وقال في ص 37
"ومهما يرهق الباحث نفسه في تأصيل العدل في الحكم والقسم، فسيحج من المصابين بداء التجسيد من يحتج عليه قولا أو فعلا بعمل بعض الأكابر الذين آثروا أقاربهم بالولايات والأموال. ومهما يرهق نفسه في الحديث عن حق الأمة في اختيار قادتها، فسيجد من يحاججه قولا أو فعلا بعمل بعض الأكابر الذين ورثوا أبناءهم السلطة.
وليس من حل لهذه الأزمة الفكرية والعلمية سوى التقيد بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه " قول الحق وإن كان مرا "، وتسمية الأخطاء بأسمائها دون مواربة، وخصوصا أخطاء الأكابر الذين هم محل القدوة والأسوة من أجيال الأمة. "
هذان النصان واضحان يبين فيهما الكاتب أنه إنما قصد بتأليف كتابه ذكر هفوات الصحابة، والطعن بها عليهم، وهو ما فعله في كتابه.
وقد تركز طعنه على شخصيتين هما معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاصي رضي الله عنهما.
قال عن معاوية في 68
والآخذين بالمنهج التأصيلي يحاكمونه إلى المبادئ الإسلامية الأصيلة التي انبنت عليها دولة النبوة والخلافة الراشدة فيميلون إلىانتقاده. وهذا أمر منطقي كذلك نظرا للثغرات الكبيرة التي دخلت على نظام الحكم الإسلامي على يديه.
وقال عنه في ص 80
تحت عنوان الإقرار بثقل الإرث الجاهلي.
ولقد كان للأعراف الاجتماعية والتاريخية تأثيرا بالغا في إشعال الفتن السياسية بين الصحابة رضي الله عنهم وليس مما يستغرب أن يكون معاوية هو أول من حول الخلافة إلى ملك، فقد أمضى شطر عمره في بيت السيادة في قريش، وشطره الثاني على حدود دولة الروم.
ص 125
وتفسير حرب صفين بأسبابها الحقيقية وهي مطامح الملك لدي معاوية وعمرو، وتجاوزهما حدود الشرع في الدماء والجنايات في الطريقة التي طلبا بها الأخذ بدم عثمان.
وقوله ص 175 بعد أن ذكر مراسلة بين معاوية وأبي موسى الأشعري.
وتكشف هذه المراسلة عن الفرق بين تصور أبي موسى الأشعري لموضوع الخلافة الذي اعتبره جسيم أمر هذه الأمة. يخاف ربه إذا سأله عنه، وبين تصور معاوية الذي لم يكن يرى بأسا بالاستيلاء عليها بتوزيع العطايا والمناصب وإشهار السيوف والرماح.
وقوله في ص 179
وهو يتحدث عما أحدث معاوية من خرق في الحكم: وأخرج بناء السلطة من إطار مبادئ الشرع: كالشورى والبيعة والعدل .. إلى منطق القوة وقانون الغاب.
وقال في ص 85 فلو أن دارسا يكتب في نطاق صفة القوة مثل الخبرة العسكرية أو العبقرية الإدارية أو الدهاء السياسي، لوجد لدى شخصيات مثل عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان ما يستحق الإشادة والثناء دون ريب بل لوجدهم على قمة من عرفهم التاريخ البشري من القادة السياسيين والعسكريين والإداريين. لكن نفس الدارس لو كتب عن موضوعات تدخل في نطاق الأمانة مثل الشرعية السياسية، أو العدل في القسم والحكم، أو الزهد في الولايات العامة، وعدم الإيثار أو الاستئثار بها .. لوجد لدى تلك الشخصيات ذاتها ما يستحق النقد حقا لا ادعاء.
وقال عن خالد بن الوليد في ص84
إن منطق التكامل هو الذي دفع الصديق إلى التشبث بخالد في وقت ارتداد العرب ورميهم الإسلام عن قوس واحدة، رغم أنه كان لدى الصديق مآخذ على خالد منها سيفه المرهق وتصرفه في المال وتقدمه على الخليفة.
ورفض بعض فضائل معاوية كتولية عمر له.
قال في ص 109
صحيح إن مجرد تولية عمر لأي شخص لا تعني براءته من ارتكاب ظلم أو إتيان معصية، ..
وقال في ص 143
عن عثمان أنه آثر أهله وأقرباءه بالمناصب والمال.
ووصل به الاندفاع إلى حد جعله يجعل معاوية وعمرو بن العاص أشد خطرا في جانب الانحراف المتعلق بالخلافة من الخوارج.
قال في ص 157
ـ وهو يتحدث عن أخطاء علي رضي الله عنه السياسية ومنها عدم مدارات الخوارج ـ
" وأن يداري الخوارج ويخليهم وشأنهم وهو مهدد من طرف عدو أقوى منهم وأحسن تنظيما وتخطيطا، وأخطر على نظام الخلافة الذي كان لخوارج ـ على انحرافهم يؤمنون به إيمانا راسخا.
ولا تنس أن الخوارج كفروا عليا وكل الصحابة فما أدري ما هذه الخلافة التي يؤمنون بها ومن سيكون الخليفة فيها.
وأكبر مناقب علي التي امتدحه الرسول صلى الله بها وطائفته قتالهم للخوارج الذي جعله الكاتب من أخطئه السياسية.
قال في رده على ابن تيمية قوله إن معاوية وعمر لم يقاتلا من أجل الملك في ص 181
¥