تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ لبيان عدم عصمة الإنسان من الغلط، ولو بلغ من العلم ما بالغ، فلا يجب من المتابعة للعالم إلا ما وافق فيه الحق، والحذر الحذر من هفوة العالم، ولله در من قال: (اتق زيغة الحكيم)، فإن فيها من الفتنة شيئا عظيما لصنفين من الناس: صنف يستدل بها على بدعته وينصبها في معارضة الشرع، وصنف يتعصب على صاحبها حتى ينكر فضله وحقه.

ـ والاتعاظ بذلك، والضراعة إلى الله جل وعلى وسؤاله التوفيق والسداد، وإكثار الاستغفار، واحتقار طالب العلم نفسه وتنزهه عن العجب.

ـ وللاستغفار لابن خزيمة رحمه الله تعالى، وغيره من الأفاضل الذين جاؤوا بما يخالف الشرع عن اجتهاد وتأول أو جهل، لإننا مأمورون بالاستغفار لمن سبقونا بالإيمان.

ـ ولبيان أن أهل السنة يزنون الرجال بميزان العلم والعدل، ولهم في ذلك قاعدة مهمة: وهي أن الرجل قد يكون في مجمل حاله إماما في السنة، فلا يؤثر في إمامته أن تقع منه الزلة والزلتان، والهفوة والهفوتان، والعبرة بما غلب على حاله، والله يتجاوز عن الزلات.

وهذه مقاصد جميلة جدا يحسن بالشخص أن يورد لأجلها هذه القصة وأمثالها.

ونقول في الوجه الثاني:

أما أن تورد تلك القصة:

ـ لكي تجعل هذه الفعلة من ابن خزيمة حجة في وجه ما تواتر عن الجم الغفير من أعلام الأمة، نعارض بها مسلكهم، ونستهجن بها طريقتهم، وننسبهم إلى الغلط، فهذا منهج معكوس، وعقل صاحبه منكوس، لأن المنهج المتواتر عن الأئمة هو الذي ينبغي التمسك به، والتعويل عليه، لا ما شذ من فعل بعض أفرادهم، ولله در من قال: (الاستثناء يؤكد القاعدة)، فشذوذ ابن خزيمة، رحمه الله، ونحوه، بمثل هذا الفعل هو خير دال ومشير للطريقة المستقرة من عمل السلف الصالح رضوان الله عليهم.

ـ والأدهى والأمر: أن تورد هذه القصة بغية نصب الخلاف بين مذهب ابن خزيمة وكلام الله ورسوله، شأن الرافضة الذين يوردون قصة فاطمة مع أبي بكر رضي الله عنهما، لا للالتماس العذر لفاطمة، وغير ذلك من المقاصد الحسنة التي ذكرناها آنفا، بل للطعن في صاحب الحق، أبي بكر رضي الله عنه، والتكذيب بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونصب العداوة للصديق، وهذا مسلك خطير يقع فيه المتعصبة من المذاهب المنحرفة، فلا يملك الإنسان إلا أن يقول عند ذلك: اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهداية.

والحمد لله رب العالمين.

ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 01:29 م]ـ

جزيت خيراً يا شيخ الفقيه

وفضلاً عن هذا فلايجب ان يغفل الانسان عن موجة التصوف التي بدأت تعصف بالعقول منذ بدايات القرن الثالث الهجري وحتى بعد ذلك بقرون, حيث انتشرت رويداً رويداً -- انا هنا لا اتحدث عن الصوفية كطائفة ولكن كفكرة تجد القبول والاستقرار في الاذهان

وللمتأمل يلاحظ نقص قصص الكرمات والمنامات والاحلام في اول قرنين وازديادها التدريجي بعد ذلك,

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير