تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لعل من الحسن قبل الشروع في الموضوع أن أُمهِّد بذكر بعض الأمور المهمّة بين يديه، وذلك من خلال المباحث التالية:

المبحث الأول: ترجمة موجزة للإمام مالك بن أنس -رحمه الله- ().

أولاً: نسبه:

هو شيخ الإسلام، حجّة الأمة، إمام دار الهجرة، أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عَمرو بن الحارث بن غيمان بن خُثيل بن عَمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شدّاد بن زرعة، وهو حِمير الأصغر، الحِميري ثم الأصبحي المدني، حليف بني تَيم من قريش، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحدِ العشرة.

وأمُّه هي عالية بنت شريك الأزدية.

وأعمامه هم: أبو سُهيل نافع، وأُويس، والربيع، والنضر، أولاد أبي عامر.

ثانياً: مولده:

قال الذهبي -رحمه الله-: ((مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين، عام موتِ أنس خادم رسول الله ?، ونشأ في صَون ورفاهية وتجمّل)).

ثالثاً: نشأته وطلبه للعلم:

طلب مالكٌ العلمَ وهو ابن بضع عشرة سنة، وتأهّل للفتيا، وجلس للإفادة وله إحدى وعشرون سنة، وحدّث عنه جماعة وهو حيٌّ شابٌّ طريٌّ، وقصدَه طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد، إلى أن مات.

رابعاً: شيوخه:

طلب الإمام مالك -رحمه الله- العلمَ وهو حدَثٌ بُعيد موت القاسم وسالم، فأخذ عن نافع، وسعيد المقبري، وعامر بن عبد الله ابن الزبير، وابن المنكدر، والزهري، وعبد الله بن دينار، وخلق.

وقد أحصى الذهبي -رحمه الله - شيوخه الذين روى عنهم في الموطأ وذكر إلى جنب كلِّ واحد منهم عدد ما روى عنه الإمام مالك ورتّبهم على حروف المعجم.

خامساً: تلاميذه:

قال الذهبي -رحمه الله-: ((وقد كنت أفردتُ أسماء الرواة عنه في جزء كبير يُقارب عددهم ألفاً وأربع مائة، فلنذكر أعيانهم، حدّث عنه من شيوخه: عمّه أبو سُهيل، ويحيى بن أبي كثير، والزهري، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن الهاد، وزيد بن أبي أُنيسة، وعمر بن محمد بن زيد، وغيرهم، ومن أقرانه: معمر، وابن جريج، وأبو حنيفة، وعمرو بن الحارث، والأوزاعي، وشعبة، والثوري ... ))، وذكر آخرين.

سادساً: مؤلفاته:

من مؤلفاته -رحمه الله-:

1 ـ الموطأ.

2 ـ رسالة في القدر كتبها إلى ابن وهب.

3 ـ مؤلف في النجوم ومنازل القمر.

4 ـ رسالة في الأقضية.

5 ـ رسالة إلى أبي غسان بن مطرّف.

6 ـ جزء في التفسير.

وأما ما نقله عنه كبار أصحابه من المسائل والفتاوى والفوائد فشيءٌ كثيرٌ.

سابعاً: ثناء العلماء عليه:

1 ـ قال الشافعي: ((العِلمُ يدور على ثلاثة: مالك، والليث، وابن عيينة)).

2 ـ وروي عن الأوزاعي أنه كان إذا ذكر مالكاً يقول: ((عالم العلماء، ومفتي الحرمين)).

3 ـ وعن بقيّة أنَّه قال: ((ما بقي على وجه الأرض أعلم بسنّةٍ ماضية منك يا مالك)).

4 ـ وقال أبو يوسف: ((ما رأيت أعلمَ من أبي حنيفة، ومالك، وابن أبي ليلى)).

5 ـ وذكر أحمد بن حنبل مالكاً فقدّمه على الأوزاعي، والثوري، والليث، وحماد، والحَكم، في العلم، وقال: ((هو إمام في الحديث، وفي الفقه)).

6 ـ وقال القطّان: ((هو إمام يُقتدى به)).

7 ـ وقال ابن معين: ((مالكٌ من حُجج الله على خلقه)).

8 ـ وقال أسد بن الفرات: ((إذا أردتَ الله والدارَ الآخرة فعليك بمالكٍ)).

ثامناً: أقواله في السنة:

1 ـ قال مطرّف بن عبد الله: سمعتُ مالكاً يقول: ((سنَّ رسول الله ? ووُلاة الأمر بعده سُنناً، الأخذُ بها اتّباع لكتاب الله، واستكمالٌ بطاعة الله، وقوّةٌ على دين الله، ليس لأحد تغييرها، ولا تبديلُها، ولا النّظرُ في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتدٍ، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها اتّبع غير سبيل المؤمنين، وولاّه الله ما تولّى، وأصلاه جهنّم وساءت مصيراً)).

2 ـ وروى إسحاق بن عيسى عن مالك -رحمه الله- أنَّه قال: ((أكلّما جاءنا رجلٌ أجدلُ من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد ? لجدلِه)).

3 ـ وقال أبو ثور: سمعت الشافعيَّ يقول: ((كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أمَا إني على بيّنة من ديني، وأمَّا أنت فشاكٌّ، اذهب إلى شاكٍّ مثلكَ فخاصمه)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير