ـ[أبو عبدالرحمن الغريب]ــــــــ[08 - 03 - 05, 03:04 ص]ـ
الشيخ الفاضل
أبو عمر السمرقندي حفظه الله
فقد رأيت في المنام أني أعلق على موضوعكم حول جملة "حسنة الأيام" بهذا التعليق
شيخنا الفاضل قد يكون المقصود أحسن ما في هذه الأيام كقولنا أحسن ما في هذا الأمر أو من حسنات هذا الامر.
والعهدة على ما رأيته في المنام ولست أدري أنومي كان على طهارة فيكون التعليق صحيحا أم بعكسه؟ (ابتسامة)
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[11 - 12 - 08, 04:56 م]ـ
شيخنا السمرقندي، بارك الله فيك وأحسن اليك، ظني أن ما تفضل به الشيخ أبو خالد حفظه الله كلام سديد وفي محله، ويضاف اليه أن العرف اليوم بين المسلمين في استعمال هذه الكلمة ليس يعضد المعنى الشركي ولا يجعله هو الأقرب الى أذهان الناس بحال من الأحوال! بل المتبادر الى الذهن علاقة الظرفية كما تفضل، كأنك تقول هذه هي حسنة سائر الأيام، أو "من أحسن ما فيها" .. أما الفاعلية فهي وان كانت تجيزها لغة العرب من حيث الاحتمال المعنوي للاضافة الا أن حال المتكلم بها والقرائن المحيطة بالكلام اضافة الى عرف المعاصرين - لا المتقدمين - يدرأها عن الأذهان ويمنعها ..
وعليه فهي أيها الفاضل لا تقاس على ما تفضلتم بضرب المثل عليه من قولهم "أهلك الدهر فلانا" لأن المعنى هنا واضح أن الدهر هو الفاعل، بخلاف حالتنا هذه ..
ولذا فقول أخينا الفاضل راضي عبد المنعم: "وفي مسألتنا هذه: العرف السائد بين العامة صرف ذلك للزمان مباشرة دون نظرٍ إلى المعاني اللغوية السامية التي تفضلتَ بها مشكورً"
متعقب عليه بأن العرف السائد بين المسلمين في زماننا لا يحيل الأذهان الى المعنى الشركي الالحادي هذا، ومن ادعى ذلك فقد تكلف!
هذا وان كنت أرى أن اجتناب هذا ونحوه هو الأولى، ولكن هذا لا يجعله بالضرورة وفي كل الأحوال وفي أي سياق جاء فيه = حراما أو مكروها أو من "المناهي اللفظية" هكذا باطلاق .. والله أعلم.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[11 - 12 - 08, 09:39 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
قبل الخوض يحسن التنويه ببعض الأمور المتعلقة بالإضافة ..
فأقول:
الإضافة كما يعلم الأحبة تنقسم إلى قسمين:
1 - إضافة المعنوية
2 - إضافة لفظية
أما اللفظية فهي أن يكون المضاف صفة، والمضاف إليه معمولا لتلك الصفة، وهو على صور ثلاثة:
-إضافة اسم الفاعل (هذا ضارب زيد)
-إضافة اسم المفعول (هذا معمور الدار)
-إضافة الصفة المشبهة (هذا رجل جميل الوجه)
وأما المعنوية فهي أن لايكون المضاف صفة والمضاف إليه معمولا لها وتحته صور.
---
إذا تقرر مامضى:
فالإضافة في قولهم: (فلان حسنة الأيام) ليست إضافة لفظية، لأنه المضاف إليه ليس معمولا للمضاف ..
فتعين كون الإضافة إضافة معنوية ..
--
إذا علمت ذلك، فاعلم أن الإضافة المعنوية على أقسام ثلاثة:
أن تكون على معنى (في) أو (من) أو (لـ) ..
والإضافة السالفة في الجملة تحتملها جميعا ..
فيقال:
(فلان حسنة في الأيام)
(فلان حسنة للأيام)
(فلان حسنة من الأيام)
والاستعمالان الأولان لامحذور فيهما ..
أما الثالث فمحتمل ..
فإن لـ (من) عدة معان ..
والذي يتناسب أن تكون معنية به هاهنا معنيان:
1 - أن تكون مرادفة لـ: (في)، وهذا لامحذور فيه.
2 - الغاية. وهو المعنى الذي منع منه بعض الإخوة .. وإخاله يحتاج إلى مزيد تحقيق ..
---
وعلى ماسبق يعلم:
- أن احتمالات انتفاء المحذور من هذه الإضافة أوسع من تحققه
- أن جعل هذه اللفظة من قبيل الألفاظ الشركية تجوّزٌ لايسوغ إطلاقه فضلا عن أن يحمل كلام الإخوة أو المصنفين على أنه إضافة للحسنة لغير الله ..
وقول من قال أن المعنى المحذور هو المعنى المتبادر للناس ليس بلازم ..
ومما يحسن الرجوع إليه:
... فسألت شيخنا العلامة عبدالرحمن البراك عن حكم إطلاق أمثال هذه العبارات في حق بعض الناس.
فقال حفظه الله ما نصه: (لا شك أن فيها شبهاً بأقوال أهل الجاهلية في نسبة الحوادث إلى الدهر لكن إن كان مراد قائلها أن هذا المترجَم من نعم الله على عباده إذ أوجده ونسبة ذلك إلى الدهر من باب نسبته إلى الظرف الذي وجد فيه فلا بأس) انتهى كلامه حفظه الله.
وأظن أن معنى الظرفية هو الذي يتبادر للمرء أول وهلة ..
والله تعالى أعلم ..
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 10:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا" يا اخوان ... كنت قد طرحت هذا الموضوع قديما" ولم الق اجابه فالحمد لله على طرحه مرة ثانية للاستفادة.
فجزاكم الله خيرا" شيخنا ابو عمر. وجزا الله خيرا" كل من شارك.وصدق اخينا ابو عبد العزيز فان معنى الظرفية هو الذي يتبادر للمرء أول وهلة. والله اعلم