ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 08:48 م]ـ
الاخ الحبيب: أبو بكر نفع الله بعلمه.
انتظرت مشايخنا لننتفع بردهم، ولكني اتقدم بين يديهم بما عندي عل الله ان ينفع به، وحتى نستفيد من استدركاتهم.
فيما يتعلق بمسألة الكرامة من حيث الاصل فلا شك ان من مذهب أهل السنة المقرر عندهم الايمان بالكرامات.
و وافقهم جملة من أهل الفرق ومنهم الاشاعرة.
وخالف في ذلك المعتزلة وبعض الاشاعرة. وينسب الى ابن حزم هذا المذهب.
و حتى يتبين ألامر فأن أصل الخلاف مرجعه الى معجزات الانبياء أو (آيات الانبياء) كما فضل هذا المصطلح ابن تيمية لموافقته للاصطلاح القرآني.
فأن المنكرين لكرامات الاولياء أعجزهم التفريق بين المعجزات والكرامات والخوارق.
(و المعجزات للانبياء و الكرامات للاولياء و الخوارق للسحرة والشياطين وامثالهم).
فاضطروا الى انكار الكرامات بالكلية حتى يفرق بين المعجزة وغيرها.
أما مذهب أهل السنة والجماعة ومن وافقهم فهو الايمان بها لكن بقيود أختلفوا فيها:
فاتفقوا على ان الكرامة لا تكون الا للصالحين وتبعة الانبياء وأختلفوا فيما عدا ذلك:
قال السفاريني:
وكل خارق أتي عن صالح ... من تابع لشرعنا وناصح.
فأنها من الكرامات التى ... بها نقول فاقف الادلة ِ
و كرامات الاولياء هي في الحقيقة من آيات الانبياء لانهم بالاتباع لطريقتهم حصلت لهم هذه الكرامات.
فيظهر ان الفرق بين هذه الاقسام او هذه (الخوارق) لان المعجزة والكرامة والخوارق، تجتمع في انها مخالفة للعادة على وجه لايستطاع بدونها.
فيظهر ان من اهم الفروق بين هذه الاقسام الثلاث: هو باعتبار الصادر عنه هذا الخارق.
فأن كان من نبي عرف بعلاماته فهي معجزة، وان كان من ولي صالح كان كرامة، وان كان من مخرق كان (شعوذة وسحرا وتخرق).
أما كون الكرامة قد تكون من جنس معرفة المغيبات فهذا صحيح وهل في المغيبات ما يكون للانبياء دون الاولياء فصحيح أيضا.
وبيان ذلك أن الكرامات نتقسم قسمين:
الاول: في جنس العلم.
الثاني: في جنس القدرة.
وقد ذكر هذا شيخ الاسلام كما في آخر الواسطية كما هو معلوم وكما نص عليه في النبوات والفرقان والفتاوى وغيرها.
وكأن شيخ الاسلام رحمه الله يقول ان الكرامات قد تشابه المعجزات لانها من جنسها بخلاف الخوارق.
لكن القدرات منها ما هو خاص بالانبياء فلا يستطيعه بشر ولي كان او غيره.
وكذلك العلوم. فالقدرات كما حصل لعيسى من ولادته من غير اب وكاحياء الموتى فهذا لايقدر عليه ولي ولا مخرق.
وكذلك العلوم كالاخبار عن المغيبات:
فالاخبار عن بعض المغيبات قد يستطيعه بعض البشر والجن كما أخبرنا بذلك رسول الله.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (والجن غايتها أن تخبر ببعض الامور المستقبلية كالذي يسترقه الجن من السماء ... فهو من جنس المعتاد للناس ........... وأما ما يخبر به الؤسل من الامور البعيدة الكبيرة مفصلا مثل إخباره: انكم تقاتلون الترك ضغار الاعين .... والنار التى تخرج من الحجاز .... الخ كلامه يرحمه الله).
