تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا كله إنما يصح لو عُلم إن الألفاظ العربية وُضعت أولاً لمعانٍ، ثم بعد ذلك استعملت فيها؛ فيكون لها وضع متقدم على الاستعمال، وهذا إنما صح على قول من يجعل اللغات اصطلاحية، فيدعي أن قوماً من العقلاء اجتمعوا واصطلحوا على أن يسموا هذا بكذا وهذا بكذا، ويجعل هذا عاماً في جميع اللغات، وهذا القول لا نعرف أحداً من المسلمين قاله قبل أبي هاشم بن الجبائي ...

والمقصود هنا أنه لا يمكن أحداً أن ينقل عن العرب بل ولا عن أمة من الأمم أنه أجتمع جماعة فوضعوا جميع هذه الأسماء الموجودة في اللغة ثم استعملوها بعد الوضع، وإنما المعروف المنقول بالتواتر استعمال هذه الألفاظ فيما عنوه بها من المعاني، فإن ادعى مدعٍ أنه يعلم وضعاً يتقدم ذلك؛ فهو مبطل، فإن هذا لم ينقله أحد من الناس، ولا يقال: نحن نعلم ذلك بالدليل؛ فإنه إن لم يكن اصطلاح متقدم لم يمكن الاستعمال.

انظر: مجموع الفتاوى 7/ 88 - 91.

والثاني: ما يختص بهذا الموضع فبتقدير أن يكون أحدهما مجازاً ما هو الحقيقة من ذلك من المجاز هل الحقيقة هو المطلق أو المقيد أو كلاهما حقيقة حتى يعرف أن لفظ "الوجه" إذا أطلق على ماذا يحمل فيقال أولاً تقسيم الألفاظ الدالة على معانيها إلى "حقيقة ومجاز" وتقسيم دلالتها أو المعانى المدلول عليها إن استعمل لفظ الحقيقة والمجاز في المدلول أو في الدلالة فإن هذا كله قد يقع في كلام المتأخرين ولكن المشهور.

انظر: مجموع الفتاوى 7/ 87.

إذاً، إن كان قصدهم بأن تفسير "الوجه" بالذات لقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، تفسيراً مجازياً بالمعنى اللغوي، أي: مما يجوز فيها ولا يمتنع. فهذا حق.

أما لو كان قصدهم بأن التفسير مجازاً بالمعنى المعروف في اصطلاح أهل البلاغة، أي: إن اللفظ استخدم في غير موضعه، فهذا باطل فاحش البطلان، فلا يظن بالله إنه يستخدم ألفاظ في غير موضعها.

فالصحيح الذي عليه المحققون أنه ليس في القرآن مجاز على الحد الذي يعرفه أصحاب فن البلاغة، بل إن في القرآن المجاز اللغوي.

وإن قالوا: "بأن هذا تأويل والتأويل ممنوع"، نقول: بأن في هذا القول تلبيس، إذ إن للتأويل ثلاثة معان:

الأول: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به، كتأويل أهل البدع نصوص العلو، وصرفها عن معنى علو الذات إلى علو القهر والقدر فقط. وهذا هو المقصود عند أهل السنة والجماعة حين التكلم في تأويل الصفات وترك تأويلها.

الثاني: التأويل بمعنى التفسير، كما يقول ابن جرير وغيره من المفسرين: "واختلف علماء التأويل" أي: علماء التفسير، وقوله: "القول في تأويل قوله تعالى ... إلخ".

الثالث: هو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام، فتأويل الخبر هو عين المخبر عنه، كقول يوسف - عليه السلام - بعد أن سجد له أخوته: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ}.

أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من دعاة الحق وأنصاره وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه انه على كل شيء قدير. اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجدد الإيمان في قلوبنا، اللهم حبب إلينا الإيمان زينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}، اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وآخر دعوانا أن والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

أخوكم في الله/ أبو إبراهيم أحمد الرئيسي البلوشي.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 09 - 04, 02:25 م]ـ

في كل شروح الواسطية لا بن تيمية ما يفيد فراجعها.

ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[01 - 09 - 04, 03:58 م]ـ

جيد ..

أنا وأنت يا شيخ عبدالرحمن نطلع على شروح الواسطية لكن من في الخارج قد يعيقه المراجع!!

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 09 - 04, 06:15 م]ـ

جيد ..

أنا وأنت يا شيخ عبدالرحمن نطلع على شروح الواسطية لكن من في الخارج قد يعيقه المراجع!!

سبحان الله ..

أنا دللتك على ما يفيد.

والذي تعيقه المراجع، يُخبر بذلك، حتى يخدمه الإخوة، مع أن بعضها موجود على الشبكة.

وشكرا.

ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[01 - 09 - 04, 06:36 م]ـ

على العموم جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن ..

وهو معنا في هذا الملتقى إن أراد شيء يراسلك على الخاص!!

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[02 - 09 - 04, 02:14 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

جزاك الله خيرًا أخي أبا عمر و أنا لم أرد سوى النقول الموثقة من كتابات علمائنا الربانيين.

و لكن عندي إشكال في كلام بعض العلماء بخصوص قوله تعالى {بل يداه مبسوطتان}، فقد ذكر ابن تيمية في الجواب الصحيح و ابن كثير في تفسيره - رغم إثباتهما لصفة اليد - أن البسط هنا كناية عن الكرم. في حين أن العديد من علمائنا يفهمون هذا البسط على أنه حقيقي لا مجازي و يستدلون بصفات اليد من بسط و قبض و مسك و مسح على كونها يد حقيقية. فما توجيهكم لهذا الإشكال الذي ظهر لي؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير