تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قول بعض العلماء عن الصيام في رجب]

ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 08 - 04, 11:39 م]ـ

سمعت بعض العلماء يستدل على مشروعيةالإكثار من الصوم في رجب بقول النبي صلى الله عليه وسلم معللا إكثاره الصوم في شعبان"إنه يغفل فيه الناس بين رجب ورمضان" فهل يرد على هذا الاستدلال اعتراض؟

ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[25 - 08 - 04, 12:07 ص]ـ

أخي الحبيب:

تأمل هذا الكلام جيدًا:

.... في الاستدلال بهذا الحديث على استحباب أو مشروعية صيام رجب فيه نظر، فدليل الاقتران من أضعف القرائن، ولعل أقرب ما يفيده الحديث هو تحديد شهر شعبان وبيان أنه بين رجب ورمضان

وكان أهل الجاهلية يقدمون في الشهور ويؤخرون، فيحتاج تحديد الشهر لبيان حتى لايختلط عليهم

جاء في الصحيحين عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال (ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان)

فوضح لهم النبي صلى الله عليه وسلم شهر رجب وأنه رجب مضر وبين أنه بين جمادى وشعبان لأنهم كانوا يخلطون في ذلك

وقال القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي ج: 8 ص: 133

والمقصود من ذلك اتباع امر الله فيها ورفض ما كان عليه أهل الجاهلية من تأخير أسماء الشهور وتقديمها وتعليق الأحكام على أسماء التي رتبوها عليه ولذلك قال عليه السلام في خطبته في حجة الوداع (أيه الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض 00) على ما يأتي بيانه وأن الذي فعل أهل الجاهلية من جعل المحرم صفرا وصفر محرما ليس يتغير به ما وصفه الله تعالى والعامل في الذي هو في كتاب الله وليس يعنى به واحد الكتب لأن الأعيان لا تعمل في الظروف والتقدير فيما كتب الله يوم خلق السماوات والأرض و عند متعلق بالمصدر الذي هو العدة وهو العامل فيه و في من قوله في كتاب الله متعلقة بمحذوف هو صفة لقوله اثنا عشر والتقدير اثنا عشر شهرا معدودة أو مكتوبة في كتاب الله ولا يجوز أن تتعلق بعدة لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر إن

الثالثة هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط وإن لم تزد على اثني عشر شهرا لأنها مختلفة الأعداد منها ما يزيد على ثلاثين ومنها ما ينقص وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين وإن كان منها ما ينقص والذي ينقص ليس يتعين له شهر وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج

الرابعة قوله تعالى (منها أربعة حرم) الأشهر الحرم المذكورة في هذه الآية ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادي الآخرة وشعبان وهو رجب مضر ((وقيل له رجب مضر لأن ربيعة بن نزار كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجبا)) وكانت مضر تحرم رجبا نفسه فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه الذي بين جمادى وشعبان ورفع ما وقع في اسمه من الاختلال بالبيان وكانت العرب أيضا تسميه منصل الأسنةروي البخاري عن أبي رجاء العطاردي واسمه عمران بن ملحان وقيل عمران بن تيم قال كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجرا جمعنا حثوة من تراب ثم جئنا بالشاء فحلبنا عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا منصل الأسنة فلم ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناها) انتهى.

وأما الاستدلال بالحديث الذي في صحيح مسلم: عَنْ عَبْدِ اللهِ مَوْلَىَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ خَالَ وَلَدِ عَطَاءٍ قَالَ: أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ إِلَىَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَتْ:

بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ ثَلاَثَةً: الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ، وَمِيثَرَةَ الأُرْجُوَانِ، وَصَوْمَ رَجَبٍ كُلِّهِ.

فَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ رَجَبٍ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الأَبَدَ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير