1 - أن الحديث في البخاري بلفظ (وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته) (4974) وبينهما من الفرق مابينهما.والراجح والله أعلم لفظ البخاري لأوجه أحدها: أنها لفظة البخاري.
2 - أن جملة البخاري موافقة للفظ القرآن قال الله سبحانه وتعالى في سورة الروم:
(وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) أي أن إعادة الخلق أهون من خلقهم أول مرة.ولفظة البخاري تشتمل على نفس المعنى لكن بطريقة نفي الهون عن أول الخلق
فلفظ القرآن ولفظ البخاري يحصلان معنى واحد وهو أن الإعادة أهون من إبداء الخلق
أما لفظ ابن حبان فيحصل نتيجة عكسية وهي أن أول الخلق أهون من الإعادة فاحتاج إلى التأويل إلى معنى (وإلى أي معنى: إلى العكس!!!!)
ففهم ابن حبان أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم من لفظة (أهون) (أصعب) و إنما تنكب لفظة أصعب لما فيها من النقص على من وجدت فيه
ثم قعد بعد ذلك قاعدة: فقال: ذكر الخبر الدال على أن كل صفة إذا وجدت في المخلوقين كان لهم بها النقص غير جائز إضافة مثلها إلى الباري جل وعل
أقول: ما قيمة هذه القاعدة إذا علم بنائها على ما تقدم
3 - أن طريقة ابن حبان هذه غريبة من جهتين:
1 - أسلوب شاذ حديثيا
2 - أسلوب غريب لغويا وإنما تعرف العرب استعمال الأضداد من باب التفاؤل ونحو ذلك
الوجه الرابع:
أما قول ابن حبان:
ذكر الخبر الدال على أن هذه الألفاظ من هذا النوع أطلقت بألفاظ التمثيل والتشبيه على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون الحكم على ظواهرها.
قال 269 أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن يوسف بنسا قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله جل وعلا للعبد يوم القيامة يا بن آدم مرضت فلم تعدني فيقول يا رب وكيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني ويقول يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني فيقول يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني فيقول يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول ألم تعلم أن عبدي فلانا استطعمك فلم تطعمه أما إنك لو أطعمته وجدت ذلك عندي)
فأكتفي بجواب شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:
قال في القواعد المثلى:
والجواب: أن السلف أخذوا بهذا الحديث ولم يصرفوه عن ظا هره بتحريف يتخبطون فيه بأ هوائهم وإنما فسروه بما فسره به المتكلم به.
فقوله تعالى: (مرضت .. وا ستطعمتك .. واستشفيتك) بينه الله تعالى بنفسه حيث قال: (أما علمت أن عبدي فلاناً مرض وأنه استطعمك عبدي فلان، واستسقاك عبدي فلان).
وهو صريح في أن المرا د به مرض عبد من عباد ا لله واستطعام عبد من عباد الله واستسقا ء عبد من عباد الله.
والذي فسره بذلك هو الله المتكلم به، وهو أعلم بمراده.
فإذا فسرنا المرض المضاف إلى الله والاستطعام المضاف إليه والاستسقاء المضاف إليه بمرض العبد واستطعامه واستسقا ئه: لم يكن في ذلك صرف للكلام عن ظاهره، لأن ذلك تفسير المتكلم به فهو كما لو تكلم بهذا المعنى إبتداء.
وإنما أضاف الله ذلك إلى نفسه أولاً للترغيب والحث. كقوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله) [البقرة: 245}
وهذا الحديث من أكبر الحجج الدامغة لأهل التأويل الذين يحرفون نصوص الصفات عن ظاهرها بلا دليل من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإنما يحرفونها بشبه باطلة هم فيها متناقضون مضطربون. إذ لو كان المراد خلاف ظاهرها كما يقولون لبينه الله تعالى ورسوله ولو كان ظاهرها ممتنعاً على الله – كما زعموا – لبينه الله ورسوله كما في هذا ا لحديث.
ولو كان ظاهرها اللائق بالله ممتنعا على الله لكان في الكتاب والسنة من وصف الله تعالى بما يمتنع عليه مالا يحصى إلا بكلفه وهذا من أكبر المحال. (القواعد المثلى 134)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[13 - 03 - 04, 05:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
1* جزاكم الله خيرا، الإخوة أبو هريرة المصري، أبو عبد الرحمن المدني، راجي رحمة ربه.
كلمني بالأمس أحد الإخوة وهو من أعضاء الملتقى أن هذا الموضوع ليس من الصواب طرحه، وقد يحمله البعض على غير محمله، فقلت له الأصل حسن الظن بالكاتب والقارىء، ولا أرى كبير حاجة إلى قول: إني لا أرمي إلى سوء، والمقام في هذا الملتقى المبارك مقام مدارسة وطلب علم كما يعلم الكثير من الإخوة، وإلا فكيف تزول الإشكالات عند الطالب المبتدي مثلي.
أسأل الله لي ولكم السداد في القول والعمل
2* ابن حبان رحمه الله هل عرف عنه موافقة للسلف في بعض المسائل؟
أخوكم ماهر