وأيضا ما يحصل من المنام من رؤى لبعض الصالحين لما قد يحدث في المستقبل القريب فهو من جنس الكرامة وهو جزء من النبوة ومن الغيب.
وكما تقدم فان الكرمات بالجملة داخلة تحت جنس المعجزات لانها منها.
بخلاف الخوارق والكهانات وأشباهها.
وأما مسألة هل يخص العام بالوقوع فهذا هو مذهب جمهرة أهل العلم فأن الحس يخصص العام كما هو معلوم في موضعه من أصول الفقه.
وللحديث بقية ان يسر الله تعالى.
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 10:05 م]ـ
بحث هام
وأتمنى أن يضاف إليه بحث: العلاقة بين الكرامة والدعاء المستجاب، فهل تقع الكرامة بسبب الدعاء –كما في قصة أصحاب الغار_ أم ليس الدعاء شرطاً فيها –كما في قصة جريج عندما سأل الغلام الرضيع عن أبيه فتكلم الرضيع
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 06 - 04, 04:20 ص]ـ
شيخنا الكريم الشيخ أبا عمر زياد بن منيف العضيلة حفظه الله تعالى.
جزاكم الله تعالى خيرا على اهتمامكم بهذا الموضوع
وأسأل الله أن تجده في صحيفتك.
1ـ إن أمكن توثيق مذهب ابن حزم رحمه الله في هذه المسألة أو بيان من نسبه إليه حيثُ لم أقف بعدُ على قول له فيها.
2ـ قولكم إن الفرق هو باعتبار الصادر عنه هذا الخارق جيد (لكن يبقى ضبط ما هو جائز وما هو ممتنع شرعا على الولي).
3ـ قلتم حفظكم الله:
(فالإخبار عن بعض المغيبات قد يستطيعه بعض البشر والجن كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم)
ما هو الخبر الذي اعتمدتم عليه بارك الله بكم
4ـ سؤال له ارتباط بما تقدم
من تحدث معه الكرامة (يخبر بشيء من الغيب مثلا) كيف يكون اعتقاده بما أخبر به وقت إخباره؛ يظن وقوعه أم يعلم وقوعه.
5ـ أما التخصيص بالوقوع (الحس) فأعتذر على تقصيري وما هو إلا ذهول وإلا فقد درسته وحفظته وهو كما ذكرتم شيخنا الكريم بلا ريب، فإبطاله محض تكلف ومكابرة، لا بل سفسطة وجنون، إذ من أنكر المحسوسات التي يراها فأي عقل لديه.
6ـ المعجزات تكون للأنبياء عليهم الصلاة والسلام تثبيتا لدعوتهم مما يحدث علما عند المخاطبين بأنهم أنبياء، ولا يحدث العلم عند المخاطبين إلا برؤية الخارق على أيديهم عليهم الصلاة والسلام مع اعتقاد امتناعه عن غيرهم حتى يكون ذلك خصوصية لهم تثبت بها نبوتهم عند من جحدها.
فإن جوزنا اشتراك النبي والولي ـ كما هي القاعدة المشهور ـ بالأمر الخارق فأي خصوصية تبقى لتثبيت نبوة النبي، الذي أراه الآن أن هذا يفتح باب شر ومفسدة عظيمة على الأمة ألا وهي ادعاء النبوة أو تقديس الأولياء لاشتراكهم مع الأنبياء في الخوارق بلا تخصيص وقد كثر في هذا الزمان غلو البعض بالأولياء حتى ادعوا لهم ما تقشعر الأبدان من سماعه، لذا فالصواب أن يقال: إن بين النبي والولي ـ من حيث حصول الخارق على يده ـ عموم وخصوص مطلق وبهذا ينفرد الأنبياء عن الأولياء بخوارق، لكن ما هو تفصيل ما ينفردون به ويمتنع عن غيرهم عليهم الصلاة والسلام هذا ما لا أعلمه.
وبانتظار فوائدكم شيخنا الكريم
لا حرمنا الله إياها
¥