تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 ـ وقال يحيى بن خلف الطَرسوسي: ((كنت عند مالك فدخل عليه رجل، فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق، اقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله، إنّما أحكي كلاماً سمعته، قال: إنّما سمعته منك، وعظَّم هذا القول)).

5 ـ وروى ابن وهب عن مالك -رحمه الله- أنّه قال: ((الناس ينظرون إلى الله ? يوم القيامة بأعينهم)).

6 ـ وقال القاضي عياض: قال معنٌ: ((انصرف مالكٌ يوماً فلحقَه رجلٌ يُقال له: أبو الجويرية، متّهمٌ بالإرجاء، فقال: اسمع مني، قال: احذر أن أشهد عليك، قال: والله ما أريد إلاَّ الحق، فإن كان صواباً فقُل به، أو فتكلّم، قال: فإن غلبتني، قال: اتبعني، قال: فإن غلبتُك، قال: اتّبعتُك، قال: فإن جاء رجل فكلّمنا، فغلبنا؟ قال: اتّبعناه، فقال مالك: يا هذا، إنَّ الله بعث محمداً ? بدين واحد، وأراك تتنقّل)).

7 ـ وعن مالك قال: ((الجدالُ في الدِّين ينشئ المراء، ويذهب بنور العلم من القلب ويقسّي، ويورث الضِّغن)).

تاسعاً: وفاته:

قال القعنبي: ((سمعتهم يقولون: عُمر مالك تسع وثمانون سنة، مات سنة تسع وسبعين ومائة)).

وقال إسماعيل بن أبي أُويس: ((مرض مالك، فسألتُ بعض أهلنا عما قال عند الموت، قالوا: تشهّد، ثم قال: ? للهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ? ()، وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة، فصلَّى عليه الأمير عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، وَلَد زينب بنت سليمان العباسية، ويُعرف بأمِّه))، رواها محمد بن سعد عنه، ثم قال: ((وسألتُ مصعباً، فقال: بل مات في صفر، فأخبرني معن بن عيسى بمثل ذلك)).

وقال أبو مصعب الزهري: ((مات لعشر مضت من ربيع الأول سنة تسع)).

وقال محمد بن سحنون: ((مات في حادي عشر ربيع الأول)).

وقال ابن وهب: ((مات لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول)).

قال القاضي عياض: ((الصحيح وفاته في ربيع الأول يوم الأحد لتمام اثنين وعشرين يوماً من مرضه)).

قال الذهبي: ((تواترت وفاتُه في سنة تسع، فلا اعتبار لقول من غلِط وجعلها في سنة ثمان وسبعين، ولا اعتبار بقول حبيب كاتبه، ومطرِّف فيما حكي عنه، فقالا: سنة ثمانين ومائة)).

ونقل عن القاضي عياض أنَّ أسد بن الفرات قال: ((رأيتُ مالكاً بعد موته، وعليه طويلة وثياب خضر وهو على ناقة، يطير بين السماء والأرض، فقلت: يا أبا عبد الله، أليس قد متَّ؟ قال: بلى، فقلت: فإلامَ صِرتَ؟، فقال: قدِمتُ على ربي وكلّمني كفاحاً، وقال: سلني أعطِك، وتمنَّ عليَّ أُرضِك)).

فرحمه الله، وغفر له، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة.

المبحث الثاني: في ذكر معتقد أهل السنة والجماعة في صفة الاستواء بإيجاز

الاستواء صفةٌ من صفات الكمال الثابتة لذي العظمة والجلال -سبحانه-، وقد دلّ النقل على هذه الصفة حيث أثبتها الربٌّ -سبحانه- لنفسه في كتابه، وأثبتها له رسوله ? في سنّته، وأجمع على ثبوتها المسلمون.

وقد وردت هذه الصفة في القرآن الكريم في مواطن عديدة، وكان ورودها فيه على نوعين: تارة معدّاة بـ ((على))، وتارة معدّاة بـ ((إلى)).

1 ـ أمّا النوع الأول: وهو مجيئها معدّاة بـ ((على)) فقد ورد في القرآن الكريم في سبعة مواضع، حيث تمدّح بها الرب -سبحانه-، وجعلها من صفات كماله وجلاله، وقرنها بما يبهر العقول من صفات الجلال والكمال، مما يدل على ثبوت هذه الصفة العظيمة لله ثبوت غيرها من الصفات.

قال الشيخ العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: ((اعلموا أنَّ هذه الصفة التي هي الاستواء صفةُ كمال وجلال تمدّح بها ربُّ السموات والأرض، والقرينة على أنّها صفة كمال وجلال أنَّ الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلاَّ مصحوبة بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله التي هي منها، وسنضرب مثلاً بذكر الآيات:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير