نُقول من (خلق أفعال العباد) تصلح ردّاً على الأشاعرة
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 01 - 04, 09:23 ص]ـ
هذه نُقول تبيّن عقيدة الإمام البخاري في مسألة كلام الله سبحانه، منقولة من كتابه (خلق أفعال العباد). وتصلح ردّاً على الأشاعرة:
* تصريح الإمام البخاري بأن لله صوتاً هو صفة له لا كأصوات المخلوقين:
قال (رحمه الله): "وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق، لأن صوت الله جل ذكره يُسمع من بُعد كما يُسمع من قُرب، وأن الملائكة يُصعقون من صوته، فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا، وقال عز وجل: "فلا تجعلوا لله أنداداً"، فليس لصفة الله ند ولا مثل، ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين".
* الإمام البخاري يرى أن القرآن المتلو المثبت في المصاحف والموعى في القلوب كلام الله غير مخلوق وهو غير التلاوة والكتابة والحفظ فإنها مخلوقة:
قال (رحمه الله): "فالصلاة طاعة الله، والأمر بالصلاة قرآن، وهو مكتوب في المصاحف محفوظ في الصدور مقروء على اللسان، والقراءة والحفظ والكتابة مخلوق، وما قُرئ وحُفظ وكُتب ليس بمخلوق".
وقال: "حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأمّا القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بخلق".
وقال: "ولا نشك في قراءة الكفار وأهل الكتاب أنها أعمالهم، وأما المقروء فهو كلام الله العزيز المنان ليس بمخلوق".
وقال: "مع أن الجهمية والمعطلة إنما ينازعون أهل العلم على قول: إن الله لا يتكلم، وإن تكلم فكلامه خلق، فقالوا: إن القرآن المقروء بعلم الله مخلوق، فلم يميزوا بين تلاوة العباد وبين المقروء".
* تصريح البخاري بأن القرآن الذي نقرؤه قد خرج من الله (سبحانه):
قال (رحمه الله): "وإن قال قائل: فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه" قيل له: أليس القرآن خرج منه؟ فخروجه منه ليس كخروجه منك، إن كنت تفهم".
* الإمام البخاري يرى أن فعل الله صفة له سبحانه وأنه يحدثه:
قال (رحمه الله): "واختلف الناس في الفاعل والمفعول والفعل، فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر ليست من الله، وقالت الجبرية: الأفاعيل كلها من الله، وقالت الجهمية: الفعل والمفعول واحد، لذلك قالوا لكلٍ مخلوق، وقال أهل العلم: التخليق فعل الله، وأفاعيلنا مخلوقة لقوله تعالى: "وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق"، يعني السر والجهر من القول، ففعل الله صفة الله والمفعول غيره من الخلق".
وقال: "فالفعل إنما هو إحداث الشيء، والمفعول هو الحدث، لقوله: "خلق السماوات والأرض"، فالسموات والأرض مفعوله، وكل شيء سوى الله بقضائه فهو مفعول، فتخليق السماوات فعله، لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل، وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله، ففعله من ربوبيته حيث يقول: كن فيكون، ولكن من صنعته وهو الموصوف به كذلك".
وقال: "فالفعل صفة والمفعول غيره، وبيان ذلك في قوله تعالى: "ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم"، ولم يرد بخلق السماوات نفسها، وقد ميز فعل السماوات من السماوات، وكذلك فعل جملة الخلق، وقوله: "ولا خلق أنفسهم" وقد ميز الفعل والنفس، ولم يصر فعله خلقاً".
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 06:21 م]ـ
وقال: "فالفعل إنما هو إحداث الشيء، والمفعول هو الحدث، لقوله: "خلق السماوات والأرض"، فالسموات والأرض مفعوله، وكل شيء سوى الله بقضائه فهو مفعول، فتخليق السماوات فعله، لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل، وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله، ففعله من ربوبيته حيث يقول: كن فيكون، ولكن من صنعته وهو الموصوف به كذلك".
هذا النص مختلف عما ورد في طبعة دار أطلس الخضراء وتحقيق فهد بن سليمان الفهيد، حيث جاء كما يلي:
وأما الفعل من المفعول، فالفعل إنما هو إحداث الشيء، والمفعول هو الحدث، لقوله: "خلق السماوات والأرض"، فالسموات والأرض مفعوله، وكل شيء سوى الله بصفاته فهو مفعول، فتخليق السماوات فعله، لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل، وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله، ففعله من ربوبيته حيث يقول: "كن فيكون"، والـ"كن" منه صفته، وهو الموصوف به، لذلك قال: رب السماوات، ورب الأشياء، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "رب كل شيء ومليكه"