تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معالم منهج المتأخرين في التوحيد (2) " محب العلم "]

ـ[أبو أميرة]ــــــــ[10 - 08 - 04, 11:28 ص]ـ

تنبيه: لم أستطع الدخول حاليا باسم المستخدم القديم، وسأستخدم هذا الاسم مؤقتا.

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله أمابعد:

فقد جرى لي قبل عامين أو أكثر حوار شريف مع رجل شريف! له في الحديث وعلومه صولات وجولات، وكتب في أصوله مقالات ومجلدات، ونلت منه في ذاك الحوار دررا وإفادة، وأزعجني منه فيه ماأزعجه من متأخري أهل فنه وزيادة، فكتبت مقالا في حينه نعته ب " منهج المتأخرين في التوحيد "، أذكر فيه هذا الفاضل وغيره أن يكون مع المتقدمين في كل ميدان، وألا يجعل اشتراط العلم بالسماع في الحديث المعنعن أعظم ضررا من اشتراط العلم بالاعتقاد في الكفر الظاهر المعلن.

فأبى إلا السير على طريقة المتأخرين في هذا الباب إباه عن السير على طريقتهم في تلك الأبواب، ورقم كتابا وسمه ب: " الولاء والبراء " عند المسلم، ذكرني فيه بالقاضي عياض رحمه الله حين كتب كتابه: " إكمال المعلم "!

فأبيت وأنا أعرف صدق الشيخ حفظه الله وحرصه على الحق إلا أن أكتب ما أتشبه فيه به في تعليقه على مقول" القاضي"، ومن تشبه بقوم فهو منهم!

فكان تقرير الشيخ في كتابه أعلاه هو مادة هذه المسألة من مسائل المتأخرين التي شابهوا فيها أهل الإرجاء! وشابه في غيرها آخرون أهل َالخروج والمروق والافتراء.

المسألة السادسة: اشتراط محبة دين الكفار لتكفير معينهم على المسلمين:

فالمتأخرون – هداهم الله – زادوا شرطا في تكفير من أعان الكفار على المسلمين، وهو المحبة القلبية لدين الكفار، فجعلوا الإعانة على قسمين:

الأولى: إعانة مكفرة: وهي إعانتهم محبة لدينهم.

الثانية: إعانة غير مكفرة: وهي إعانتهم طلبا لدنياهم.

وهذا التقسيم (المحدث) للإعانة لايعلم قائل به من أهل العلم المتقدمين، بل هو من (إبداعات) المتأخرين في استنباطاتهم من حديث حاطب رضي الله عنه.

وقد نقل الإجماع على كون الإعانة للكفار كفرا أكبر جماعة منهم:

ابن حزم رحمه الله في المحلى (11/ 138).

وعبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن كمافي الدرر: (الدرر 8/ 326).

وغيرهما.

قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).

قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله كما في (الدرر 8/ 138):

"فإذا كان من وعد المشركين في (السر) بالدخول معهم ونصرهم والخروج معهم إن جلوا نفاقاً وكفراً وإن كان كذباً، فكيف بمن أظهر ذلك صادقاً؟ ".

وقال سبحانه: (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُون).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في (الفتاوى 7/ 17):

"فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف (لو) التي تقتضي مع انتفاء الشرط انتفاء المشروط، فقال (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ) فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب".

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله (الدرر 8/ 129):

"فذكر تعالى أن موالاة الكفار منافية للإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه، ثم أخبر أن سبب ذلك كون كثير منهم فاسقين، ولم يفرق بين من خاف الدائرة ولم يخف، وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين قبل ردتهم كثير منهم فاسقون، فجر ذلك إلى موالاة الكفار والردة عن الإسلام، نعوذ بالله من ذلك".

وقال ابن حزم رحمه الله كما في المحلى (12/ 126):

" فصح بهذا أن من لحق بدار الكفر والحرب مختاراً محارباً لمن يليه من المسلمين , فهو بهذا الفعل مرتد له أحكام المرتد كلها: من وجوب القتل عليه , متى قدر عليه , ومن إباحة ماله , وانفساخ نكاحه , وغير ذلك ".

ثم قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير