http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=9565&search= خالص%20جلبي& page=leader&article=280971&state=true#280971
- وأما ما يتعلَّق بما أورده الشيخ في بعض النقاط، فيؤيدها أيضاً قول الجلبي:
وأعترف أن هذا الموضوع حيرني منذ أكثر من ثلاثين سنة حتى شرح الله صدري للسلام، فأكتشف أن كلا من العنف واللاعنف يشكلان جغرافية مختلفة في كوكب ذي إحداثيات من نوع جديد.
في عام 1964م طرح (جودت سعيد) كتاباً في الأسواق بعنوان (مذهب ابن آدم الأول)، وتقوم فلسفة الكتاب على (التخلص من القوة ومن طرف واحد) كما فعل ابن آدم الأول، مما أثار استهجان الجهاديين والعنفيين من كل الفرقاء، شيوعيين وإسلاميين.
كتب هذا برؤية تنبؤية مدهشة قبل أن ينفجر العنف في العالم على الشكل الذي نراه، ويدخل الخوف على الناس جميعاً، وتضيق الأرض بما رحبت، ويفتش الناس في المطارات مثل اللصوص.
ومن الغريب في الكتاب الذي طرحه (جودت سعيد) منذ ذلك الوقت المبكر، أنه أتى بآيات من القرآن وأحاديث نبوية تصب في هذا الاتجاه، ولكن الثقافة تصاب بالعمى، ويمكن أن تعطل أعظم النصوص ولو كانت آيات من القرآن الكريم، ليس بالإلغاء (الخطي) ولكن بـ (التعطيل الوظيفي)، فيخسر الواقع حقيقة، ويحافظ النص على حروف ميتة. وهذه الظاهرة معروفة في علم النفس تحت فكرة (الوعي الانتقائي) ; وحين يزور طبيب بلدة يلفت نظره عيادات الأطباء والمشافي، أكثر من مؤسسات عملاقة لا علاقة لها بتخصصه، فيمر عليها وكأنه لا يراها، ودماغنا مركب على هذا النحو.
في سورة المائدة، وهي من آخر ما نزل من القرآن قصة أول صراع نشب بين ولدي آدم، فقام القرآن يفكك ظاهرة النزاعات الإنسانية: أسبابها وكيف تتطور وإلى أين تنتهي وكيف تحل النزاعات. ومن الغريب أن القرآن الذي تحدث عن (القتال) في آيات شتى ذكر في هذه القصة أسلوبا من المواجهة لا يقوم على القتل، بل الاستعداد للموت دون مباشرة القتل، (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)، وهو أسلوب يظهر كأنه ضد الطبيعة الإنسانية؟
وكل الفرقاء اليوم، بمن فيهم المسلمون ومجلس الأمن الذي يشكل عقبة في نمو العالم اليوم، يؤمنون بالقتل حلاً للمشاكل فيدعون لقتل الحاكم الظالم وأن (الدفاع عن النفس) مبرر ومشروع، ولكن الآيات الست من سورة المائدة تنص على شيء مختلف، فمن المدافع ومن المهاجم؟ وهي النهاية التي انتهى إليها الحديث فاعتبر «أن القاتل والمقتول في النار (لأنهما ينطلقان من نفس القاعدة النفسية) إنه كان حريصاً على قتل صاحبه».
وهذه المسألة (الوجودية) أقلقت الملائكة منذ بداية الخلق الإلهي، فحين أعلن الرب عن المشروع الجديد في خلق (كائن) سيكون خليفة الله، سألت: أتجعل فيها من يفسد فيها و (يسفك الدماء) ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ وهذا (الظن) الملائكي عن حقيقة الإنسان، الذي برهن نفسه في حادثة نسف (الحريري) في بيروت في فبراير 2005 م يصيب الإنسان بالإحباط ورؤية الوجود خالياً من المعنى، ولكن الجواب الإلهي عن معنى وجود الإنسان جاء مختلفاً فقال الله: (إني أعلم ما لا تعلمون). فهذا الجدل بين (ظن) الملائكة و (علم) الله هو الذي يملك سر التاريخ.
والآيات التي تنص على (عدم الدفاع عن النفس) موضوع يستحق الوقوف أمامه من زاوية علم النفس، وكل المصائب جاءت من فكرة (الدفاع عن النفس)، فكل فريق ينطلق من هذا المبدأ، فيختلط من هاجم ومن دافع ...
- من: http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=9580&search= خالص%20جلبي& page=leader&article=283768&state=true#283768
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 09:53 ص]ـ
المرأة قادمة .. انتظروها!
خالص جلبي
¥