تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكروها .. فهم حدثاء عهد بإسلام فيحتاجون إلى التأليف .. وخافوا من سفهاء

قومهم .. وأرادوا تأليف قومهم وعدم ترويعهم حتى يدخلوا الإسلام .. ومع ذلك كله

فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أن المصلحة في دك حصون الشرك وقلع

قواعده وهدم صروحه، ولم يلتفت إلى تلك المصالح الموهومة مطلقاً.

قال ابن القيم - رحمه الله - في فوائد قصة ثقيف هذه: «ومنها: أنه لا

يجوز إبقاء مواضع الشرك والطواغيت بعد القدرة على هدمها وإبطالها يوماً واحداً

فإنها من شعائر الكفر والشرك، وهي أعظم المنكرات فلا يجوز الإقرار عليها مع

القدرة البتة» [27] ويقول أيضاً: «ومنها: هدم مواضع الشرك التي تتخذ بيوتاً

للطواغيت وهدمها أحب إلى الله ورسوله وأنفع للإسلام والمسلمين من هدم الحانات

والمواخير، وهذا حال المشاهد المبنية على القبور التي تعبد من دون الله ويُشرك

بأربابها مع الله لا يحل إبقاؤها في الإسلام ويجب هدمها، ولا يصح وقفها ولا

الوقف عليها» [28].

وهناك نماذج عديدة لإزالة المنكر الظاهر على مر العصور من قبل الأنبياء

عليهم السلام وغيرهم، كخلفاء المسلمين.

فقد كسر إبراهيم - عليه السلام - أصنام قومه، يقول الله تعالى:] وَتَاللَّهِ

لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ [(الأنبياء: 57)،] فَرَاغَ إِلَى

آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ [

(الصافات: 91 - 93)، وأحرق موسى - عليه السلام - العجل الذي عُبد من

دون الله. يقول الله - تعالى -:] وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ

ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسْفاً [(طه: 97)، وكسر النبي صلى الله عليه وسلم

الأصنام لما فتح مكة [29]، وهدم عليه الصلاة والسلام مسجد الضرار بالمدينة،

وحرق بعض الخلفاء أمكنة الخمر، وأتلفوا المغشوش مما يباع في أسواق

المسلمين، وقطع عُمَرُ - رضي الله عنه - الشجرة التي بويع النبي صلى الله

عليه وسلم تحتها.

إلى غير ذلك من الأمثلة الأخرى، وما أجمل ما قاله محمد إقبال:

كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا

لو كان غير المسلمين لحازها كنزاً وصاغ منها الحلي والدينارا

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1) تفسير ابن كثير (3/ 342).

(2) من ذلك تحقيق المواقع التي نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق الذي سلكه في هجرته من مكة إلى المدينة المنورة، ووضع شواخص تدل عليها كمثل خيمتين أدنى ما تكونان إلى خيمتي أم معبد، مع ما يلائم بقية المواقع من ذلك وتسهيل الصعود إلى أماكن تواجده (بدأ بغار حراء ثم ثور، والكراع حيث تعقبه سراقة بن مالك).

(3) مجموع فتاوى ومقالات متفرقة (3/ 334).

(4) تفسير الطبري 29/ 98، 99.

(5) مجموع فتاوى ومقالات (7/ 425).

(6) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (1/ 401).

(7) انظر: في هذا المبحث: التبرك أنواعه وأحكامه، د ناصر الجديع، ص 490 - 492 بتصرف.

(8) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب: ليبلغ العلم الشاهد الغائب، رقم 110، ومسلم، المقدمة، رقم 3.

(9) انظر: تاريخ مكة للأزرقي (2/ 198) وتلحظ أن كل الأماكن التي يذكرها يقول فيها: يقال

كذا!!.

(10) انظر: دراسات في آثار المملكة العربية السعودية (1/ 101) تأليف د محمد أحمد بدين

وعبدالرحمن بكر كباوى.

(11) المرجع السابق (1/ 92).

(12) المرجع السابق (1/ 95).

(13) أخرجه: أبو داود (4031) وقال شيخ الإسلام في الاقتضاء: إسناده جيد.

(14) حيث استدل الدكتور فاروق أخضر في مقاله المنشور في جريدة الجزيرة بعددها رقم 3354 في تطوير الأماكن الأثرية بأن «السياحة الدينية في المسيحية في الفاتيكان تعتبر أحد الدخول الرئيسية للاقتصاد الإيطالي، وأن إسرائيل قد قامت ببيع زجاجات فارغة على اليهود في أمريكا على اعتبار أن هذه الزجاجات مليئة بهواء القدس!!».

(15) مجموع فتاوى ومقالات (3/ 338).

(16) الاقتضاء 2/ 740.

(17) أخرجه الدارمي، رقم 99، من قول حسان بن عطية.

(18) الاعتصام للشاطبي 1/ 114.

(19) الاقتضاء 2/ 611، وانظر: 2/ 741.

(20) الاقتضاء 2/ 793.

(21) فتح الباري 1/ 141.

(22) أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: خيركم من تعلم القرآن، رقم 5027.

(23) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب: ليبلغ العلم الشاهد الغائب، رقم 104.

(24) انظر: مجموع الفتاوى (27/ 106 111).

(25) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب: كون النهي عن المنكر من الإيمان، رقم 49.

(26) انظر: الطبقات لابن سعد (5/ 505)، تاريخ الطبري (2/ 180).

(27) زاد المعاد (3/ 506).

(28) المرجع السابق (3/ 601).

(29) الحديث في الصحيحين.

http://www.albayan-magazine.com/hajj/trbou9.htm

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير