يقول الأستاذ عادل التل بعد أن عرض لمجموعة من أفكار جودت سعيد: ((يتابع جودت على هذه الأفكار: خالص جلبي وزوجته ليلى سعيد…)) (النزعة المادية في العالم الإسلامي، ص 83). (وانظر أيضاً ص 69 و ص99)
قلت: ولكي نفهم جودت سعيد لابد من قراءة كتبه ومقالاته التي ينشرها بين المسلمين، وكذا قراءة كتاب الأستاذ عادل التل (النزعة المادية في العالم الإسلامي: نقد كتابات جودت سعيد، محمد إقبال، محمد شحرور، على ضوء الكتاب والسنة) وقد قمت بهذا ولخصت كتاب الأستاذ التل مع بعض الزيادات في بحث بعنوان (انحرافات جودت سعيد) سأنشره قريباً –إن شاء الله-
وأوجزه في نقاط:
1 - يعد جودت سعيد أبرز دعاة مذهب (السّلم) ونبذ ما يسميه (بالعنف)، فهو يدعو إلى هذا بكل ما أوتي من استطاعة، وقد خصص له جلَّ كتبه ومقالاته، وعلى رأسها كتيبه الشهير (مذهب ابن آدم الأول).
2 - يرى أن هذا المذهب (مذهب السلم) هو الأنجح في حل قضايانا، وتحقيق أهدافنا، بخلاف غيره، ولو كان الجهاد!.
3 - يرى أن (الوحي) و (النبوة) قد انتهى دورهما!! وأن لنا أن نستبدل ذلك (بقراءة التاريخ والسنن الكونية)!، ولهذا نجده لا يُعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يجعله مرجعاً له. بل –والعياذ بالله- يرى أن الرجوع إلى الكتاب والسنة مما يزيدنا فرقة واختلافاً!!
4 - يتابع الفلاسفة (أهل التخييل) في أمور الغيب!
5 - يمجد الفلاسفة والكفرة ويُعظم أفكارهم؛ من أمثال سقراط وغاندي وماركس وكونت وغيرهم، لاسيما إذا كانوا يخدمون فكرته.
6 - يحرف المعاني الشرعية؛ كمعنى الشرك ومعنى العبادة…، بمعانٍ مخترعة من عنده.
7 - يطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
8 - يؤمن بفكرة (النشوء والارتقاء) البائدة!.
9 - يُحرف آيات القرآن الكريم بما يخدم أفكاره.
قلت: هذه بعض انحرافات جودت سعيد، ولتوثيقها ومعرفة المزيد عنه، مع تفنيد هذه الانحرافات، انظر: (انحرافات جودت سعيد).
التلميذ يتابع شيخه:
تابع خالص جلبي شيخه جودت سعيد في أفكاره السابقة كلها، وعلى رأسها (الدعوة لمذهب السلم) الذي استحوذ على معظم كتاباته –كما سيأتي- وفي ظني أن الذي دعاه لهذا أمران:
1 - قربه من جودت سعيد، فهو متزوج من أخته – كما سبق-، ومعلومٌ أن القرين بالمقارن يقتدي، وأن الصاحب ساحب، ولهذا نعلم حكمة (النهي عن مجالسة المبتدعة) الذين يلقون الشبه في ذهن المرء فيشككونه في أمر دينه، حتى يرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً. مهما ادعى المرء أنه ذو حصانة من هذا التأثر، أو أن مبدأ (النهي عن مجالسة المبتدعة) ينبئ عن عدم ثقة بما لدى الإنسان من حق .. الخ ما يردده (العصرانيون) في زماننا.
2 - أنه اتخذ مبدأ (العنف) و (العمل السري) في مطلع حياته، فلما لم يثمر هذا المبدأ سوى التعرض للسجن والتنكيل من قبل السلطة الحاكمة في بلاده، انقلب الرجل إلى الضد من ذلك، و (كفر) بما كان يؤمن به سابقاً من جدوى (العنف) و (العمل المسلح)، وأصبح لفعله الأول ردة فعل عليه بعد خروجه من السجن قادته إلى (تطرف) آخر على الجهة المقابلة، وهو الدعوة إلى (مذهب السِّلم) ونبذ كافة أنواع (العنف) ولو كان من ضمنها الجهاد المشروع!
بل قاده ذلك إلى تقبل (الآخر) والدفاع عن معتقداته وحريته في نشر تلكم المعتقدات مهما كانت! بدعوى (الحرية) و (الحوار) و (قبول وجهات النظر) و (الآراء المختلفة) … الخ ما يدندن حوله عصرانيو اليوم.
يقول خالص في مقدمة كتابه (سيكولوجية العنف واستراتيجية الحل السلمي) –الذي خصصه للدعوة إلى مذهب السلم-: ((منذ ظروف المعتقل في عام 1974م ما زال هذا البحث ينمو عندي ويترسخ)) (ص 24).
ويقول –أيضاً-: ((ثم سجلت خطة العمل المستقبلية في كتابي (ظاهرة المحنة) مؤكداً على ضرورة تطهير ساحة العمل من (العنف) و (التنظيمات السرية) (المرجع السابق، ص 25).
¥