياه بقوله: (من أجلك يابني) ويتلو قول الله تعالى: (وكان أبوهما صالحا) 0

ثم هل يتصور من مؤمن بالله واليوم الآخر: أن يعمل مثل هذه العبادات المحضة، ولا يريد بذلك إلا ثواب الدنيا 0

ملاحظة: مع الأخذ بالاعتبار: أن الرياء، خارج محل النزاع هنا 0

أرجو من مشايخنا الكرام توضيح ما سبق وإزلة اللبس لاسيما في الأعمال التي جاء موعود فيها من الشارع بحصول أجر معجل للعبد إن فعلها في الدنيا والله يرعاكم0

ـ[همام بن همام]ــــــــ[04 - 03 - 05, 02:04 ص]ـ

هاك أخي كلام الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لكتاب التوحيد, حيث قال حفظه الله تعالى:

"نزلت هذه الآية في الكفار، لكن لفظها يشمل كل من أراد الحياة الدنيا بعمله الصالح؛ ولهذا جمع الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في رسالة له أحوال الناس فيما قال السلف تفسيرا لهذه الآية، وجعل كلام السلف يتناول أربعة أنواع من الناس، كلهم يدخل في هذا الوعيد:

النوع الأول: ممن ركبوا هذا الشرك الأصغر، فأرادوا بعملهم الحياة الدنيا، أنه يعمل العمل الصالح، وهو فيه مخلص لله -جل وعلا - لكن يريد به ثواب الدنيا، ولا يريد به ثواب الآخرة، مثلا يعمل، يتعبد الله -جل وعلا - بالصلاة وهو فيها مخلص لله أداها على طواعية واختيار وامتثال لأمر الله، لكن يريد منها أن يصح بدنه، أو وصل رحمه، وهو يريد منه أن يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة، ونحو ذلك، أو عمل أعمالا من التجارة والصدقات، وهو يريد بذلك تجارة؛ لكي يكون عنده مال، فيتصدق، وهو يريد بذلك ثواب الدنيا، فهذا النوع عمل العبادة امتثالا للأمر، ومخلصا فيها لله، ولكنه طامع في ثواب الدنيا، وليس له همة في الآخرة، ولم يعمل هربا من النار وطمعا في الجنة، فهذا داخل في هذا النوع وداخل في قوله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ.

والأعمال التي يعملها العبد، ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير