غاية ما عندهم من العلم والعمل وليس فيه بيان خاصية النفس التي لا كمال لها بدونه البتة وهو الذي خلقت له و أريد منها بل ما عرفه القوم لأنه لم يكن عندهم من معرفة متعلقة إلا نزر يسير غير مجد ولا محصل للمقصود وذلك معرفة الله بأسمائه وصفاته ومعرفة ما ينبغي لجلاله وما يتعالى ويتقدس عنه و معرفة أمره ودينه والتمييز بين مواقع رضاه وسخطه و استفراغ الوسع في التقريب إليه وامتلاء القلب بمحبته بحيث يكون سلطان حبه قاهرا لكل محبة ولا سعادة للعبد في دنياه ولا أخراه إلا بذلك ولا كمال للروح بدون ذلك البتة وهذا هو الذي خلق له بل وأريد منه بل ولأجله خلقت السماوات والأرض واتخذت الجنة والنار كما سيأتي تقريره من أكثر من مائة وجه أن شاء الله ومعلوم أنه ليس عند القوم من هذا خبر بل هم في واد وأهل الشأن في واد و هذا هو الدين الذي الذي أجمعت الأنبياء عليه من أولهم إلي خاتمتهم كلهم جاء به وأخبر عن الله أنه دينه الذي رضيه لعباده وشرعه لهم وأمرهم به كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك رسولا إلا نوحي إليه أنه لا اله إلا أنا فاعبدون
نونية ابن القيم ج: 1 ص: 86
هذا الذي قاد ابن سينا * * * والالى قالوا مقالته الى الكفران
نونية ابن القيم ج: 1 ص: 504
وكذاك أفراخ القرامطة الالى * * * قد جاهزوا بعداوة الرحمن
كالحاكمية والالى وألوهم * * * كأبي سعيد ثم آل سنان
وكذا ابن سينا والنصير نصير أهل الشـ * * *ـرك والتكذيب والكفران
وكذاك أفراخ المجوس وشبههم * * * والصائبين وكل ذي بهتان
إخوان ابليس اللعين وجنده * * * لا مرحباً بعساكر الشيطان
أفمن حوالته على التنزيل والوحـ* * *ـي المبين ومحكم القرآن
كمحير أضحت حوالته على * * * أمثاله أم كيف يستويان؟
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 7
وهو الذي جرَّ ابن سينا * * * والألى قالوا مقالته على الكفران
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 17
قال الناظم رحمه الله: فصل: في طريقة ابن سينا وذويه من الملاحدة في التأويل:
وأتى ابن سينا بعد ذا بطريقةٍ * * * أخرى ولم يأنف من الكفران
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 275
أو ذلك المخدوع حامل راية * * * الإلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من * * * أديان أهل الأرض ذا الكفران
نونية ابن القيم ج: 2 ص: 378
شيخ لكم يدعى ابن سينا * * * لم يكن متقيدا بالدين والإيمان
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[20 - 01 - 04, 01:56 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أبا عمر، وجزاك الله خيراً على ما كتبت.
لعلّ الذين لا يقولون بكفر ابن سينا والفارابي يخلطون بين تكفيرهم عموماً، وتكفيرهم لقولهم بقدم العالم. فإن الأول لا شك فيه، وأما الثاني فقد يكون لهم فيه مجال للنقاش.
ومن عقائد ابن سينا وغيره من "الفلاسفة الإلهيين":
* القول بأن الله ذات بسيطة لا صفات لها سوى العلم. وأن مجرّد علمه (سبحانه) بوجود الشيء يوجب وجوده.
* إنكارهم النبوات، وقولهم بأن النبي رجل عبقري خارق الذكاء سعى لإصلاح الناس بأفكاره هو.
* قولهم في القرآن أنه ليس كلام الله، وأنه إلهامات ينتجها عقل العبقري.
* إنكارهم وجود الملائكة وأنهم مشاهدات نورانيّة ينتجها عقل العبقري.
* إنكارهم الأحكام الشرعية وقولهم بأن هذه الأحكام هي من عند العبقري لكي يحسّن أوضاع العوام. فالعبقري رأى أن للخمر مضاراً فقال بأنها حرام، لا لأن تحريمها وحي من الله. ولذلك فإن الذي يصل درجة الحكمة عندهم لا يلزمه الالتزام بهذه الأحكام.
* إنكارهم للبعث والميعاد والصراط والميزان وعذاب القبر وغير ذلك من الغيبيات، وأن هذه أفكار اخترعها العبقري لكي يقرّب الصورة لأذهان العوام ويحفزهم على الالتزام بأوامره.
* القول بقدم العالم. وهي بدعة ابتدعها أرسطو خلافاً لشيخه أفلاطون ومن قبله، والكلام فيها يطول.
وسمّوا "إلهيين" لأنهم كانوا يحترمون العقيدة الإسلامية إلى حدّ ما وكانوا يسعون للتوفيق بينها والفلسفة الإغريقية. خلافاً للفلاسفة "المشائين" الذين كانوا ينكرون الديانات بالكلية.
فنسأل الله العافية والثبات على الدين القويم.
والله أعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 01 - 04, 06:32 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[21 - 01 - 04, 06:08 م]ـ
هناك من يرى أن حضارتنا الأصح أن تسمى بـ’الحضارة العربية‘ (نسبة للغة التي قامت عليها) لا ’الإسلامية‘، ذلك أن كثيراً من رموزها في المجالين الديني والدنيوي لم يكونوا علي عقائد إسلامية صحيحة أو لم تكن سلوكياتهم سلوكيات المسلمين، سواء أكانوا من الحكام أم علماء الدين أم علماء الدنيا، فهل توافقون هذا القول؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[22 - 01 - 04, 12:06 ص]ـ
الأخ الفاضل الغزي ... وفقه الله
- بصرف النظر عن مسألة تسمية الحضارة التي كان عليها المسلمون (إسلامية أو عربية) = فإنَّ الأمر المسلَّم به أنَّ هذه الحضارة كانت في ظل حكم المسلمين لربع العالم الحالي، وأنّ الإسلام لا يدعو إلى الانغلاق أو التخلف أو التأخر في النمو والتحضُّر.
- وأما البلاء العقدي الذي أصاب كثيراً من علماء العلوم التجريبية والرياضية فإنما هو لدراسة كثير منهم منطق اليونان الذي أدخله الخليفة العباسي المأمون - عامله الله بعدله -.
- وأما المسألة المقترحة، وهي تسمية الحضارة التي كان عليها المسلمون بـ (العربية) = فإنما هي لوثة قومية جاهلية حديثة، دعا إليها المستشرقون وأذنابهم من العلمانيين والمارقين والمستغفَلين، لصرف الناس عن الدين الذي به عزهم وعلو شأنهم.
- وإلاَّ فأي شيء كان العرب الجاهليون قبل دخولهم في الإسلام؟!!
ثم أي شيء صاروا بعد ودعهم الإسلام وتركه وراءهم ظهرياً، ودعوتهم إلى الرابطة القومية والجامعة العنصرية = التي صاروا بها أذل خلق الله وموضع سخريتهم.
- إنَّ الأمر يدرك بقليل من التأمل والنظر.
((نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)).
¥