تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء، كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم له أهل؛ فإن الله تعالى عفا للمؤمنين عما أخطؤوا كما قال تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) قال الله:قد فعلت. وأمرنا أن نتبع ما أنزل إلينا من ربنا ولا نتبع من دونه أولياء، وأمرنا أن لا نطيع مخلوقا في معصية الخالق، ونستغفر لإخواننا الذي سبقونا بالإيمان. فنقول: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذي سبقونا بالإيمان) الآية.وهذا أمر واجب على المسلمين في كل ما كان يشبه هذا من الأمور. ونعظم أمره تعالى بالطاعة لله ورسوله؛ ونرعى حقوق المسلمين؛ لا سيما أهل العلم منهم، كما أمر الله ورسوله. ومن عدل عن هذه الطريق فقد عدل عن اتباع الحجة إلى اتباع الهوى في التقليد، وآذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا: فهو من الظالمين. ومن عظم حرمات الله وأحسن إلى عباد الله كان من أولياء الله المتقين.والله سبحانه أعلم"

(مجموع الفتاوى ج: 32 ص: 239)

2 التاريخ والوحي.

لم أفهم إطلاقا هذه الفقرة من الكتاب ولا ما أراد الكاتب منها، فهو لم يشرح فكرته ولم يبينها، وإنما قال كلاما إنشائيا فلسفيا زاد المسألة تعقيدا، وقربها من ألا معقول من المعقول.

فإن كان المقصود بالتاريخ ما سنه الخلفاء الراشدون من سياسة الحكم، و فهم السلف الصالح للنص وتطبيقهم له فهذا بلاشك من الدين ومن اتباع سبيل المؤمنين، فقد زكى الله فهمهم للنص وعملهم به في نصوص كثيرة، تراجع في كلام أهل العلم في كتب العقائد، وكتب الأصول عند كلامهم على الإجماع.

وإن أراد أن أهل العلم جعلوا التاريخ من مصادر الإسلام أو قدموه على النص فهذا كلام بلغ من وضوح البطلان حدا يكتفى بنقله عن رده.

3 الردة السياسية.

هذا المصطلح مصطلح جديد، جاء به الكاتب من كيسه، وغير به مصطلحا شرعيا نصيا ورد في السنة، وتداوله أهل العلم جيلا بعد جيل، وهو مصطلح أئمة الجور والفسق، ولهم أحكام مشهورة في كتب الفقه والعقائد.

كما أن حكام الردة لهم أحكام أخرى، وهذ المصطلح يؤدي إلى لبس في القضية.

وما ادعاه الكاتب من خطورة الردة السياسية وهي " جور الحكام " وأنها لا تقل خطرا عن الردة العقدية، يرده أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المبينة لخطورة الردة العقدية، فحكمت بحل دماء أهلها، ونهت عن مقاتلة أئمة الجور وأوصت بالصبر على جوره، وإنكار ما أتوا منه ومن غيره من المعاصي.

وللوقوف على فقه المسألة ينظر كتاب " الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة " للشيخ الدميجي. ص 490 ـ 548

4

المثلية والمثال

وهذا لشك مصطلح فلسفي لم يطلبه الله من العباد وإنما طلب منهم التقوى وبين حدود المطلوب منه وهو ما كان في مقدور البشر فقال: " فاتقوا الله ما استطعتم " وطلب منهم إذا زل أحدهم أن يبادر إلى التوبة. فقال تعالى: " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات "

وهذا ما وصى به الرسول صلى الله عليه وسلم معاذا حين أرسله إلى اليمن فقال: " اتق الله حيث ما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها "

المقصد الأساسي للكاتب من الكتاب هو نقد عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وهذا هو أخطر ما في الكتاب، ولعل متعجلا يقول إن هذا فهما فهمناه نحن لم يخطر على بال المؤلف، نقول له على رسلك هذا ما صرح به أحد قراء لكتاب في عرضه له في موقع الجزيرة نت.

فقال:

"على أن أطرف ما في الكتاب – وربما أصعبه تحقيقا أيضا- أنه ينسف القراءة السلفية لفتن القرن الأول الهجري، لكن بأسلوب وحِجاج سلفي!! فقد التزم المؤلف بمنهج كلاسيكي صارم، جعله يغترف أغلب مادة كتابه من كتب ابن تيمية، ويلتزم التزاما صارما بمنهج أهل الحديث في قبول الروايات التاريخية، لكنه توصل في ذات الوقت إلى نتائج هي أبعد ما تكون عن النتائج الراسخة لدى أتباع ابن تيمية من السلفيين المعاصرين، ولدى أساتذة وطلاب كليات الحديث في الجامعات الإسلامية اليوم. وهنا تكمن "حكمة" المؤلف، كما دعاها الأستاذ الغنوشي في ختام تقديمه للكتاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير