وهذا رابط مفيد إن شاء الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4429&highlight=%CF%DA%C7%C1+%C7%E1%D5%DD%C9
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 11:41 م]ـ
أخي الشيخ المقريء .... أثابكم الله على الإفادة.
وكلام الشيخ محمد المذكور متوجِّه، وهو يكاد يقيد كلام الإمام الكبير ابن تيمية ـ رحمهما الله ـ بقيد ثقيل.
فقول القائل: (يا نصرَ الله): هو من توسع العرب في كلامهم، ومرادهم بلا ريب: استنزال النصر من الله.
فكذا من قال: يا رحمة الله، أو يا قدرة الله، .... الخ، لا يفهم العربي منه دعاء الرحمة ذاتها.
وكذا أهل البادية في نجد حين يقولون: يا وجه الله.
فالقول بأن اللفظة شركية فيه نظرٌ من هذا الوجه، أي من جهة التنزيل والتطبيق، والأصل أن الناس يدعون الله بمثل هذه العبارات، ويتوجهون إلى الصفة، وهم يريدون الموصوف، فلا يحتاج إلى أن نستفهم مقصودهم.
نعم لو فُرض بأن أحداً دعا الصفة قاصداً ذاتها، دون من قامت به، لتوجَّه كلام الشيخ ـ رحمه الله ـ.
ومما يؤيد التوسعة في هذه الألفاظ ما جاء في لسان العرب ج15/ص334
قال: " وروي عن شداد بن أوس أنه قال: يا نعايا العرب، وروي عن الأصمعي وغيره إنما هو في الإعراب يا نعاء العرب، تأويله: يا هذا انعِ العرب، يأمر بنعيهم، كأنه يقول: قد ذهبت العرب. .... إلى أن قال:
فقوله: يا نعاء العرب، مع حرف النداء تقديره: يا هذا انعِ العرب، أو يا هؤلاء انعوا العرب بموت فلان، كقوله: ((ألا يا اسجدوا))، أي يا هؤلاء اسجدوا، فيمن قرأ بتخفيف ألا " اهـ مختصراً.
والحاصل أنه يفرَّق بين التنظيروالتنزيل، وإنما ذكرتُ هذا الكلام لأن بعض الإخوة لا يفرق بين مجال التنظير التقرير، ومجال التطبيق والتنزيل، فيأخذون أقوال العلماء وينزلونها تنزيلاً تلقائياً (أتوماتيكياً)، مع إغفال السياقات والقرائن ... ويطلقون الأسماء والأحكام الشرعية في غير مساقها ...
هذا ما بدا لي، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 07 - 04, 11:45 م]ـ
بارك الله في الشيخ أبي عبد الله النجدي على مشاركاته النافعة في إثارة ما يستشكل من المسائل العلمية ..
و جزى الله خيرا جميع من تقدم في التعقيب و الإفادة - خاصة ما تفضل به فضيلة الشيخ أبو خالد -
وبخصوص هذا الأثر، فلا يزال في سمعي و ألهج به مذ قرأت السير للذهبي، و هو فيه 2/ 106.
و تخريجه فما أفهم - و الله أعلم - يكون على وجهين:
الأول: أن أبا سفيان تصور في نفسه صورة النصر، و هو يقبل من بعيد، فناده مناداة الحاضر الذي يسمع: يا نصر الله اقترب ...
و هذه الصورة لها في كلام العرب نظائر ...
و قد ذكر أهل العلم في تفسير قول العبد في التشهد (السلام عليك أيها النبي ... ) نحوا من هذا.
و معلوم أن الله وعد المؤمنين بالنصر على أعدائهم من الكفار، فهم يتصورون ذلك الوعد و ينادونه بالاقتراب و النزول، طلبا من الله لتحققه واقعا، مع كون المدعو حقيقة - و هو الله - محذوف في الجملة.
و الثاني: أن يكون هذا كرامةً حصلت لابي سفيان رضي الله عنه، حيث أُلهِم بأنَّ النصر قريبٌ، فناداه مناداة من يراه، كما في قصة عمر مع سارية (يا سارية الجبل .. ).، و الأخير تخريج فقط لما حصل لأبي سفيان.
و هذا بناء على أن (نصر الله) من إضافة المخلوق إلى خالقه، فالإضافة لله على نوعين:
إضافة الصفة إلى الموصوف، مثل كلام الله و سمع الله و أمثالهام.
و الثاني: إضافة المخلوق إلى خالقه، كبيت الله و رسول الله و عبد الله و ناقة الله.
و رحمة الله و نصر الله قد يراد بها الرحمة المخلوقة و النصر المخلوق، الذي يخلقها و يخلقه الله تبارك و تعالى.
و قد يراد بها الصفة المتصف بها ربنا، القائمة بذاته تعالى و تقدس.
......
و بخصوص النداء و الدعاء فلا شك في أنهما ليسا مترادفين، فبينهما اختلاف و فروق دقيقة، و قد جمع الله بينهما في كتابه في قوله: (و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء).
على أن هناك من سوى بينهما، فقال النادء و الدعاء بمعنى واحد.
و لقد أحسن أبوعبد الله حين قال: (الفرق بين [النداء والدعاء] في هذا الموضع بالذات،،،)
فقيده بقوله: (في هذا الموضع بالذات).
هذا ما لزم ذكره الآن.
........
تعقيبا على ما ذكره الشيخ أبو خالد في مشاركة الفرق بين الاستعاذة بالصفة و استعاذه الصفة،الرقم 10، فأقول: فما قاله حفظه الله صحيح، و قد شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض كتبه و لعله كتاب الرد على البكري.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 07 - 04, 11:52 م]ـ
الأخ أبا عبد الله وفقكم الله
لم أر تعقيبكم إلا بعد كتابتي لما كتبت ...
و ما ذكرتموه صحيح، ومثله يجري على ألسنة الناس ..
و في باب النادء من كتب النحو و المعاني تخريج لبعض ما أثر عن العرب و بعض ما جاء في القرآن، و يراجع مغني اللبيب و جواهر الأدب و رصف المباني ففيها تفصيل لما أثر عن العرب من أنواع الاستعمالات لحرف النادء (يا).
و الله الموفق.
¥