تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولذا فأن هذا الكاتب والكتاب لايحسب على المنطقيين (نقول هذا حتى لايأتي بعض من لاينصف فيستغل ضعف الكتاب والكاتب) ويمثل بهذا الكتاب على جهل المناطقة في العقيدة والمنطق نفسه.

وهذا الكتاب مشحون من الجلدة الى الجلدة بالاخطاء في التركيب و المعنى.

وهي والله كثيرة جدا ولايكفيها مجلد او أثنين.

وهي على أنواع:

منها أخطاء في الفهم.

ومنها أخطاء في النقل.

ومنها أخطاء في التصوير.

ومنها أخطاء في الرد والنقض.

ومنها أخطاء أدبية أخلاقية في أتهامه في نيات الناس ودواخلهم.

وسوف أركز في هذا الرد على كلامه على شيخ الاسلام وردا على تجنيه عليه، حيث تكلم عليه في موضعين، أما الموضع ألاول فلا حاجة للرد عليه فيه لظهور خطله فيه، وهي مجرد اتهامات سوقية للرجل في دينه.

وهذا الرجل يحاول ان يطبق ما تعلمه من المنطق على أقوال الناس فأتي بطوام أضحك بها الصغير والكبير.

وأضرب هنا مثلا عابرا قبل أن أشرع في الرد عليه في نقضه على شيخ الاسلام رحمه الله تعالى:

هذا المثل هو ما أتي به حول كلام ديكارت وأنقل لكم كلامه كاملا (وهو يحاول ان يحكم المنطق على كلام ديكارت):

(وكما قلنا فقد أراد إثبات وجوده من هذه العبارة، والمقدمة التي أوردها لذلك هي قوله أنا أفكر. والنتيجة كانت قوله:"إذن أنا موجود". فجعل وجود تفكيره هو علةً لإثبات وجوده. والحقيقة أنه توجد مقدمة خفية لم تذكر في كلامه هذا، وهي "أن كل ما يفكر، لا بد أن يكون موجودا"، فإن البرهان لا يكون منتجا إلا بهذه المقدمة المخفية.

لكننا عند النظر الصحيح في هذه العبارة وفي طريقة الاستدلال التي أحبها متبعو هذا الفيلسوف، فإننا نجد أن دليله هذا عبارة عن مصادرة على المطلوب. ومعنى هذا أنه اعتمد في الوصول إلى النتيجة، على نفس النتيجة، أو على أمر لا يسلم بوجوده إلا بالتسليم بوجود النتيجة. وبيان ذلك:

أنه جعل ثبوت التفكير لذاته دليلا على ثبوت ذاته، وأنت تعرف أن التفكير عارض على الذات، ونسبة عارض إلى الذات، لا يمكن أن يصح إلا بعد التسليم بأن الذات نفسها موجودة. فيصبح الحاصل في النهاية كأنه قال: التفكير ثابت لذاتي الموجودة، وثبوت التفكير لذاتي الموجودة، دليل على وجود ذاتي. ومن الواضح أن هذا عبارة عن كلام لا محصل تحته.

هذا هو التحليل السريع الذي أردنا أن نبينه.

وأما القواعد المنطقية التي اعتمدناها للوصول إلى هذه النتائج ونقد كلام هذا الفيلسوف المشهور، فهي ما يلي:

قال الإمام السعد التفتازاني في كتابه التهذيب في علم المنطق "ولا بد في الموجبة من وجود الموضوع، إما محققا وهي الخارجية، أو مقدرا فالحقيقية، أو ذهنا فالذهني.")).أنتهى كلام هذا المتعالم!!!

وبعد ذلك نشتكى من الضعف العلمي في العالم الاسلامي؟

يا ايها الاخوان هذا رجل نقال وصاحب حشو، فهذا الكلام ينقل أكثره بالحرف ثم يضيف بعض الاضافات والمصيبة هي في هذه الزيادات!!

وأنا أقول ديكارت في وادي و الكاتب في واد آخر، وهو في هذا انما تابع غيره كالصدر ولم يعلم هذا المتعالم أن الصدر أيضا قد تابع غيره في هذا وقد سبقه أمثال: أورنولد arnauld .

ومن سلك دربه في تصوير هذا القول لانه لم يطلع على كلام ديكارت ولو أطلع عليه فهو أقل من أن يفهمه.

أسمعوا يا أخوة ماذا يقول ديكارت يقول ديكارت (وأنا أشك أن هذا الرجل طالع كلامه) في مقاله في المنهج - وهو أشهر كتبه -:

(اعتبرت باطلاً كل استدلال كنت احسبه من قبل برهاناً صادقاً. وأخيراً، لما لاحظت ان جميع الأفكار، التي تعرض لنا في اليقظة، قد تتردد علينا في النوم، من دون ان يكون واحد منها صحيحاً، عزمت على ان أتظاهر بأن جميع الأمور التي دخلت عقلي لم تكن اصدق من ضلالات أحلامي. ولكني سرعان ما لاحظت، وأنا أحاول على هذا المنوال ان اعتقد بطلان كل شيء، انه يلزمني ضرورةً، أنا صاحب هذا الاعتقاد، أن أكون شيئاً من الأشياء. ولما رأيت ان هذه الحقيقة: "أنا أفكر، إذن أنا موجود"، هي من الرسوخ بحيث لا تزعزعها فروض الريبيين، مهما يكن فيها من شطط، حكمت بأنني أستطيع مطمئناً ان اتخذها مبدأ أولاً للفلسفة التي كنت أبحث عنها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير