تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

v وقال الخطابي: (القريب) معناه:أنه قريب بعلمه من خلقه ,قريب ممن يدعوه بالإجابةكاقوله تعالى:} وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.

v قال ابن القيم:

وهو القريب وقربه المختص ... بالداعي وعابده على الإيمان (3)

(3).-1 - "اشتقاق اسماء الله " (ص146 - 147) ونظر تفصيل القول فيما ذكره في ىخر كلامه في آثار الإيمان بهذا الاسم.

-2 - "شأن الدعاء" (ص102 - 103)

-3 - "النونية" (2\ 229).

v قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى: (القريب المجيب)

أى هو تعالى القريب من كل أحد ,وقربه تعالى نوعان:

قرب عام من كل أحد بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته وإحاطته.

وقرب خاص من عابديه وسائليه ومحبيه ,وهو قرب لاتُدرك له حقيقة ,وإنماتعلم آثاره من لطفه بعبده وعنايته به وتوفيقه وتسديده ومن آثاره الإجابة للداعين ,والغنابة للعابدين. فهو (المجيب) إجابة عامة للداعين مهما كانوا وأينما كانوا وعلى أى حال كانوا ,وكما وعدهم بهذا الوعد المطلق ,وهو (المجيب) إجابة خاصة للمستحبين له المنقادين لشرعه ,وهو (المجيب) أيضاُ للمضطرين ومن انقطع رجاؤه ممن المخلوقين ,وقوي تعلقهم به طمعاً ورجاءً وخوفاً (1)

v قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى في رده على أهل التحريف

قال أهل التأويل:

"أنتم يا أهل السنة أولتم قوله تعالى: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُم) (الواقعة: من الآية85). إلى أن المراد أقرب بملائكتنا و هذا تأويل، لأنا لو أخذنا بظاهر اللفظ لكان الضمير (نَحْنُ) يعود إلى الله، و أقرب خبر المبتدأ، و فيه ضمير مستتر يعود على الله، فيكون القرب لله – عز وجل -، و معلوم أنكم أهل السنة لا تقولون بذلك، لا تقولون إن الله تعالى يقرب من المحتضر بذاته حتى يكون في مكانه، لأن هذا أمر لا يمكن أن يكون، إذ أنه قول أهل الحلول الذي ينكرون علو الله – عز وجل –، و يقولون إنه

بذاته في كل و أنتم أهل السنة تنكرون ذلك أشد الإنكار. إذن ما تقولون أنتم يا أهل السنة ألستم تقولون نحن أقرب إليه أي إلى المحتضر بملائكتنا، أي الملائكة تحضر إلى الميت

(4) -1 - "تيسير الكريم " (5\ 304)

-2 - "أسماء الله وصفاته ةوموقف أهل السنة منها"

و تقبض روحه؟! هذا تأويل، قلنا الجواب على ذلك سهل و لله الحمد، فإن الذي يحضر الميت هم الملائكة (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام: من الآية61). (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِم

ْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُم) (الأنعام: من الآية93). فالذي يحضر إلى المحتضر عند

الموت هم الملائكة، وأيضاً في نفس الآية ما يدل على أنه ليس المراد قرب الله – سبحانه وتعالى – نفسه فإنه قال: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ) (الواقعة:85). فهذا يدل على أن هذا القريب الحاضر، لكن لا نبصره، وكذلك لأنك الملائكة عالم غيبي الأصل فيهم الخفاء وعدم الرؤية. وعلى هذا فنحن لم نخرج بالآية عن ظاهرها لوجود لفظٍ فيها يعين المراد، ونحن على العين والرأس، والقلب نقبل كل شيء كان بدليل من كتاب الله، ومن سنة رسوله صلى الله عليه و سلم.

أنتهي كلامه رحمه الله

قرب الله عزوجل من السنة المكرمة وأقوال أهل العلم:

(1) قال الإمام أحمد: عن أبي موسى الأشعري, قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة, فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نعلو شرفاً ولا نهبط وادياً, إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير, قال: فدنا منا, فقال "يا أيها الناس, اربعوا على أنفسكم, فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً, إنما تدعون سميعاً بصيراً, إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته, يا عبد الله بن قيس, ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله" أخرجاه في الصحيحين وبقية الجماعة من حديث أبي عثمان النهدي واسمه عبد الرحمن (1)

(1) - مسند الإمام أحمد

(2) -عن أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه". (قلت) وهذا كقوله تعالى: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون",

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير