تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قد قدر للإمام البغوي الاستقامة والسلامة في العقيدة من الانحراف وجاءت شهادات العلماء ممن ترجم له، تشهد له بذلك فهو كما يقول ابن نقطة: (إمام حافظ ثقة صالح). وهي لا شك من الدرجات العالية في التعديل والتقويم. (البغوي ومنهج في التفسير) لعفاف عبدالغفور، ص 35.

ويقول الإمام الذهبي (على منهاج السلف حلاً وعقداً): ويتضح من هذه الأقوال أن عقيدته هي عقيدة أهل السنة والجماعة. وأما مذهبه فقد كان شافعياً بل من أئمة المذهب الشافعي، وقد اشتهر ذلك لدى العلماء وأكده من ترجم له، ومنهم ابن خلكان والذهبي والسبكي وغيرهم. أما اختياره للمذهب الشافعي فبحكم البيئة التي نشأ بها والعلماء الذين تلقى عنهم ودرس عليهم الفقه.

وبعد أن وقفنا على نسب وسيرة المؤلف – رحمه الله – وصفاته وعقيدته وغيرها نأتي الآن إلى مؤلفه في التفسير وهو كتابه (معالم التنزيل) في التفسير.

التعريف "بمعالم التنزيل" في التفسير للإمام البغوي – رحمه الله –:

ومعالم التنزيل في التفسير متوسط الحجم سهل العبارة ينقل فيه مؤلفه ما ورد عن الصحابة والتابعين من غير ذكر للسند اعتماداً على أنه ذكر في مقدمة تفسيره إسناده إلى كل من يروي عنه كما أنه يتحرى الصحة فيما يسنده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويعرض عن المناكير وما لا يتعلق له بالتفسير.

قال ابن تيمية: والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي لأنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة.

(مقدمة أصول التفسير).

ووصفه الخازن في مقدمة تفسيره: بأنه من أجمل المصنفات في علم التفسير وأعلاها، جامع للصحيح من الأقاويل، عارٍ من الشبه والتصحيف والتبديل, محلَّى بالأحاديث النبوية، مطرَّز بالأحكام الشرعية, موشَّى بالقصص الغريبة وأخبار الماضين العجيبة، مرصَّع بأحسن الإشارات، مخرَّج بأوضح العبارات، مفرَّغ في قالب الجمال بأفصح مقال.

(التفسير والمفسرون).

وقد طبع هذا التفسير في نسخة واحدة مع تفسير ابن كثير الدمشقي، كما طبع مع تفسير الخازن، ويتعرض لتفسير الآية بلفظ سهل موجز وينقل ما جاء عن السلف في تفسيرها. وذلك بدون أن يذكر السند يكتفي في ذلك بأن يقول مثلاً: قال ابن عباس كذا وكذا، وقال مجاهد كذا وكذا، وقال عطاء كذا وكذا، والسر في هذا هو أنه ذكر في مقدمة تفسيره إسناده إلى كل من يروي عنهم وبين أن له طرقاً سواها تركها اختصاراً ثم إنه إذا روى عمن ذكر أسانيده إليهم بإسناد آخر غير الذي ذكره في مقدمة تفسيره فإنه يذكره عند الرواية.

وقد طبع تفسير البغوي طبعات كثيرة منها طبعت بفارس في أربع مجلدات ولم يذكر مكان الطبع أو تاريخه، وطبع أيضاً في بومباي في مجلدين سنة 1309هـ – 1891م، وطبع على هامش تفسير الإمام ابن كثير كما طبع على هامش تفسير الخازن وتقع الطبعة الأخيرة في سبعة أجزاء وفي أربعة مجلدات وكذلك طبعته دار طيبة بالرياض في 8 مجلدات طبعة محققة ومخرجة الأحاديث.

(البغوي ومنهجه في التفسير) عفاف عبدالغفور ص 63.

منهج البغوي في تفسيره والباعث على تأليفه (معالم التنزيل):

ومعالم التنزيل من أشهر كتب التفسير بالمأثور وهو تفسير كامل للقرآن مع مقدمة للمؤلف يستهلها بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم يبين مهمة إرسال الرسول وإنزال الكتاب المعجز عليه، ثم يذكر ما اشتمل عليه القرآن من الأمور عقيدة وفقهاً وقصصاً وحكماً.

ثم ينتقل البغوي – رحمه الله – إلى دواعي تأليفه لتفسيره فيقول: (فسألني جماعة من أصحابي المخلصين وعلى اقتباس العلم مقبلون كتاباً في معالم التنزيل وتفسيره، فأجبتهم إليه معتمداً على فضل الله تعالى وتيسيره متمثلاً وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فيما يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً).

ومن هذا النص نستفيد أن تفسيره جاء نزولاً عند رغبة طلابه وتلاميذه المخلصين والمقبلين على اقتباس العلم وتحقيقاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتداء بالماضين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير