تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي مقابل بعض دعاة السنة ومشايخها المعاصرين الذين تأثروا بالرأي السابق في مقابل هؤلاء كثير من محققي المعاصرين من الدكاترة والباحثين والعلماء الجبال المرضيين يرون أن التصوف فيه ما يوافق السنة، وفيه ما يخالفها.

فممن مات ويظهر لي أنه يرى هذا التقسيم وعدم الإطلاق العلامة الألباني –رحمه الله تعالى- قال في جوابه لسائل: "فالتصوف كذلك [يعني كحال أقوال المذاهب الأربعة المعروفة] يُقالُ فيه ما وافق الكتاب والسنة فهو صواب، وما خالفه فليس بصواب، لكن لا ينبغي أن يقال هناك تصوف صالح وتصوف طالح لأن ما في الكتاب والسنة يغني عن كل ذلك، هذا رأيي واعتقادي"، وهذا أفهم منه عدم صواب الإطلاق عنده رحمه الله، وأن حاله حال أقوال أتباع المذاهب الأربعة، وقد عد في موطن آخر بعض الجهلة المتصوفة القائلين بعقائد منكرة من جملة أهل السنة لعذره لهم بجهلهم وعدم فهمهم لما يقولون. ولعل في ما قاله الإمام حول هؤلاء بعض نظر. وكل هذا موجود في الموقع الذي أنشيء باسمه.

ولا غرابة أن يرى العلامة الألباني مثل هذا الرأي وقد كان أجل مشايخه العلامة المسند الأثري محمد راغب الطباخ يراه ويعلنه.

- يقول العلامة محمد راغب الطباخ: "فسلف الصوفية هم أعلام الملة وسادة الأمة وسراجها الوهاج ونورها الوضاح، وبهم وبأمثالهم من المحدثين والفقهاء اهتدت الأمة إلى الصراط المستقيم، وسلكت المنهاج القويم، وانتظمت أحوال معاشهم، وصلحت أمور معادهم، وفازوا فوزاً عظيماً" [الثقافة الإسلامية له ص303].

- ومن أعلام النبلاء المعاصرين الذين يرون هذا التقسيم أيضاً العلامة محمد بن إبراهيم شيخ العلامة ابن باز، ومفتى الديار السعودية قبله. قال رحمه الله: "التصوف ينقسم إلى: سني، وبدعي. فإن كان متقيداً بالكتاب والسنة كالجنيد (فهو سني)

وأما القسم الذين ما تقيدوا بهما (فهو بدعي) لكن في آخر هؤلاء من آلت بهم تلك الشطحات إلى دعوى الربوبية، بل بعضهم إلى القول بالحلول. والفتنة بهم كالفتنة بالقبور، فإنهم يدعون أشياء كلها سخافة.

وهذا المسلك هو الذي ينبغي، بخلاف مسلك بعض المنتسبين الذين يجعلونهم قسماً واحداً.

فالذين تقيدوا بهما هم من خيار المسلمين. وقابلهم من جعل طريقة الصوفية لابد منها"، وهذا موجود في فتاواه المجموعة.

- ومن أعلامنا المحققين الأحياء –نسأل الله أن يحفظهم- الذين يرون هذا التقسيم، العلامة عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين نفع الله بعلمه، حيث يقول: "وأما معتدلوهم -معتدلو التصوف - من المتقدمين؛ مثل بشر الحافي والحارث المحاسبي الجنيد بن محمد الفضيل بن عياض إبراهيم الخواص وأشباههم من أهل الاعتدال. أما الشيخ عدي وكذلك شيخه القرشي الهكاري؛ هذان ولو كانا على طريقة الصوفية، ولكن تصوفهم؛ ولو كانوا متأخرين تصوف معتدل"، ويقول حفظه الله: "إن الصوفية أصلا هم الزهاد في الدنيا والمشتغلون بالعبادة، وكانوا في الزمن الأول يرتدون الصوف الخشن من باب التقشف فعرفوا بهذا الاسم، كإبراهيم بن أدهم وبشر الحافي وإبراهيم الخواص والجنيد بن محمد ونحوهم، وكان أولئك يعبدون الله على علم وبصيرة؛ فيحافظون على الجماعات، ويبتعدون عن المحرمات، ويسارعون في الخيرات، ولم يكن عندهم شيء من البدع ولا الخرافات"، ويقول: "ومن هذا التقديم الموجز يعرف أنه لا يجوز إطلاق الذم ولا المدح للصوفية، بل يعطى كل منهم حكمه". وهذا موجود في موقع فضيلته.

- وقال الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي وقد سئل عن الجنيد ما نصه بعد أن ذكر ثناء شيخ الإسلام ابن تيمية عليه: "والظاهر أنه من الصوفية المعتدلين"، وما يهمني عده من الصوفية أهل اعتدال كالجنيد والجنيد من أئمة السنة.

قلت هؤلاء بعض أعلامنا الذين لا نشك في سلفيتهم.

وقد تبعهم جماعات من الدكاترة والباحثين الذين لم يعرفوا إلاّ بخير، ونصرهم لاعتقاد أهل السنة، ولعلي أذكر بعض الذين وقفت على كلام لهم هنا، وسأتجنب الكم الهائل من الدكاترة والباحثين غير المرضيين فليس غرضي التكثر بهم، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير