تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولهذا نشطت في إعداد هذه الدراسة للأثر المشهور عن الإمام مالك -رحمه الله- عند ما جاءه رجل وقال له: يا أبا عبد الله ? الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ? كيف استوى؟، فتأثّر مالك –رحمه الله- من هذه المسألة الشنيعة وعلاه الرحضاء [أي العَرَق]، وقال في إجابته لهذا السائل: ((الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة))، وأمر بالسائل أن يُخرج من مجلسه، وهو أثر عظيمُ النفع جليلُ الفائدة.

ويمكن أن أحدِّد أهمّ الدوافع التي شجّعت لتقديم هذه الدراسة لهذا الأثر خاصة في النقاط التالية:

أوّلاً: أنَّ هذا الأثر قد تلقّاه الناس بالقبول، فليس في أهل السنة والجماعة من ينكره، كما يذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ()، بل إنَّ أهل العلم قد ائتمّو به واستجودوه واستحسنوه ().

ثانياً: أنَّه من أنبل جواب وقع في هذه المسألة وأشدّه استيعاباً؛ لأَنَّ فيه نبذ التكييف وإثبات الاستواء المعلوم في اللغة على وجه يليق بالله ? ().

ثالثاً: أنَّ قوله هذا ليس خاصّاً بصفة الاستواء، بل هو بمثابة القاعدة التي يمكن أن تُقال في جميع الصفات.

رابعاً: محاولة أهل البدع في القديم والحديث تبديل معناه وتحريف مراده بطرق متكلّفة وسبل مختلفة.

خامساً: محاولة أحد جهّال المعاصرين التشكيك في ثبوته والطعن في أسانيده.

سادساً: التنبيه إلى أنَّ بعض أتباع الأئمة في الفروع لم يوَفَّقوا إلى العناية بمذهب أئمّتهم في الأصول، ولهذا ترى في بعض من يتعصّبون إلى مذهب الإمام مالك -رحمه الله- في الفروع من يخالفه في أصول الدين، ويفارقه في أساس المعتقد بسبب غلبة الأهواء وانتشار البدع.

إلى غير ذلك من الأسباب، وقد جعلت هذه الدراسة بعنوان:

((الأثر المشهور عن الإمام مالك -رحمه الله-

في صفة الاستواء، دراسة تحليلية))

أما الهدف من هذه الدراسة فهي إعطاء هذا الأثر مكانته اللائقة به واستخراج الدروس والقواعد العلمية المستفادة منه، والردّ على تحريفات المناوئين، وتشكيكات المحرّفين.

وقسمته إلى تمهيد وأربعة فصول وخاتمة على النحو التالي:

التمهيد، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: ترجمة موجزة للإمام مالك بن أنس -رحمه الله-.

المبحث الثاني: في ذِكر معتقد أهل السنة والجماعة في صفة الاستواء بإيجاز.

المبحث الثالث: في بيان أهمية القواعد وعِظم نفعها في معرفة صفات الباري.

الفصل الأول: في تخريج هذا الأثر، وبيان ثبوته، وذكر الشواهد عليه من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: تخريج الأثر، وبيان ثبوته عن الإمام مالك -رحمه الله-.

المبحث الثاني: ذكر الشواهد عليه من الكتاب والسنة.

المبحث الثالث: ذكر نظائر هذا الأثر ممّا جاء عن السلف الصالح.

المبحث الرابع: ذكر كلام أهل العلم في التنويه بهذا الأثر، وتأكيدهم على أهميّته، وجعله قاعدة من قواعد توحيد الأسماء والصفات.

الفصل الثاني: في ذكر معنى هذا الأثر، وبيان مدلوله وما يُستفاد منه من ضوابط في توحيد الأسماء والصفات، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: في معنى قوله: ((الاستواء غير مجهول)) والضوابط المستفادة منه.

المبحث الثاني: في معنى قوله: ((الكيف غير معقول)) والضوابط المستفادة منه.

المبحث الثالث: في معنى قوله: ((الإيمان به واجب)) والضوابط المستفادة منه.

المبحث الرابع: في معنى قوله: ((السؤال عنه بدعة)) والضوابط المستفادة منه.

الفصل الثالث: في إبطال تحريفات أهل البدع لهذا الأثر.

الفصل الرابع: في ذكر فوائد عامة مأخوذة من هذا الأثر، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: ذكر ما في قولهم: ((حتى علاه الرّحضاء)) من فائدة.

المبحث الثاني: ذكر ما في قوله: ((ما أراك إلاَّ مبتدعاً)) من فائدة.

المبحث الثالث: ذكر ما في قوله: ((أخرجوه عنِّي)) من فائدة.

الخاتمة: وفيها خلاصة البحث وأهمّ نتائجه.

هذا وإني أسأل الله الكريم أن يتقبّل مني هذا العمل بقبول حسن، وأن يجعله لوجهه خالصاً، وللحق موافقاً، وأن يغفر لي ولوالديّ وللإمام مالكٍ ولجميع أئمة المسلمين، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، إنَّه هو الغفور الرحيم.

?

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير