تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وانظر كذلك أقوال المفسرين في سبب نزول قوله تعالى: {ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون ? وقالوا ءألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلاَّ جدلاً بل هم قوم خصمون}.

4 - ومن الأمثلة: مناظرة إبراهيم عليه الصلاة والسلام للملك الكافر، حين حاجَّه في ادَّعاء ه الأُلوهية: {إذ قال إبراهيم ربِّي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإنَّ الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين} [البقرة: 258].

ووجه الشبهة: أنَّ إبراهيم حين حاجَّه على إثبات ألوهية الله سبحانه وتعالى بكونه يحيي ويميت الناس، عارضه الكافر بشبهةٍ باردةٍ فقال: {أنا أُحيي وأُميت}.

وذلك أنِّي أوتى برجلين قد استحقَّا القتل فآمر بقتل أحدهما فيُقتل وآمر بالعفو عن الآخر فلا يُقتل، فذلك معنى الإحياء والإماتة عنده.، انظر: جامع البيان (3/ 26)، القرطبي (3/ 186)، ابن كثير (1/ 321)، فتح القدير (1/ 419).

ومن المعلوم أنَّ في جوابه هذا تمويهٌ وتزوير وحيدةٌ عن المقصود؛ فلما رآه الخليل مموِّهاً تمويهاً قد يروج على العوام قال له ملزماً بصدق قوله إن كان كما يزعم: {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب} وليس هذا من الخليل انتقالاً من دليل لآخر، وإنما هو إلزام له بطرد دليله إن كان صادقاً، وأتى بهذا الذي لا يقبل الترويج والتزوير والتمويه. تيسير الكريم الرحمن (1/ 206).

وقيل: إنَّ هذا الكافر إنَّما أراد أن يدَّعي لنفسه هذا المقام عناداً ومكابرةً، ويوهم أنَّه الفاعل لذلك وأنه يحيي ويميت حقيقة؛ فقال له إبراهيم ذلك لأن الذي يحيي ويميت هو الذي يتصرَّف في الوجود ومنه تسخير الكواكب والشمس التي تبدو كل يوم.

تفسير ابن كثير (1/ 321).

5 ـ ومن الأمثلة: قصَّة حمل بن النابغة الهذلي، في معارضته الشرع بالرأي والكلام المسجوع المنمَّق ...

(2): الحال الثانية: وهي ما قد يحصل من إشكال لدى بعض المعظِّمين للنصوص من الراسخين في العلم والإيمان، مع كمال يقينهم بصدق الشرع وتسليمهم له.

وإنما ورد ذلكم الإشكال لقصد الفهم وإزالة اللبس والخلط؛ وذلك كالمحاورة في بعض النصوص والاسترشاد عن مقصود الشرع فيها، أو التوجيه والجمع بين ما قد يُضنُّ تعارضه وتناقضه - ظاهراً - لشيءٍ من النصوص - وليس هوكذلك في الحقيقة - خشية الغلط.

وهو ما يُسمَّى بـ (الإشكال)، وهذا قد يقع في قلب أي مخلوق؛ لضعفه بالنسبة للخالق العظيم المنزَّه عن كلِّ عيب ونقص، ولقلَّة علمه وإدراكه لإنَّه مخلوق.

أمثلة للحال الثانية:

1 ـ ((أوَّل من سنَّ ذلك هم (الملائكة) عليهم الصلاة والسلام حين أراد الله أن يخلق آدم ويجعله في الأرض خليفة فقالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن سبح بحمدك ونقدس لك} [البقرة: 30].

ووجه كونه استرشاداً وليس معارضةً قولهم: (ونحن نسبِّح بحمدك ونقدِّس لك)، فهم يستفهمون مع تمام تقديسهم لربِّهم سبحانه وتعالى،.

لذا قالوا بعد ذلك: {سبحانك لا علم لنا إلاَّ ما علَّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم} [البقرة: 32] فاعترفوا وسلَّموا بعظيم علمه سبحانه وتعالى وأنهم لا يعلمون إلاَّ ما علَّمهم إياه.

2 ـ ومن الأمثلة: قول نوح عليه الصلاة والسلام: {إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين}، ومما يدلُّ على عدم كون ذلك منه اعتراضاً قوله: (وإنَّ وعدك الحق وأنت أرحم الرَّاحمين) فأجابه الله بقوله: {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ماليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين}، ولهذا كان قوله صلى الله عليه وسلم مسلِّماً لربِّه سبحانه وتعالى غاية التسليم: {رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفرلي وترحمني أكن من الخاسرين} [هود: 45 ـ 47].

ومن الأمثلة: ((أنَّ الصحابة كانوا يستشكلون بعض النصوص ويوردون استشكالاتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجيبهم عنها، وكانوا يسئلونه عن الجمع بين النصوص ويوردون عليه ما يوهم ظاهرها التعارض؛ ولم يكن أحد منهم يورد عليه معقولاً يعارض النص ألبته)) مختصر الصواعق المرسلة (ص: 164 - 168).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير