تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{وَصِيَّةً لاّزْوَاجِهِم} أي يوصيكم الله بهن وصية كقوله {يُوصِيكُمُ ?للَّهُ فِى أَوْلَـ?دِكُمْ} الآية، وقوله: {وَصِيَّةً مّنَ ?للَّهِ} وقيل: إنما انتصب على معنى فلتوصوا بهن وصية وقرأ آخرون بالرفع وصية على معنى كتب عليكم وصية واختارها ابن جرير، ولا يمنعن من ذلك لقوله {غَيْرَ إِخْرَاجٍ فأما إذا انقضت عدتهن بالأربعة أشهر والعشر، أو يوضع الحمل، واخترن الخروج والانتقال من ذلك المنزل، فإنهن لا يمنعن من ذلك لقوله {مَعْرُوفٍ} وهذا القول له اتجاه، وفي اللفظ مساعدة له، وقد اختاره جماعة منهم الإمام أبو العباس بن تيمية ورده آخرون، منهم الشيخ أبو عمر بن عبد البر ...

2) النساء، الآية 23:

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا إبراهيم بن موسى، أنبأنا هشام ـ يعني ابن يوسف ـ عن ابن جريج، حدثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان، قال: كانت عندي امرأة فتوفيت، وقد ولدت لي فوجدت عليها، فلقيني علي بن أبي طالب فقال: ما لك؟ فقلت: توفيت المرأة. فقال علي: لها ابنة؟ قلت: نعم وهي بالطائف. قال: كانت في حجرك؟ قلت: لا، هي بالطائف قال: فانكحها، قلت: فأين قول الله {وَرَبَائِبُكُمُ ?للَّـ?تِى فِى حُجُورِكُمْ}؟ قال: إنها لم تكن في حجرك إنما ذلك إذا كانت في حجرك، هذا إسناد قوي ثابت إلى علي بن أبي طالب على شرط مسلم، وهو قول غريب جداً، وإلى هذا ذهب داود بن علي الظاهري وأصحابه. وحكاه أبو القاسم الرافعي عن مالك رحمه الله، واختاره ابن حزم، وحكى لي شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي أنه عرض هذا على الشيخ الإمام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله، فاستشكله وتوقف في ذلك، والله أعلم.

3) النساء، الآية 78:

ذكر حديث غريب يتعلق بقوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ ?للَّهِ}: قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا السكن بن سعيد، حدثنا عمر بن يونس، حدثنا إسماعيل بن حماد عن مقاتل بن حيان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر في قبيلتين من الناس وقد ارتفعت أصواتهما، فجلس أبو بكر قريباً من النبي صلى الله عليه وسلم، وجلس عمر قريباً من أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم ارتفعت أصواتكما؟» فقال رجل: يارسول الله، قال أبو بكر: يارسول الله الحسنات من الله والسيئات من أنفسنا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فما قلت ياعمر؟» فقال: قلت الحسنات والسيئات من الله؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول من تكلم فيه جبريل وميكائيل؛ فقال ميكائيل مقالتك ياأبا بكر؛ وقال جبريل مقالتك ياعمر» فقال: «نختلف فيختلف أهل السماء وإن يختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض، فتحاكما إلى إسرافيل فقضى بينهم أن الحسنات والسيئات من الله». ثم أقبل على أبي بكر وعمر فقال: «احفظا قضائي بينكما، لو أراد الله أن لا يعصى لما خلق إبليس» قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس بن تيمية: هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة.

4) الأنفال، الآية 41:

وقال آخرون: إن الخمس يتصرف فيه الإمام بالمصلحة للمسلمين، كما يتصرف في مال الفيء، وقال شيخنا الإمام العلامة ابن تيمية رحمه الله: وهذا قول مالك وأكثر السلف، وهو أصح الأقوال.

5) يوسف، الآية 52:

{ذ?لِكَ لِيَعْلَمَ أَنّى لَمْ أَخُنْهُ بِ?لْغَيْبِ} تقول: إنما اعترفت بهذا على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالغيب في نفس الأمر، ولا وقع المحذور الأكبر، وإنما راودت هذا الشاب مراودة فامتنع، فلهذا اعترفت ليعلم أني بريئة {وَأَنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى كَيْدَ ?لْخَـ?ئِنِينَ * وَمَا أُبَرّىء نَفْسِى} تقول المرأة: ولست أبرىء نفسي، فإن النفس تتحدث وتتمنى، ولهذا راودته لأن {?لنَّفْسَ لامَّارَةٌ بِ?لسُّوء إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبّى} أي إلا من عصمه الله تعالى: {إِنَّ رَبّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وهذا القول هو الأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام.

وقد حكاه الماوردي في تفسيره، وانتدب لنصره الإمام أبو العباس بن تيمية رحمه الله، فأفرده بتصنيف على حدة، وقد قيل: إن ذلك من كلام يوسف عليه السلام يقول: {ذ?لِكَ لِيَعْلَمَ أَنّى لَمْ أَخُنْهُ} في زوجته {بِ?لْغَيْبِ} الآيتين، أي إنما رددت الرسول ليعلم الملك براءتي، وليعلم العزيز {أَنّى لَمْ أَخُنْهُ} في زوجته {بِ?لْغَيْبِ وَأَنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى كَيْدَ ?لْخَـ?ئِنِينَ} الآية، وهذا القول هو الذي لم يحك ابن جرير ولا ابن أبي حاتم سواه.

6) الكافرون، الآية 6:

(وثم قول رابع) نصره أبو العباس بن تيمية في بعض كتبه، وهو أن المراد بقوله: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} نفي الفعل لأنها جملة فعلية {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} نفي قبوله لذلك بالكلية لأن النفي بالجملة الإسمية آكد، فكأنه نفي الفعل وكونه قابلاً لذلك، ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضاً، وهو قول حسن أيضاً، والله أعلم.

لعل هذا يفيدك، وجزاك الله خيراً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير