تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأحناف ماتريدية والشافعية أشاعرة.هل هذه قاعدة؟]

ـ[الدرعمى]ــــــــ[16 - 08 - 04, 10:00 ص]ـ

كثيرأ ما أجد فى كتب التراجم عبارة ((الأشعرى الشافعى)) وعبارة ((الماتريدى الحنفى)) حتى كدت لا أفرق بين طبقات الشافعية وطبقات الأشاعرة وبين طبقات الماتريدية وطبقات الأحناف فهل هى قاعدة؟ وما العلة فى ذلك؟ مع ملاحظة أن لكل قاعدة شذوذ.

ـ[تقويم النظر]ــــــــ[16 - 08 - 04, 02:19 م]ـ

جميل

حدثني الشيخ عبد الله بن بسام رحمه الله الفقيه المعروف في بداية الطلب بعد ما أكثرت عليه في الأسئلة قال: (خذها قاعده كل شافعي أشعري وكل حنفي ما تريدي).

طبعا باعتبارها قاعده اغلبيه أو في الجملة لا بالجملة

وسلمت.

ـ[حارث همام]ــــــــ[16 - 08 - 04, 07:06 م]ـ

الأستاذ الحبيب الدرعمي وفقه الله ..

ما أشار إليه الأخ الفاضل تقويم النظر صحيح وبخاصة عند المتأخرين، وقد درج كثير من المؤلفين على التعبير عن الماتريدية بالحنفية، وذلك لاعتقاد الماتريدية أن عقيدتهم أصلاً مأخوذة من إمام المسلمين أبوحنيفة، والسبب أن عامة الماتريدية حنفية (انظر المسك الأذفر 278).

غير أن الأمر عند المتقدمين لم يكن كذلك وإن كانوا يعدون أبي منصور الماتريدي من رجالات الأحناف ولهذا تجدهم في طبقات الحنفية يمرون على ترجمته مرور الكرام، وخاصة الكتب المتقدمة وأولها الجوهرة المضية في طبقات الحنفية [هو أول كتاب في طبقات الأحناف وهو يريك تأخر تأليفهم في الطبقات]، لعبد القادر بن محمد القرشي الحنفي (ت:775)، وكذلك صنع زين الدين القاسم بن قطلوبغا المصري الحنفي (ت:879)، بل حتى من جاء بعدهم من المتأخرين يذكره في عداد الأحناف ذكراً مختصراً مثل أبوالحسنات اللكنوي (ت: 1304) في الفوائد البهية فقد أدرج له ترجمة مختصرة.

غير أن الصورة التي نقلتها اتسعت في العهود المتأخرة وتحديداً في عهد الدولة العثمانية فقد أصبح المذهب الماتريدي هو المذهب الرسمي للدولة في الأصول، والمذهب الحنفي في الفروع وقد كان هذا أحد أسباب انتشار المذهب الماتريدي مؤخراً.

أما الشافعية والمالكية فقد غلبت عليهم الأشعرية في عصور تمكن الدول التي دعمتها كالدولة الأيوبية والغزنوية ودولة السلاجقة ودولة الموحدين، وقد كان التأليف مزدهراً في تلك الحقبة.

غير أن تأثر الشافعية ربما زاد عن تأثر المالكية نظراً لطبيعة مذهب الإمام المالك والتي هي ألصق (في أصلها) بالنصوص وأولئك أميل للتقعيد والتشقيق والنظر والتأصيل [قارن مثلاً بين الأم والموطأ والحاوي والاستذكار أو التمهيد].

وهذا الذي ذكر المقصود به المتأخرين، أما الأشعرية في مبتدئها فقد استوقت ونفقت بين الناس عن طريق الحنابلة وقد استمر ذلك حتى كانت الفتنة القشيرية والتي حصلت بعدها الفرقة والتباين، وقد قرر هذا شيخ الإسلام حيث قال: "وكما قال أبو اسحاق الشيرازى إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة وكان أئمة الحنابلة المتقدمين كأبى بكر عبد العزيز وأبى الحسن التميمى ونحوهما يذكرون كلامه فى كتبهم بل كان عند متقدميهم كابن عقيل عند المتأخرين لكن ابن عقيل له اختصاص بمعرفة الفقة وأصوله وأما الأشعري فهو أقرب الى أصول أحمد من ابن عقيل وأتبع لها فإنه كلما كان عهد الانسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول وكنت أقرر هذا للحنبلية وأبين أن الأشعري وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب فإنه تلميذ الجبائى ومال إلى طريقة ابن كلاب وأخذ عن زكريا الساجى أصول الحديث بالبصرة ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أموراً أخرى وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه فى كتبهم، وكذلك ابن عقيل كان تلميذ ابن الوليد وابن التبان المعتزليين ثم تاب من ذلك وتوبته مشهورة بحضرة الشريف أبي جعفر وكما أن فى أصحاب أحمد من يبغض ابن عقيل ويذمه فالذين يذمون الأشعرى ليسوا مختصين بأصحاب أحمد بل فى جميع الطوائف من هو كذلك، ولما أظهرت كلام الأشعرى ورآه الحنبلية قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وفرح المسلمون باتفاق الكلمة وأظهرت ما ذكره ابن عساكر فى مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين إلى زمن القشيرى فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة". أهـ (الفتاوى 3/ 228).

ومما زاد الشقة أن الحنابلة ظهر فيهم أئمة مستمسكون بهدي السلف جيلاً بعد جيل أثر في تأثير الدول الناصرة لبعض العقائد، ولهذا: "فما من نوع غلو يوجد في بعض الحنابلة إلا ويوجد في غيرهم من الطوائف ما هو أكثر منه" (بيان تلبيس الجهمية 2/ 90 - 91).

والله أعلم.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 08 - 04, 10:33 م]ـ

شيخنا الحبيب حارث همام وفقه الله

(غير أن الأمر عند المتقدمين لم يكن كذلك) (ولهذا تجدهم في طبقات الحنفية يمرون على ترجمته مرور الكرام)

(بل حتى من جاء بعدهم من المتأخرين يذكره في عداد الأحناف ذكراً مختصراً مثل أبوالحسنات اللكنوي (ت: 1304) في الفوائد البهية فقد أدرج له ترجمة مختصرة.)

الماتريدي معظم لدى الحنفية منذ زمن وكون ترجمته مختصرة فهذا هو الواقع فالمعلومات عنه قليلة لاتفي بالغرض فاختصار الترجمة ليس فيه دلالة على انهم لايعظمونه او ان تعظيمهم له اقل من تعظيم المتأخرين

(اللهم الا ما عرف عن المتأخرين من الغلو في التعظيم)

واما توسع المتأخرين فهذا من توسعهم فيما لايعرفونه

واما انتشاره في العصر العثماني فهذا لان الدولة العثمانية تبنت المذهب الحنفي- كما ذكرتم- وغالبية الحنفية في العصر العثماني ماتريدية

والدول قبل الدولة العثمانية اعني دولة المماليك لم تكن دول حنفية بل كان قاضي القضاة فيها من الشافعية

كما كان في عصر ابن تيمية والسبكي وابن خلدون وابن حجر الخ

والا فالماتريدي معظم لدى الحنفية منذ فترة وهم على عقيدته وقد الفوا الكتب على مذهبه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير