تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" وان ابن تيمية ميز بين الخلافة والملك بوضوح لم يسبقه إليه أحد، وأعلن أ " خبره {صلى الله عليه وسلم} بانقصاء خلا فة النبوة فيه ذم للملك والعيب له " وأن الملك " متضمن ترك بعض الدين الواجب " ورفض تفسير الاستخلاف الذي وقع من أبي بكر وعمر بما يخدم فكرة توريث السلطة كما سنرى فيما بعد .. وذلك هو الفصل بين المبدإ والشخص وبين الوحي والتاريخ الذي نقصده."

كلام شيخ الإسلام الذي ذكره المؤلف لا يمثل النظرة الحقيقة لشيخ الإسلام في الموضوع فهو كلام اقتطعه من كلام لا يفهم إلا في سياقه جميعا، وأنا لا أنقله لطوله وكون المراد لا يفهم إلا بقراءة الكلام كاملا، ولكن نذكر موضوعه ليراجعه من أراد وهو في مجموع الفتاوى ج 35 ص 18 ـ 35

وهو أيضا لم يكن أمينا في ما نقله منه.

قال شيخ الإسلام:

" وأيضا فكون النبي صلى الله عليه وسلم استاء للملك بعد خلافة النبوة دليل على أنه متضمن ترك بعض الدين الواجب "

مجموع الفتاوى ج: 35 ص: 24

وقال أيضا:

" وهكذا كانت خلافة الخلفاء الاربعة ومعاوية قد شابها الملك وليس هذا قادحا في خلافته كما أن ملك سليمان لم يقدح في نبوته وان كان غيره من الانبياء فقيرا قلت فهذا يقتضي أن شوب الخلافة بالملك جائز في شريعتنا وأن ذلك لا ينافى العدالة وان كانت الخلافة المحضة افضل "

مجموع الفتاوى ج: 35 ص: 27

ولمؤلف كان يقصد بنقله الأول أن يوهم القارئ أن شيخ الإسلام يطعن في شرعية خلافة معاوية وغيره من ملوك الإسلام.

وأما ادعاءه أن شيخ الإسلام لم يسبقه أحد في التفريق بين الملك والخلافة فهو كلام لا يستحق الرد لأن أهل العلم كلهم يفرقون بينهم.

ومن زيف ادعاءاته قوله في ص 77

" وقد علل شيخ الإسلام بعض الأحداث السياسية في ذلك العصر بثقل المواريث السياسية الجاهلية وكثافة معاييرها الاجتماعية العرفية "

والمبين له النقل الذي نقله هو عن ابن تيمية " وفي الجملة جميع من نقل عنه من الأنصار وبني عبد مناف أنه طلب تولية غير أبي بكر لم يحتج بحجة شرعية، ولا ذكر أن غير أبي بكر أحق وأفضل من أبي بكر. وإنما نشأ كلامه عن حب لقومه وقبيلته، وإرادة منه أن تكون الإمامة في قبيلته. ومعلوم أن مثل هذا ليس من الأدلة الشرعية، والطرق الدينية، ولا هو مما أمر الله ورسوله المؤمنين باتباعه، بل هو شعبة من الجاهلية، ونوع عصبية للأنساب والقبائل، ومما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بهجره وإبطاله "

قلت:فهناك فرق هائل بين قول شيخ الإسلام "شعبة من الجاهلية " وقول الكاتب "بثقل المواريث السياسية الجاهلية وكثافة معاييرها الاجتماعية العرفية "

وابن تيمية ليس في مأمن أن يصب عليه الكاتب جام غضبه إذا خالف رأيه كغيره من أهل العلم الذين أصابهم حظ وافر من تنقصه لهم واتهامهم بالبعد عن العلم والعدل كشعبة وابن كثير وابن عساكر. فقال في حق ابن تيمة في ص 69

" فلا يعدم القارئ المتأمل ردود أفعال عنيفة أحيانا في كتابات شيخ الإسلام، بعضها يرجع إلى عنف التهمة وشناعتها، وبعضها يرجع إلى مزاج الشيخ وطبعه.

لماذا ابن تيمية.

بين المقدم للكتاب الغرض من تركيز الكاتب على ابن تيمية وادعائه أنه ينهج نفس منهجه في الكلام على الصحابة، أن ذلك ليس اقتناعا بابن تيمة ومنهجه السلفي بل لغرض آخر وهو تجريد أهل السنة من أحد أقوى أسلحتهم التي يلجمون بها أهل البدع وهي كتابات شيخ الإسلام الرائدة في تفنيد شبههم. فأراد الأستاذ الشنقيطي أن يبين لهم أنهم ليسوا على منهج شيخ الإسلام على الأقل في هذه القضية، وهي على كل حال دعوى أثبت هذا البحث أنها متهافتة وأن منهج شيخ الإسلام في الكلام عن الصحابة في وادي السنة وكلام الكاتب في وادي البدعة.

قال مقدم الكتاب ص 24:

" ورغم أن شيخ الإسلام رحمه الله وجزاه الله كل خير عن الاسلام وأهله أهل للتنويه والتقدير في أبواب كثيرة تفرد بالإبداع فيها، ومنها مسائل الاختلاف بين الأصحاب والأئمة، إلا أنه أخذ يداخلني بعض الحرج من شدة تكثيف التمركز حول تراثه، كأنه في كفة وبقية علماء الاسلام في كفة، وقد يرجحهم .. وهي مبالغة قد تكون مفيدة للغرض الذي ابتغاه الأستاذ الشنقيطي في تجريد الغلو والتشدد من أهم أسلحته التي يستطيل بها على الأمة: سلاح علم الرواية وتراث شيخ الإسلام ابن تيمية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير