جزاكم الله خيرًا على هذا التوضيح وخاصة تلك الإشارة العابرة إلى وجود صلات بين المنهج الأشعرى والأصول الشافعة وهى الأجدر بالاهتمام وإنى لأتساءل دائما هل ثم علاقة بين المذاهب الفقهية والمذاهب الكلامية أم أن الأمر لا يعدو كونه علاقات جغرافية وتاريخية وعوامل سياسية ربما توصلت إلى شىء وأعتقد أن ذلك سيكون اكتشافًا مهمًا للغاية.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 08 - 04, 06:06 م]ـ
شيخنا الحبيب
(أما صاحب الجوهرة المضية فقد ترجم له في بضعة أسطر!
أما اللكنوي فمع تأخره فلم يذكر له غير شيخ وثلاثة تلاميذ، وكل هذا يدل على عدم ائتمام الأحناف به في الاعتقاد مع تعظيمهم وتبجيلهم له مؤخراً.
)
ليس في هذا دليل على ما ذكرتم وفقكم الله
بيان ذلك ان اللكنوي وهو متأخر وهو في عصر الدولة العثمانية (بل في اواخر عصر الدولة العثمانية) اختصر ترجمة الماتريدي تبعا لغيره
واللكنوي درس مذهب الماتريدي على انه مذهب امام الهدى وجل الحنفية في عصره (في الهند وفي بلاد ما وراء النهر على مذهب الماتريدي
فاختصار الترجمة ليس فيه دلالة على ماذكرتم - وفقكم الله - والله أعلم
جل الحنفية في عصر ابن تيمية وابن خلدون وابن حجر من الماتريدية
فالعيني وابن قطلوبغا وابن الهمام والنسفي كلهم على عقيدة الماتريدي
ولابن تيمية رسالة في بيان عقيدة الماتريدي
الدولة العثمانية ما فرضت المذهب الماتريدي على الحنفية وسبب انتشار المذهب الماتريدي في عصر الودلة العثمانية انه جاء متزامنا مع انتشار المذهب الحنفي
فالحنفية قبل الدولة العثمانية كانوا ماتريدية
وابن الهمام لما صنف تصنيفه على مذهب الماتريدي فهو يصنف على مذهب يعتقده جل الحنفية
وكذا النسفي وكذا غيره فابن الهمام وهو احد ائمة الحنفية في زمانه لا يصنف كتابا على عقيدة لايراها اغلب الحنفية في عصره
ولايأتي بمذهب ماعرفوه او لم يعرفه منهم الا قلة
بيان ذلك انه لو راينا حال الحنفية (بعد استقرار المذاهب الكلامية) هل كانوا على مذهب الاشعرية
مثلا بالطبع لا والاشاعرة في الحنفية يمكن عدهم نظرا لقلتهم
هل كانوا على مذهب الكرامية؟
هل كانوا على مذهب المعتزلة؟
هل كانوا على مذهب اصحاب الحديث؟
... نعم في الحنفية من تبع بعض هذه المذاهب ولكن ماذا عن عقيدة السواد الأعظم منهم
الجواب عقيدة الماتريدي وهذا واضح وشهرة رجالات في المذهب الماتريدي ما كانت شهرة افراد من الحنفية اعتقدوا مذهب الماتريدي بل انه يمثل عقيدة غالب الحنفية في عصرهم
مثال ابن الهمام يمثل غالب الحنفية في عصره
(وإن كنا لاننكر أن من الأحناف قبلها كانوا أبرز رجالات تلك الطائفة) بل هم يمثلون عقيدة جل من يتبعهم من الحنفية
اما كتاب الشيخ اللهيبي وفقه الله فقد قرأته وان كان كتاب الشمس الافغاني انفع لكونه بهم اعرف
واما كتاب) ( The Spread of Maturidism and the Turks)
فسأبحث عنه
وجزاكم الله خيرا
والمسألة تحتاج مزيد بحث
والله أعلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 08 - 04, 07:07 م]ـ
شيخنا الفاضل ابن وهب أقدر كلامكم وهو وجيه في مجمله ومثلي لايحكم على قولكم ولكنه مقياس فهمي.
الأخ الحبيب الدرعمي .. في تقدير كثير من الباحثين أن الأمر مرده بالدرجة الأولى إلى العلاقات جغرافية وتاريخية وعوامل سياسية.
ولذلك تجد حنفية ماوراء النهر في مبتدء أمرهم ماتريدية ومعاصريهم من الأحناف ومقاربيهم ليسوا كذلك، وتلحظ أمراً آخراً وهو التشابه بين الماتريدية والأشعرية في كثير من المسائل، وقد حير هذا التشابه جملة من الباحثين فالماتريدي والأشعري لم يكن هناك ما يجمعهم ولم تحصل بينهم لقيا أبداً وذهب الباحثون في تفسير ذلك التقارب مذاهب شتى، وأعجبني التوجيه الذي ذكره الأستاذ أحمد الحربي في كتابه الماتريدية بعد أن ساق بعض الأقاويل وردها، وخلاصة رؤيته أن الأمر راجع لتولد كل من الأشعرية والماتريدية أو تأثرهما الكبير بالكلابية والتي كان لها وجود جغرافي في بقاع الأشعري والماتريدي.
وكذلك ربط قوة الأشعرية وانتشارها بالدول التي دعمتها كالأيوبية والغزنوية ودولة السلاجقة ودولة الموحدين، وكذلك الاعتزال وهذا ظاهر لمن تأمل حال اشتداد عود الاعتزال وانتشاره في عقود من دعمه من العباسيين.
والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 08 - 04, 05:18 ص]ـ
قال ابن خلدون (بعد ان ذكر معتقد الحنابلة):
:
(و نافرهم أهل السنة من المتكلمين الأشعرية و الحنفية. و رفضوا عقائدهم في ذلك) انتهى